رئيس التحرير
عصام كامل

أزهري: "الفراغ والأسرة وغياب القدوة" سبب ظهور جمهورية التيك توك

الدكتور أحمد البصيلي
الدكتور أحمد البصيلي عضو هيئة التدريس بكلية الدعوة بجامعة ا

قال الدكتور أحمد البصيلي عضو هيئة التدريس بكلية الدعوة بجامعة الأزهر إن ظاهرة تفشي شباب الـ"تيك توك" في الفترة الأخيرة يرجع إلى ثلاث أسباب "الأسرة وغياب التربية بالإضافة إلى الفراغ وعدم وجود القدوات الصالحة بشكل عام في المجتمع يحدث هذه السيولة في مثل هذه الظواهر.

مؤكدًا أن فكرة تحميل المؤسسات الدينية وحدها المسؤولية تجاه هذا الأمر فهذا ظلم بين لها ، وأنه على الرغم من العبء الثقيل الذي يقع على المؤسسات الدينية فى هذا الأمر إلا أنه لا بد من أنه تتشابك معها المؤسسات التربوية والثقافية خاصة وأن أى جهد تقوم به المؤسسات الدينية منفردًا فهل للأسف كمن يحرث فى ماء أو ينفخ فى رماد بل لا بد من تكاتف المؤسسات العلمية والدينية والتربوية والثقافية الأربعة معًا.

وأضاف "البصيلى" لـ"فيتو" أن تلك المؤسسات الأربعة لا بد أن تتكاتف فيما ينها لنصح هذا الجيل وملء الفراغ الذى يعانى منه هؤلاء الشباب خاصة فى ظل انتشار البطالة والفراغ الناتج عن فيروس كورونا المستجد ، وأن على تلك المؤسسات أن تتعاون من أجل ظهور نموذج معرفي للمجتمع ، لافتًا إلى أن المؤسسات العلمية الكبرى فى الدول الغربية تعتنى بفكرة النموذج المعرفي وهو ما نعانى من غيابه فى مجتمعاتنا.

وأوضح عضو هيئة التدريس بالأزهر أن غالبية هؤلاء الشباب فشلوا في أن يثبتوا أنفسهم فى أى مجال مفيد أو نافع خاصة وأن الإنسان لديه عزيزة قوية وهو غريزة تأكيد الذات كما يمسها علماء علم النفس بحيث أن الفرد يسعى لأن تكون له شخصيتة المستقلة المميزة عن غيره وأنه مع فشل هؤلاء الشباب فى إثبات ذاتهم فى أى مجال نافع فإنهم يسعون إلى إثبات أنفسهم فى هذه المجالات وهذا العته والسفه الذى ابتلينا به قائلًا: "معظم البرامج مثل التيك توك تفرض علينا فرضًا أن نعصى الله تعالى".

وعن الدور المطلوب من المؤسسات الدينية أوضح "البصيلي" أن المؤسسات الدينية في النهاية هي "مؤسسات" وليست "سلطات" وبطرح سؤال عن مدى وجود نماذح في هذه المؤسسات تصلح أن تكون قدوة فإن الإجابة بالتأكيد هي "نعم" لكن المجتمع من حولنا عندما يذكى الخبيث ويحجب ويحارب النافع فهنا يمكن القول أن المؤسسات الدينية عليها أن تغير من أسلوبها وأدواتها ومنهجيتها في الدعوة إلى الله خاصة مع وجود بعض الدعاة إلى الله الذين يكونون سببًا في صد الناس عن الدعوة إلى الله بسبب أسلوبهم الذى ينفر الشباب منهم لعدم إجادة لغة التواصل معهم.

وأكد أن الدعاة فى حاجة إلى تنمية بشرية دعوية بحيث يكون لدى الداعية دراسة كافية بواقع من حولة وواقع من يخاطبهم وأن يكون عنده دراية بأصول الفقه ، كما يجب على الدعاة أن يراعوا حال الشباب حولهم وأن يكون يكون لديهم ثقافة فقة الواقع ، كما يجب على المؤسسات أن تكون لديها رؤية واضحة، خاصة وأن المؤسسات الدينية لا بد أن تسمتمر في العقول وفىحال فشلها فى ذلك فيؤدى هذا إلى انخفاض المجتمع لدرجة صعبة، وفي نفس الوقت لا بد التأكيد أن جهد المؤسسات الدينية وحده لا يكفي طلما لا يتعاطى معها جهد المؤسسات الأخرى.

 

وشدد “البصيلي” على أنه مع كل مرض جديد يظهر فى المجتمع لا بد وأن نمتلك وسائل جديدة للدفاع ، قائلًا ”إذا ما حولت المؤسسات الدينية أن تضمد هذا الجرح بأدوية قديمة عفى عليها الزمن ، فهذا فشل ذريع” خاصة وأنه فشل من مؤسسات كبرى ، مؤكدًا أنه على الدعاة أن يمتلكوا الوسائل الحديثة التى تمكنهم من مجابهة المرض الجديد وأن يكون سلاحهم في ذلك “الحكمة والموعظة الحسنة” خاصة وأن كل إنسان لا يخلو من الخير أيًا كان وصفه.

الجريدة الرسمية