رئيس التحرير
عصام كامل

عصابات الشفتة الإثيوبية.. حكاية ميليشيا أشعلت الحرب بين الخرطوم وأديس أبابا

الجيش السوداني
الجيش السوداني

تصاعد التوتر الحدودي بين السودان وإثيوبيا بصورة غير مسبوقة حول منطقة الفشقة السودانية الحدودية منذ أيام، حيث شهدت الحدود السودانية الإثيوبية بولاية القضارف توترا كبيرا بعدما  توغلت قوة من الميليشيات الإثيوبية، واعتدت على بعض المشاريع الزراعية بمنطقة بركة نوريت وقرية الفرسان، وتواصل الاعتداء ليشمل الاشتباك مع القوة العسكرية السودانية في معسكر بركة نورين.

ولفتت وكالة السودان للأنباء إلى أن قائد القوة السودانية النقيب كرم الدين استُشهد متأثرا بجراحه في مستشفى دوكة عاصمة محلية القلابات الغربية، وجرح عدد من العسكريين والمدنيين.

وفي 30 مارس الماضي أعاد الجيش السوداني انتشاره بعد غياب استمر لنحو 25 عامًا في منطقة “الفشقة الصغرى” الحدودية مع إثيوبيا والمتنازع عليها بين البلدين والتي تشهد توترات من وقت لآخر جراء نشاط عصابات في المنطقة.

الجيش السوداني: نعطي فرصة لإثيوبيا قبل اندلاع حرب شاملة

اشتباكات مستمرة

ومن وقت إلى آخر، تشتبك القوات السودانية مع ميليشيات إثيوبية في منطقة الفشقة الحدودية التابعة لولاية القضارف السودانية شرقي البلاد، وهي منطقة زراعية نائية.

وتتهم الحكومة السودانية مواطنين إثيوبيين بزراعة أراض داخل حدودها.

وأعلنت القوات المسلحة السوادنية أن ميليشيات إثيوبية "عصابات الشفتة" بدعم من الجيش الإثيوبي دأبت على تكرار الاعتداء على الأراضي والموارد السودانية.

وقال الناطق الرسمي للقوات المسلحة السودانية، العميد عامر محمد الحسن في منبر وكالة السودان للأنباء: إنه رغم ذلك الاعتداء ما زالت القوات المسلحة تمد حبال الصبر فى إكمال العملية التفاوضية الرامية إلى وضع حد لهذه الأعمال العدائية والإجرامية. 

وأوضح للشعب السودانى آخر التجاوزات من هذه الميليشيات على الأراضي السودانية قائلا: درجت الميليشيات الإثيوبية بإسناد من الجيش الإثيوبي على تكرار الاعتداء على الأراضي والموارد السودانية، ورغم ذلك ما زالت قواتكم المسلحة تمد حبال الصبر فى إكمال العملية التفاوضية الرامية إلى وضع حد لهذه الأعمال العدائية والإجرامية.

1800 مزارع

وكان وزير الدولة بالخارجية، عمر قمر الدين، قد قال الأسبوع الماضي: "عدد المزارعين الإثيوبيين الذين يزرعون داخل الأراضي السودانية ألف وسبعمائة وستة وثمانون مزارعا".

وتنشط عصابات الشفتة الإثيوبية في السيطرة على أراضي المزارعين السودانيين بعد طرد السكان منها بقوة السلاح.

ويتهم ناشطون سودانيون الحكومة الإثيوبية بحماية نشاط العصابات، التي ترد على هذه الاتهامات بأن نشاط الشفتة خارج عن قانونها.

وقال شهود عيان لـ"سودان تربيون": إن"الجيش الإثيوبي بدأ يتوغل داخل الأراضي السودانية، وعمد إلى توزيع أراضي السودانيين على مزارعين إثيوبيين".

منطقة  الفشقة السودانية

توغل الجيش الإثيوبي فى منطقة شرق سندس بالفشقة الصغرى فى مساحة تقدر بـ 55 ألف فدان، وهي مشاريع زراعية تخص مزارعين سودانيين بالقضارف.

وهذه منطقة تشهد نزاعا قديما متجددا وجاء التوغل الإثيوبى إثر انتشار الجيش السودانى على محطاته العسكرية والتى كان يتواجد فيها قبل 25 سنة، وتم سحبه خلال حروب دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق، وهى محطات عسكرية داخل الحد الشرقى للسودان.

والمنطقة التى توغل فيها الجيش الإثيوبي منطقة سودانية بالكامل ومن أخصب المناطق الزراعية، ويمتلكها مزارعون سودانيون ومشاريعهم الزراعية مُنحت لهم عبر هيئة الزراعة الآلية.

استغل الإثيوبيون طيلة السنوات الثلاثين الماضية انسحاب الجيش السودانى، وتولت عصابات الشفتا والميليشيات القبلية المسلحة طرد وقتل المزارعين السودانيين وعمالهم والاستيلاء على آلياتهم ومعداتهم الزراعية لكى يستولى على الأراضى مزارعون إثيوبيون.

وأدت تطورات الأحداث وما شابها من توتر إلى وصول رئيس المجلس السيادي في السودان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان بمعية هيئة ضباط العمليات ومدير الاستخبارات العسكرية إلى دوكة والاجتماع مع قيادة الفرقة الثانية مشاة.

كما أن القوات المسلحة السودانية انتشرت بكثافة على طول الحدود مع إقليم الأمهرة من الشمال للجنوب.

عصابات الشفتة

وتمتد الفشقة على طول الحدود السودانية الإثيوبية بمسافة 168 كيلومترا وتقع على مساحة تبلغ 5700 كيلومتر مربع، وهي مقسمة لثلاث مناطق، هي: "الفشقة الكبرى" و"الفشقة الصغرى" و"المنطقة الجنوبية". تتميز أراضي الفشقة بخصوبتها الزراعية اللافتة، ولعل هذا هو السبب الأبرز للخلاف بين الدولتين، حيث تظهر عصابات الشفتة الأثيوبية من حين لآخر للقيام بعمليات نهب، حيث أعلنت القوات المسلحة السودانية الشهر الماضي أن أفرادا في هذه العصابات هاجموا قرية شرق العطبراوي داخل الحدود السودانية، وقاموا بسرقة عدد من الأبقار ودخلوا في اشتباكات مع الجيش السوداني.

وتقول صحف سودانية: إن المزارعين الإثيوبيين كانوا يتسللون إلى المنطقة منذ خمسينيات القرن الماضي ويطردون المزارعين السودانيين.

و شهدت المنطقة انفلاتا أمنيا عدة مرات بسبب توغل العصابات الإثيوبية  إلى الأراضي السودانية، والسيطرة على المحاصيل والدخول في مواجهات مع عناصر الدفاع الشعبي السوداني، أدت إلى حدوث خسائر بشرية.

وحدث أن المليشيات الإثيوبية التي تصفها أديس أبابا بأنها جماعات "خارجة" عن القانون وضعت علامات على مساحة "1500" فدان، وتصدت لهم السلطات السودانية في محلية باسندة، حيث تم نزع العلامات ونشر تعزيزات عسكرية لحماية الأراضي من التوغل.

الجريدة الرسمية