رئيس التحرير
عصام كامل

في الذكرى الـ 102 على الاستقلال.. "سارداراباد" معركة الوجود الأرميني

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يحتفل الشعب الأرمني في 28 مايو من كل عام بانتصارات مايو ضد الأتراك و يقومون بزيارة النصب التذكاري لمعركة "سارداراباد" المكرس للمعركة التاريخية التي جرت بين 22-28 مايو 1918. انتصارات مايو 1918 فتحت صفحة جديدة ومجيدة في تاريخ الشعب الأرمني. 

 

وتعتبر معارك "سارداراباد" و"باش-أباران" و "غاراكيليسيه" معارك مصيرية بالنسبة للأرمن خاصة أنها أتت بعد ٣ أعوام من الإبادة الجماعية ضد الأرمن و محاولة إفناء شعب بأكمله من الوجود في عام ١٩١٥ ، وقتل مليون و نصف أرمني و تهجير الباقي إلى صحراء دير الزور.

 

كما تعتبر معركة سارداراباد أهم منعطف مصيري في تاريخ الشعب الأرمني، وتعد الانتصار الأكبر ضد الجيش التركي حيث اكتسب الأرمن الحق في العيش والدفاع عن آخر قطعة أرض من أرمينيا التاريخية وإنقاذ الشعب ، وقد انتهت معارك “سارداراباد” و”باش-أباران” و”غاراكيليسيه” بالنصر، و تكللت باستقلال أرمينيا في 28 مايو 1918 . 

 

وظلت جمهورية أرمينيا الأولى على قيد الحياة لمدة عامين فقط ، وأصبحت أرمينيا من بعدها عام ١٩٢٠ سوفياتية، ولكن مؤقتاً حتي عام 21 سبتمبر 1991 حيث استعاد الشعب الارمني استقلاله و قامت الجمهورية الثانية و هي جمهورية أرمينيا الحالية. 

 

و في خلال عامين فقط أفرزت الجمهورية الأولى قيم ملموسة ، والتى أصبحت فيما بعد الركيزة القوية والأساسية لدولة أرمينيا المستقلة اليوم، حيث تم إنشاء الجيش والمؤسسات الحكومية والتعليمية و الثقافية ، و إنشاء أول برلمان أرمني و التي أصبحت الخطوات الأولى على طريق أرمينيا المستقلة و الموحدة، وخلال تلك السنوات لم تقدم جمهورية أرمينيا لمواطنيها دولة مستقلة فحسب وإنما أيضاً حقوق الإنسان والحريات التي تكرسها القوانين.

 

ويقع النصب التذكاري في مكان المعركة، وهو من الحجر الخاص بأرمينيا ويسمى " الدوف "  ويضم النصب ثيران مجنّحة وأجراس النصر المهيبة، ويرمز الثور إلى القوة والثبات والاخلاص ،  وفي النصب تظهر الثيران وهي تحمي أبراج الأجراس التي بدورها تمثل مثوى الأبطال.  ويبلغ ارتفاع أبراج الأجراس 35 متراً، وتحمل نقوشاً جميلة ومعبّرة.

 

وتتموضع الأجراس بشكل متدرج، وقد تجزأت إلى 4 دعائم حيث تتكشف السماء الزرقاء من خلال الفراغات  ، وتتدلى الأجراس على ثلاثة محاور، و مصمم النصب هو رافايل اسراييليان، وقد بدأ بناؤه عام 1968، ويضم النصب أيضاً المتحف الخاص بالمعركة.   

الجريدة الرسمية