رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

شهداء حركة رمضان

في الثامن والعشرين من رمضان عام 1990م كانت قوات من الجيش والشرطة تداهم بيوت ثمانية وعشرين من الضباط وصف الضباط بتهمة محاولة قلب نظام الحكم.

 

لم يشعر الشارع بما جرى ولم يكن هناك أحد على علم بما حدث سوى أسر هؤلاء المقبوض عليهم.. كان شهر رمضان متوافقًا مع شهر أبريل هذا العام تقريبًا.. كانت نسمات الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل تفوح بعطر الرحيل.

 

رحل رمضان ومعه كانت عملية القبض على درجة عليا من السرية.. يومان قد مضيا وفي عشية عيد الفطر المبارك بينما كانت البيوت مشغولة بزيارات الأهل والأصدقاء وإعداد صنوف الأطعمة جاء صوت المذيع من خلف شبكات الراديو يعلن الخبر الصادم.

 

اقرأ أيضًا:

دماء الشهداء تزين رمال سيناء

 

كان المقبوض عليهم على ذمة ما أطلقوا عليه محاولة قلب نظام الحكم يقبعون في السجن العسكري وأسند التحقيق إلى ضابط كان يطلق عليه الخنجر وقدموا إلى محاكمة عسكرية ميدانية لم تتح لهم فيها فرصة الدفاع عن أنفسهم أو توكيل محامين وتسربت أنباء عن تعرضهم لأبشع أنواع التعذيب لانتزاع اعترافاتهم.

 

ماذا قالت المحكمة.. أدانتهم وحكمت على ثمانية وعشرين بالإعدام وقام رئيس مجلس قيادة الثورة بالتصديق على الحكم ونفذ الحكم بحقهم رميًا بالرصاص وتم دفن الجثث في مكان مجهول.

 

في عشية العيد تلقى المستمعون في الإذاعة والمشاهدون للتليفزيون خبرًا هذا مفاده "القبض.. المحاكمة.. الإعدام.. التصديق.. التنفيذ.. الدفن".. كل ذلك جرى في ثلاثة أيام تقريبًا.. في ثلاثة أيام كانت في وطننا العربي سلطة قبضت وحققت وحاكمت وأصدرت حكمها وتم التصديق عليه وتنفيذه وأصبح ثمانية وعشرون ضابطًا وصف ضابط تحت تراب أرض لا تعرفه أسرهم.

 

اقرأ أيضًا:

سيف البطالة يطارد 12 مليون مصري

 

ثلاثون عامًا قد مضت وأحيت أسر شهداء حركة رمضان كما يطلقون عليها في السودان الشقيق قضية ذويهم وساهم الثوار في المطالبة بفتح ملف ظل في طيات الكتمان لأكثر من ثلاثين عامًا.. فتح الملف وأسر الضحايا في طريقهم لمعرفة أين دفنت جثامين أبنائهم.. تحية للثورة السودانية وتحية لأسر لم تفقد الأمل في المطالبة بحقوق أبنائها.

Advertisements
الجريدة الرسمية