رئيس التحرير
عصام كامل

المنسي يسطر تاريخا جديدا

فى عام 1998 كنت مشرفا على النشاط الثقافى فى كليتى صيدلة الزقازيق التى أفتخر دائما بالانتماء إليها وجال بخاطرى كيف يمكن أن نذكر شبابنا بتاريخ أبطاله وكان لى صديق مشترك يعرف بطلا من أبطال مصر العظماء..

بطل من الذين زرعتهم المخابرات المصرية فى قلب إسرائيل، البطل جمعة الشوان بطل مسلسل “دموع فى عيون وقحة” الذى مثله الزعيم عادل إمام، فقررت دعوة البطل فى لقاء مع طلاب الكلية ولكن فوجئت بمن لا يرحب، وإن الطلاب يحبون لو دعوت لهم فنانا أو لاعب كرة شهير، ولكنى أكملت دعوتى وفاجئنى البطل وفاجئنى طلاب الكلية الذين ملأوا المدرج..

اقرأ ايضا: أهالي الشرقية يحتفلون بـ"تلميذ رامي حسانين" بطل ملحمة البرث

ولم يبرحوه لساعات وهم يستمعون بشغف شديد، ومنهم من بكى ومنهم من هتف له وكانت ملحمة جسدت انتماء الشباب الذين يتهمونه من آن لآخر بعدم الانتماء، مع إنه أكثر غيرة وانتماء لبلده من كثير ممن يمثلون ذلك، تذكرت واسترجعت كل ذلك وأنا أتابع مسلسل الاختيار..

وكيف سيطر على قلوب الشباب قبل الكبار وكيف فجرت الحلقة الثامنة والعشرين من رمضان دموع الألم فى عيون الجميع بلا استثناء، نعم كانت دموع ألم ولكنها فى الواقع كانت دموع عزة وكرامة لهذا البطل ورفاقه الذين استشهدوا، وهم رجال يقاتلون بمنتهى الشراسة ويضحون بأنفسهم من أجل الوطن..

اقرأ ايضا: الدراما قادرة على صنع ما لا تصنعه الخُطب

هؤلاء الأبطال سطروا تاريخا جديدا يضاف للتاريخ الناصع للعسكرية المصرية التى شعارها وعقيدتها حب الوطن والدفاع عنه، واليوم أستطيع أن اقول إن هذا المسلسل وفى هذا التوقيت استطاع أن يقول للعالم كله إن فى مصر رجالا لايخافون الشهادة، وإن هذا الجيش الذى تربى على عقيدة التضحية والفداء هو جيش لا يعتدى على أحد، إنما يستشهد من أجل تراب هذا الوطن..

أما الدرس الأهم من وجهة نظرى إن هذا المسلسل زلزل عقول الخونة والمجرمين المتربصين بالوطن والمتسترين خلف رداء الدين والدين منهم براء، وكشف كل زيفهم وفساد عقولهم ومنطقهم وتحريفهم لكتاب الله ولسنة رسوله، كما كشف تلاعبهم بالنصوص الدينية وتحريفها لتخدم عقولهم المريضة بكراهية الخير وكراهية الوطن..

اقرأ ايضا: والدة خالد مغربي: لم نستطع متابعة حلقة ملحمة البرث

وإن مقارنة واحدة بين البطل أحمد المنسى والخائن هشام عشماوى لخصت للجميع من يستحق أن يكرمه الوطن ويخلده مدى الحياة ومن يستحق اللعنة من الله والناس أجمعين مدى الحياة.. علموا أولادكم حب الوطن.. وإن حب الوطن من الإيمان.

وهذه تحيتى لصانع التاريخ..

أكتب يامنسى التاريخ

هاتوا التاريخ إل مضى وقلبًوه وأرجعوا تانى رتًبـــــوه

وحددوا الشريف والخاين ومين فى طريق هتلاقـــــوه

وشوفوا إل خانوا وكدبوا وإل للوطن وللعرض باعـــوه

وإل الوطن عندهم عدم وعلموا ولادهم كدا وحفظـــــوه 

وعلموا ولادكم أن شعبنا لايمكن يمشى ورا إل خانــوه

حتى ولو كان

الجريدة الرسمية