شكرا وزيرة الصحة
عندما طالبت وزارة الصحة بالتحقيق في واقعة استشهاد الطبيب الشاب وليد يحيى لم أتصور أن يكون الرد سريعا إلى هذا الحد الذي اتبعته وزيرة الصحة، واطلاع الرأي العام المصرى على وجه العموم والرأي العام الطبي على وجه الخصوص، وأعترف أن نتيجة التحقيق جاءت مطابقة إلى حد ما لكل ما تم تناوله باستثناءات بسيطة كشف عنها التحقيق الشفاف للوزارة.
التحقيق السريع وإطلاع الرأي العام عليه قطع على جماعات الشر ما كانت تخطط له وأخرس ألسنة كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي عندما تبارت جماعات الشر للصيد في ماء أسن لتثبيط همم وعزائم ملائكة الرحمة ومجاهدي الفيروس والمرض واللعنة.
اقرأ ايضا: سوق العتبة وسوق مجلس الوزراء
المثير أن كتائب كثيرة دخلت على خط الأزمة فمنهم من اتهم أقارب للطبيب الشهيد بعضويته في جماعة الإخوان الإرهابية ومنهم من اتهم النقابة بأنها وقعت تحت سيطرة الجماعة الظلامية أما كتائب الإخوان فقد بدت شرورها وسمومها تتطاير لتنال من كل جهود الدولة المصرية بشكل فج يتفق وطبيعة الخيانة التي تسري في دماء أعضائها.
التحقيق الشفاف والاعتراف بالتقصير لم ينل من جهود وزارة الصحة بقدر ما أضاف إليها مكاسب كثيرة على كافة الأصعدة، ارتفعت مؤشرات الثقة والمصداقية والشفافية لدى العامة ولدى القطاع الطبي الذي كان ينتظر كلمة حق لم تخفها الجهات المسئولة.
إن التعامل السريع مع الأزمة والشفافية التي اتبعتها الجهات الرسمية يمكن أن يصبحا مصدر قوة مهما كان الخطأ؛ إذ إن الاعتراف بالواقع يساهم إلى حد كبير في تصحيح المسار وبث الثقة والطمأنينة وردع كل من تسول له نفسه أن يقصر في أداء واجبه تجاه أبناء وطنه في أزمة تحتاج إلى تضافر الجهود لا إلى تشتيتها.
اقرأ ايضا: دماء الشهداء تزين رمال سيناء
شكرا وزيرة الصحة في هذا المقام وإن كان لنا انتقادات حادة في مواقع أخرى إلا إن الإشادة بمكسب حقيقي يصبح واجبا علينا إذا ما أردنا السير في الاتجاه الصحيح للنقد البناء بعيدا عن التصيد والانتهازية والاستغلال.