رئيس التحرير
عصام كامل

قصيدة الراديو قدمها بيرم التونسي في العيد الأول للإذاعة

بيرم التونسى
بيرم التونسى

افتتحت الإذاعة المصرية بواسطة شركة ماركوني الإنجليزية في مايو 1934، بينما كان الشاعر الزجال بيرم التونسي منفيا إلى تونس بأمر من الحكومة لتهكمه على الخديو، إلا أن بيرم انفعل بحدث تأسيس الإذاعة ،وفي العيد الأول للإذاعة كتب قصيدة بعنوان “الراديو “أعادت نشرها مجلة الجديد عام 1973 يقول فيها :

 

أرض الحبايب بعيدة..يالهفتى عا الحبايب

 قالوا المحطة الجديدة ..حرك عليها العقارب

 تحظى بمصر السعيدة ..عندك بأرض المغارب

جبت الجهازامريكانى بالدين ومبلغ يساوى

  يامصر فالك مبارك ..ياقايمة من بعد نومة

 خليتى صوتك يشارك..لندن وباريس وروما

 أنا الرذيل المعارك ..لجلك عشقت الحكومة

اللى بنت لك محطة ..فى المحجر الزعبلاوى

 حطيت ع القلب ايدى ..لما سمعت المنادى

 ولهان وناكر وجودى ..فى وادى النيل فى وادى

 أقوله شرف ياسيدى ..ياما انتظرنا الساعة دى

 احنا اللى لايجين عطاشة ..هات اللى عندك ياراوى 

صوته الحنين قربلى ..مبحوح وفى الحلق شارق

حسبته فى الوجد مثلى ..يبكى وفى الدمع غارق

ولا أحسبه حس طفلى ..يبكى فى اربع مفارق

 فيها الترمواى يزلزل ..والرعد منتحته داوى .

قام المحاضر يحاضر ..على السفر والتجارة

كأنه واقف فى شارد ..بايظ ومليان سكارى

 يحزق ولا حد قادر ..يسمع له ياميت خسارة

قعدت اطلع وانزل ..حتى بريت الملاوى

وبعده قام المغنى ..فتحت له الراديو عالى

 اسمع معاه الف جنى ..فى العدة واقفين قبالى

داخل طشيشهم فى ودنى ..ولا طشيش المقالى

 قريت عليهم فواتح ..وقمت أبخر بجاوى

خرسنى صوتكيارفعت ..وانت اللى صوتك رهاوى .

ياللى بنيتم محطة ..للدنيا تسمع وتحكم

 مالكم بديتم بغلطة ..جابت على العكس ريحكم

وضاع أذانكم فى مالطة ..إكمنه من فوق سطوحكم

 لو كان فونوغراف بدالها ..ينفع ويمنع بلاوى

يامصر معرس وجالك ..ماتلتقيش فيه مجامل

 احلف بشهرة جمالك ..ماركونى بالعند عامل

شمر ذراعه وبنالك ..محطة من غير فرامل

تخود وتلود وتربع ..زى الحمار الحصاوى .

يركب بروكسل عليها .. زى الغطاء المكبة

 تخفى الحلاوة اللى فيها ..ماهوش ركوب المحبة

 ماتقدريش تغلبيها ..دى من ممالك اوروبا

 مالكش مدافع تجيرك ..ولا تفيد الشكاوى .  

الجريدة الرسمية