لوحات لا تنسى | بين السم والنفى.. "موت سقراط" لجاك لوي دافيد
"موت سقراط" للرسام والسياسي الفرنسي جاك لوي دافيد.. وتتناول اللوحة قصة سقراط واللحظات الأخيرة من حياته حين حكمت عليه الحكومة بأن يختار بين الموت بالسم أو النفي عقابا له على الدروس التي كان يعطيها ويحرض فيها على احتقار الآلهة، ورفض سقراط النفى واختار الموت بالسم.
ويبدو سقراط في اللوحة متماسكا وهو يمد يديه للشراب الذي فيه السم وهو لا يتوقف عن الكلام لتلامذته الذين يحيطون به حزينين لمصير أستاذهم.
ويظهر في اللوحة تلميذ سقراط أفلاطون، فى الزاوية البعيدة تظهر زوجة سقراط وهي خارجة من السجن.. ويظهر أفلاطون جالسا على مؤخرة السرير بينما يمسك كريتو تلميذه بقدم سقراط وهو يواسيه.
كان سقراط فيلسوفا عظيما وهو أول من دعا لتغليب العقل على الجهل والخرافة.
وصدرت اللوحة عام 1787م وليست للبيع وإنما تعرض بمتحف "المتروبوليتان للفنون" Metropolitan Museum of Art وهو متحف فنون يقع في نيويورك.. ويعتبر من أشهر وأضخم متاحف العالم، يحتوي على آثار من جميع الحضارات البشرية.
ويعتبر جاك لوي دافيد أحد أبرز فناني مدرسة الكلاسيكية الجديدة. ولد لعائلة باريسية من الطبقة المتوسطة في عام 1748، درس الفن في الأكاديمية الملكية، في عام 1774 ربح جائزة روما.
بعد ذلك سافر إلى إيطاليا حيث تأثر بالفن الكلاسيكي، وبأعمال فنان القرن 17 نيكولا بوسان. ومكث هناك لستة أعوام.
ابتكر دافيد أسلوبا كلاسيكيا جديدا خاصا به، وكان دافيد من الذين دعموا الثورة الفرنسية بشكل كبير، وكان أحد أقرباء الفنان بوشيه الذي ساعده في بداياته حينما كان تلميذاً لديه.
من أشهر أعماله: "قسم القتال" (1784)، و"موت سقراط"(1787)، و"نساء سابين" (1799)، توفى دافيد عام 1825 في بروكسل.