رئيس التحرير
عصام كامل

تحليل نفسي لقضية منة عبدالعزيز.. فرويز: شخصية مضادة للمجتمع.. هلال: فراغ ثقافي.. الباسوسي: لابد من الفصل بين الأخلاق وجريمة الاغتصاب

منه عبدالعزيز
منه عبدالعزيز

تصدرت محركات البحث الساعات القليلة الماضية قصة منة عبدالعزيز فتاة التيك توك بعدما نشرت فيديوهات تظهر فيها بوجه متورم مدعية أنها تعرضت للاغتصاب من قبل شاب يدعي مازن ابراهيم و3 فتيات، وأكدت منه أن مغتصبيها هم أصدقاء لها.

وقالت منه في مقطع فيديو أنها يتيمة، لا تعرف الصح من الخطأ، وأن اصدقاءها قاموا بتصويرها ونشروا هذه المقاطع، وأنها تعرضت للضرب بكل أجزاء جسدها، وأنها صورت بأوضاع سيئة، بعد أن قام مغتصبوها بحلق شعرها، وطالبت من الحكومة أن تأخذ حقها من مغتصبيها.

تفاعل عدد كبير من نشطاء مواقع التواصل معها، فبعضهم أكد علي أن الفتاة اخطأت في تربيتها وأن أخلاقها منحدرة، وأخرين تعاطفوا معها وطالبوا بأخذ حقها، وتم تفعيل هشتاج "حق منه عبدالعزيز فين" و"الحبس للمغتصب مازن"، ووضع خبراء علم النفس تفسيرا علميا لتلك القضية.

مضادة للمجتمع

يقول الدكتور جمال فرويز استاذ علم النفس أن هؤلاء الشباب علي دراية وعلم جيدا بالصح والخطأ، ولكنهم اشخاص سلبيين لديهم مبالاة وعدم شعور بالمسئولية وليس لديهم أن مشاعر للحفاظ علي النفس، كما أن لديهم هوس الشهرة بعدما شاهدوا نماذج لناس حققوا مكالب من ورا ذلك، ليس لديهم أي اشكالية من التضحية بأي شئ  حتي وإن كانت سمعتهم من أجل التربح المالي.

وتابع "فرويز" يرجع ذلك لغياب الرقابة عليهم، وخاصة أن بعض الأهالي يعتبرون هذا حرية شخصية، مؤكدا علي أن ذلك نابع من غباء أسري واهمال عاطفي من الأبوين واهمال أيضا للمتابعة.

انحدار ثقافي

ومن جانبه، يقول احمد هلال الخبير النفسي، أن كل ذلك فراغ اخلاقي وثقافي وفكري، كانت قصور الثقافة تنشر كتب جيدة كما كانت مكتبة الاسرة تصدر اعداد كتب ثقافية جميلة الآن تكاست في اصدار تلك الكتب ورفعت الدعم عنها، والآن لم يعد في السوق الإ الفساد والمخدرات، فدائما ما يقول الأدباء "الذنوب والخطايا في بيت بابه الخمر"، فليس هناك من حريص علي أن تنضبط الأمور ثانية

كما أكد علي أن شبكات تواصل اجتماعي لم تكن كذلك انما هي شبكات انحلال اجتماعي، فلا يوجد ضوابط علي هذه الشبكات، مشيرا إلي أن المجتمع ينقسم الآن لمستكبرين يفعلون كل شئ قبيح ومستضعفين يشاهدون كل ما هو قبيح، منوها علي أن الأخلاق في العموم انحدرت إلي أسوء الدرجات.

عاملان

وفي نفس السياق، يقول احمد البسوسي استشاري الطب النفسي، هوس السوشيال ميديا اعطي فرصة لإعطاء قطاع طبير من المشاكل التحتية التي لا تري في الطبيعي، فقد أصبح هناك كم كبير من الاثارة محيط بنا.

وتابع "الباسوسي" لتفسير تلك الظاهرة هناك عاملين، العامل الأول أن تلك الفتاة تعاني من نوع من الهوس الظهور والشو والاستعراض واجتماعية أكثر من اللازم وهذا أحد اضرابات الشخصية "اضطراب هوسي" لديها طاقة واستثارة وحب اجتماعي، وهذا أمر يعاب عليه فيه وعلي المجتمع.

وأضاف العامل الثاني أنها تعرضت لجريمة وحدثت رغم عنها، تلك الجريمة يعاقب عليها القانون، لذلك لابد من التعاطف معها بعيدا عن الخلفيات والمحكمة الكلمة في ذلك، منوها علي أن كل من يهاجم تلك الفتاة لمجرد شكلها أو طبعها أو أن لديها عيب أخلاقي فذلك نتاج لتخلف اجتماعي وغياب الثقافي تدين شكلي وظاهري الذي ليس له علاقة بالدين.

الجريدة الرسمية