رئيس التحرير
عصام كامل

سر دعم الناتو لأردوغان في ليبيا .. بينهما سلف استعماري مشترك .. وباحث: الحل في التحالف مع روسيا ‏والصين

رجب طيب أردوغان
رجب طيب أردوغان

على مدار الأسابيع القليلة الماضية، تحولت مواقف حلف الناتو تجاه القضية الليبية، وخريطة الصراع على الأرض، وأصبحت تميل ‏بشكل واضح إلى مساندة الرئيس التركي رجب طيب أردغان، أو على الأقل غض الطرف عما يفعله هناك.

يطلق الناتو العنان لأردوغان في تنفيذ ‏أفكاره وتوجهاته، وتحصين إخوان ليبيا بميليشيات دينية وعسكرية جاء بها خصيصا لذلك. 

طلعت رضوان: الإسلاميون جعلوا الدين مجالًا للاسترزاق ‏

قبل التحول الغريب للناتو، كان أردوغان يعيش في مأزق حقيقي، وجاب العالم شرقه وغربه للبحث عن تفاهمات مع القوى ‏المختلفة لإعادة حلفائه للصورة بعد أن كان تمكن منهم الجيش الليبي بدرجة كبيرة.

قدم أردوغان الكثير من التنازلات تحت وطأة الهزائم ‏التي تعرض لها أنصاره هناك، قبل أن يخرج بنفسه بدلا من اللعب من خلف الستار، ويتدخل بشكل مباشر في الصراع، ولكن ما الذي حدث ليتغير موقف ‏الناتو 360 درجة ! ‏ ‎ 

أحمد صالح الكاتب والمحلل السياسي، يرى أن استراتيجية حلف الناتو ودعمه للرئيس التركي رجب طيب أردوغان على حساب ‏خيارات الشعب الليبي، تعود إلى  النزعات الاستعمارية  للحلف والتي تتحكم في قراراته وتوجهاته السياسية. ‏

يوضح صالح أن الناتو، لا يعرف إلا اقتراف أبشع المجازر، ومنها قتل وجرح مئات بل آلاف الليبيين بحرب ‏استعمارية لتنصيب ‏عصابات إرهابية في طرابلس تستقبل دواعش وإرهابيين من القاعدة والنصرة وأحرار الشام.

ولفت إلى أن الناتو يقف خلف ‏تمكين فرق أردوغان المعروفة باسم نور الدين زنكي والسلطان مراد والجيش الوطني الحر، وسائر ‏الاسماء الإرهابية المعروفة ‏في سوريا.‏

واختتم: الناتو يشعل نارا حاقدة في المنطقة، ولن تأكل إلا نفسها ومن أشعلها. ‏

من ناحيته، يرى السيد شبل الكاتب والباحث في الشؤون العربية أن مصلحة العرب حاليا في التحالف مع روسيا والصين بهدف ‏مواجهة القوى السلفية المتطرفة ‏والعثمانية الجديدة من جهة والتصدي للسلوك الاستعماري الغربي الذي يحتضن "إسرائيل" من ‏جهة أخرى. ‏

يؤكد شبل أن الجميع محكوم بمصالحه، وعلينا أن نبحث عن مصالحنا أيضا، مشيرا إلى أن تخريب ليبيا وسورية والعراق ‏وتحويلها ‏إلى دول حاضنة للتطرف وإضعاف مظاهر الحداثة المؤسسية فيهم، ذنب في رقبة دول حلف شمال الأطلسي.

وأوضح أن روسيا تدرك جيدا خطر جماعة الإخوان وتنظيمات الإسلام السياسي، لما لها من تاريخ قديم في مواجهتها منذ ‏أن ‏استخدمتها واشنطن في الدعاية ضد الاتحاد السوفيتي وفي حرب أفغانستان والشيشان”.‏

وأوضح الباحث أن الصين كذلك تواجه فرعا فكريا وتنظيميا ‏للقاعدة بين الإيجور في شينج يانج، يتمثل في "الحزب الإسلامي ‏التركستاني" ويحظى أيضا برعاية من رجب أردوغان الذي يصوّر ‏نفسه أنه "أب" للأتراك حول العالم.   

الجريدة الرسمية
عاجل