لماذا لقب تشارلز ديكنز بـ"أديب الفقراء والمتسولين"؟
عرف تشارلز ديكنز كإحدى علامات الأدب في العالم واعتبره النقاد من أعظم الروائيين الإنجليز على الإطلاق ، فهو كاتب لكل عصر وأعماله عابرة للزمان ، ولذلك ما زالت هناك علاقة مستمرة بين رواياته والقراء حتى بعد وفاته بعشرات السنين .
كتب تشارلز ديكنز ضد الحكام والمسئولين عن إفقار الشعوب و انتقد إهمال النبلاء لتعليم المتشردين ، كما كان له نشاط اجتماعي بارز وكتب العديد من الروايات والقصص القصيرة والشعر والمسرحية .. وخلال السطور القادمة نستعرض محطات فى حياة ديكنز وسبب اهتمامه بالفقراء والمشردين وأبناء الشوارع في معظم أعماله الأدبية .
نشأة تشارلز ديكنز
ولد تشارلز جون هوفام ديكنز في (لاندبورت بورتسي) في جنوب إنجلترا عام 1812 م ، لأبوين هما جون واليزابيث ديكنز وكان ثانى أخوته الثمانية، وعاش طفولة بائسة ، فأباه كان يعمل في وظيفة متواضعه ويعول أسرة كبيرة العدد لهذا اضطر إلى السلف والدين ولم يستطع السداد فدخل السجن، ليضطر ديكنز إلى ترك المدرسة وهو صغير ، وألحقه أهله بعمل شاق بأجر قليل حتى يشارك في نفقة الأسرة، وكانت تجارب هذه الطفولة التعسة ذات تأثير في نفسه فتركت انطباعات إنسانية عميقة في حسه والتي انعكست بالتالي على أعماله فيما بعد.
تشارلز ديكنز والفقراء
كتب تشارلز عن تجاربه الشخصية المريرة التي مر بها في طفولته العديد من القصص والروايات التي ألفها لأبطال من الأطفال الصغار الذين عانوا كثيرا وعاشوا في ضياع تام بسبب الفقر و الظروف الاجتماعية الصعبة التي كانت سائدة في (إنجلترا) في عصره، ونجد ذلك واضحا في روايته الشهيرة "أوليفر تويست" الذي وصف ديكنز فيها الأحياء الفقيرة بكل تفاصيلها وبكل المآسي التي تدور فيها، وعندما وصل إلى سن العشرين تمكنت الأسرة أخيرا من إلحاقه بأحد المدارس ليكمل تعليمه.
وفي نفس الوقت كان يعمل مراسلا صحفيا لإحدى الجرائد المحلية الصغيرة بأجر ضئيل،ولكنه لم يهتم بالأجر فلقد تفانى في هذا العمل الصحفي الذي كان بمثابة أولى خطواته لتحقيق أحلامه فقد كان بمثابة تمرين له على حرفة الأدب، ولقد أتاح له هذا العمل الصحفي أن يتأمل أحوال الناس على مختلف مستوياتهم الاجتماعية والأخلاقية فخرج بالعديد من التجارب الإنسانية والأخلاقية التي وسعت آفاقه ومداركه الأدبية والحياتية.
أهم أعماله
نشر تشارليز ديكنز ما يزيد عن 12 رواية مهمة، وعددا كبيرا من القصص القصيرة ، ففى سن الرابعة والعشرين بالتحديد في عام 1836 م أصدر ديكنز أولى رواياته الأدبية والتي كانت بعنوان (مذكرات بيكويك) والتي لاقت نجاحا ساحقا بالفعل وجعلته من أكثر الأدباء الإنجليز شعبية وشهرة، ثم ازدادت شهرته في إنجلترا وخارجها عندما توالت أعماله في العالم بلغات مختلفة.
ومن رواياته التي اشتهرت عالميا وتُرجمت لعدة لغات عالمية ونشرت عام 1861م هي رواية (الآمال العظيمة Great Expectations) وأصبحت محط أنظار السينمائيين ليصنعوا منها أكثر من 250 عمل مسرحي وتلفزيوني.
تشارلز ديكنز والتليفزيون
قدمت الكثير من مؤلفاته خلال التليفزيون ومنها مغامرات أوليفر تويست، حياة ومغامرات نيكولاس نيكلباي،مغامرات مارتن تشزلويت ،ديفيد كوبرفيلد ، والمسافرون الفقراء السبعة عام 1854 .
فالإصلاح الاجتماعي و تدعيم المؤسسات الخيرية والصحية التي ترعى الفقراء من الناس هو ما قضي تشارلز ديكنز يسعي في تحقيقه طيلة عمره حتى وفاته فى عام 1870 .