رئيس التحرير
عصام كامل

60 عاماً على تأميم الصحافة فى مصر

فيتو

 ستون عاماً مضت على صدور قرار تأميم الصحافة ففي مثل هذا اليوم 24 مايو 1960 أممت الصحافة في مصر وصدر قانون تنظيم الصحافة حيث انتقلت إلى الدولة ملكية الصحف بعد أن كانت ملكاً لأفراد .

 

وكانت أخبار اليوم ملكا للأخوين مصطفى وعلي أمين ، وكانت روز اليوسف ملكا لإحسان عبد القدوس ودار الهلال ملكا لعائلة زيدان وهكذا، وأصبحت الدولة هي التي تعين رؤساء تحريرها ومجالس إدارتها وتستبعدهم وقتما تشاء.

 

كان هناك تمهيد لصدور قرار التأميم في خطاب الرئيس جمال عبد الناصر في عيد الثورة 1959 حيث هاجم الصحافة المصرية واتهمها بعدم إلقاء الضوء على قضايا المواطنين الكادحين وتقدم صورة بعيدة كل البعد عن المجتمع الاشتراكي وأن المجتمع الذي يريد أن يبنيه ليس مجتمع نادى الجزيرة أو النادي الأهلى والعاطلين بالوراثة و أبناء الطبقة الارستقراطية التي نشأت أثناء الحكم التركي والاحتلال البريطاني .

 

وأكد عبد الناصر في خطابه أن الثورة تستهدف سكان البلد الحقيقيين الكادحين فى كفر البطيخ مثلا الذين يحملون الأرز على ظهورهم من أجل لقمة العيش ، لأن بلدنا مهياش أبدا فلانة اتجوزت وفلانة اطلقت .

 

ونفى عبدالناصرأنه يقصد أحداً بذاته مستنكرا تحول الصحافة إلى تجارة وقالإانه ليس صحيحا أن هدفنا أن نغتصب مبانى 5 أدوار أو 11 دورا لكننا نبنى مجتمعا اشتراكيا بعيدا عن الاستغلال يهدف لتذويب الفوارق بين الطبقات .

 

وهاجم الصحفي محمد حسنين هيكل فى الأهرام الصحافة المصرية فى مقال بعنوان (حرية الرأي) ووصفها بأنها صحافة شخصية تعبرعن الرأي الخاص لأصحابها وانحازت لطبقة الارستقراطيين من المرفهين وفشلت في التعبيرعن الرأى العام لمجتمع بأكمله على اختلاف طبقاته .

 

والغريب أن قرار تأميم الصحافة لاقى ترحيبا من بعض كبار الكتاب والمفكرين ومن بينهم أصحاب مؤسسات صحفية جرى تأميمها أمثال مصطفى وعلي أمين وإحسان عبد القدوس وفي مجلة روز اليوسف كتب الصحفي فتحي غانم يؤيد حق الدولة في توجيه الرأى العام .

 

كما دعا إحسان عبد القدوس إلى ضرورة تنظيم الصحافة وعبر عن فرحته بالقراروأشار إلى مقالات سابقة طالب فيها بأن تكون الصحافة أداة من أدوات الاتحاد القومي وأن تنظم داخله وأنه طالب من قبل بنقل ملكيته لروز اليوسف إلى ملكية عامة يشارك فيها كل محرريها وموظفيها وعمالها .

 

اقرا ايضا: 

فيتو تفوز بجائزتين في مسابقة جوائز الصحافة المصرية

 

وكتب مصطفى أمين في أخبار اليوم يقول :كنا نؤيد الثورة ونحن أصحاب أخبار اليوم ونحن نؤيد الدولة ونحن أصحاب أخبار اليوم سابقا وسواء كنا نملك أو لا نملك فنحن جزء من الشعب الذي أصبح يملك أخبار اليوم ولا يهمنا في معركة الوطن أن نكون في الصف الأول أو الأخير .

 

وكتب علي أمين مهاجما انفلات بعض الكتاب وتصورهم أن الحرية تسمح لهم بأن يدوسوا على مقدسات المجتمع ويقول : نحن اقمنا الفانوس لحساب الشعب لا لحسابنا الشخصى او لحساب اولادنا والفانوس سيستمر يضئ ونحن لا نحترق وانما سنضئ لك هذا الفانوس .

الجريدة الرسمية