رئيس التحرير
عصام كامل

لبيك يا مصر!


كان أحرى بالرئيس مرسى أن يهتف قائلًا في الصالة المغطاة لاستاد القاهرة أمس: «لبيك يامصر»، بدلًا من «لبيك ياسوريا».. فالأولى بتلبية النداء الآن مصر قبل سوريا، باعتبار أن ما يحتاجه البيت يحرم على الجامع.

فمصر الآن تعانى أوصالها من التمزق ومهددة باقتتال وطنى وحرب أهلية، ويصرخ أهلها من المشاكل والأزمات التي أنهكتهم.. مشاكل اقتصادية من تضخم وارتفاع أسعار وبطالة.. ومشاكل فوضى هائلة وفقدان الأمان.. ومشاكل سياسية من استبداد سياسي وظلم اجتماعى.. حتى الاحتياجات الأساسية للمواطنين لا يجدونها.. فلا كهرباء منتظمة ولا وقود متوفر ولا مياه رى وشرب متاحة للجميع.

هذه الحال البائسة التي يعيشها أهل مصر والذين يصرخون بالشكوى منها علنًا صباح مساء، ألا يدعو رئيس مصر أن يوليها اهتمامه أولًا قبل أن يهتم بحال شعب آخر ولو كان شقيقًا.

إن الرئيس مرسى سمع بأذنيه قبل أن يقف بين مريديه ومؤيديه الذين سارع البعض منهم بتقبيل يده لساعات قليلة من احتشد أمام المسجد الذي أدى فيه صلاة الجمعة ليطالبه بالرحيل.. أما كان واجبًا عليه إذن أن يهتم أساسًا بهؤلاء الذين يعانون من حكمه والرافضين لاستمراره في الحكم والذين يترقبون الآن يوم ٣٠ يونيو للخروج إلى الشارع ليطالبونه بإنهاء هذا الحكم.

إن مصر يا سيادة الرئيس تصرخ بصوت أعلى من سوريا، ولأنك رئيس مصر ولست رئيسًا لسوريا فكان أولى بك أن تهتم بها..
 وعدم اهتمامك بها يقدم لمن يطالبونك الآن بترك الحكم أسبابا إضافية وجديدة لكى يتمسكوا بما يطالبون به.
الجريدة الرسمية