كيف ستضر حرب مواقع التواصل الاجتماعي بالرئيس الأمريكي ترامب؟
كعادته دائما، يخرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فجأة وبدون مقدمات ليثير الجدل حول العالم في أي ملف.. وإذ به هذه المرة يصب فجأة جام غضبه ضد منصات التواصل الاجتماعي كما لو أن بلاده ليس بها أى مشاكل أخرى مثل كورونا أو أزمة اقتصادية حادة وأكثر من 100 ألف حالة وفاة جراء الوباء.. وظهر وكأن شغله الشاغل في أمريكا هو خوض حرب ضد فيس بوك وتويتر وغيرهما من مواقع التواصل.. ولكن في الواقع أن مثل هذه الحرب في التوقيت الراهن تحديدًا ضررها أكبر من نفعها على ترامب نفسه!.
أجمع الخبراء على أن حرب الرئيس الأمريكي على مواقع التواصل الاجتماعي ستكلفه الكثير، حيث إنه في إطار ما يسميه "الرقابة على أصوات الجمهوريين"، أعلن ترامب عن نيته التوقيع على مرسوم رئاسي يهدف إلى تقليص المادة 230 من قانون الإنصاف الإعلامي، وفرض المسؤولية القانونية على المنصات على الإنترنت لمحتواها.
وقال المدعي العام الأمريكي، ويليام بيل بار: إن إدارة الرئيس دونالد ترامب، تعد تشريعًا حول منصات التواصل الاجتماعي، فيما أكد ترامب أن الأمر التنفيذي الذي سيوقعه بخصوص مواقع التواصل الاجتماعي، لن يجعلها فوق المسؤولية القانونية.
وأضاف ترامب، في مؤتمر صحفي، أن منصات التواصل الاجتماعي تمارس ما يرقى إلى "الاحتكار".
كانت حرب ترامب موجودة طوال الوقت.. منذ دخوله إلى البيت الأبيض، غالبًا ما كان يتحدث علنًا ضد عمالقة التكنولوجيا، ومنصات الشبكات الاجتماعية التي يمتلكونها.
في عام 2018، ادعى أن البحث عن اسمه على Google كان يؤدي إلى نتئاج سلبية وأعلن الحرب على العملاق "جوجل"، وحتى Twitter.. المنصة الافتراضية المفضلة لديه، تلقت أيضا منه انتقادات.. وحاليا ينضم فيس بوك وأمازون إلى الحرب التي أعلنها ترامب.
المفارقة الحقيقية لا تزال تنتظرنا، مع العواقب المتوقعة لتحرك ترامب، حيث يُعتقد على نطاق واسع أن تشريع ترامب الذي تحدث عنه ليست له تغطية قانونية حقيقية وسيتم عرقلته في ممرات المحكمة.
ولكن إذا تم تنفيذ خطة ترامب، فمن المحتمل أن تعيد تحديد حدود الشبكة بطريقة لا يمكن لترامب أن يفي بها.
في الواقع الجديد الذي يتوق إليه ترامب، فإن حسابات مواقع التواصل الخاصة به هي الأولى التي يتم حظرها، والتعليقات الصعبة التي يكتبها هي الأولى التي يتم حذفها، لذا فالعبء القانوني سيكون ببساطة كبيرًا جدًا، وبالتالي سيكون هو أكثر المتضررين، كما وجهت شركة “تويتر” ضربة جديدة إلى تغريدات ترامب ووصفتها بأنها "تُمجد العنف"، وذلك وسط تصاعد المواجهة بين ترامب وتويتر حول "حرية التعبير".
الهند تتجاوز الصين في الوفيات.. وتسجل رقما قياسيا في الإصابات بكورونا
هذا إلى جانب أن حديث ترامب عن مواقع التواصل يضر بصورته وبمخططاته المستقبلية في الانتخابات الأمريكية المقبلة.