باحث أثري: الفراعنة أول من صنعوا الكعك.. والعيدية الفاطمية من مظاهر الاحتفال بالأعياد
قال الباحث الأثري أحمد عامر إن المصريين القدماء هم أول من عرفوا كعك العيد حيث كان الخبازون في البلاط الفرعوني يحسنون صنعه بأشكال مختلفة، مثل: اللولبي والمخروطي والمستطيل والمستدير، وكانوا يصنعونه بالعسل الأبيض، ووصلت أشكاله إلى مائة شكل نقشت بأشكال متعددة على مقبرة الوزير "رخمي رع" في الأسرة الثامنة عشرة بطيبة.
وأضاف: الكعك كان يسمى بالقرص، وكان المصريون القدماء يرسمون على الكعك صورة الشمس، كما كانو يمزجون عجين الكعك والخبز بأرجلهم في حين يمزجون الطين بأيديهم، وكانوا يصنعونه بالعسل الأبيض ودقيق القمح والسمن، وكانوا يضعونه فى المقابر الفرعونية، فيما كانت زوجات الملوك يقدمن الكحك للكهنة الحارسين للهرم خوفو في يوم تعامد الشمس على حجرة خوفو.
وأكد "عامر" أن العيدية هي إحدى السمات الأساسية للإحتفال بالعيد، وهى عادة جميلة ورسالة حب وود تدل على التكافل الاجتماعى والشعور بالآخرين وإسعادهم، هذا وينتظرها الأطفال من أول أيام العيد من الأبوين والأقارب ليتباهوا ويتفاخروا فيما بينهم بما حصلوا عليه من نقود، والعيدية هى عبارة عن هدية صغيرة لجلب الفرحة والسعادة للأطفال، وترجع كلمة "عيدية" إلي أصل كلمة عربية منسوبة إلى العيد بمعنى "العطاء" أو "العطف" وترتبط بالعيد، و"العيدية" لفظ اصطلاحي أطلقه الناس على كل ما كانت توزعه الدولة أو الأوقاف من نقود في موسمي عيد الفطر وعيد الأضحى كتوسعة على أرباب الوظائف وكانت تعرف في دفاتر الدواوين بالرسوم ويطلق عليها التوسعة في وثائق الوقف.
وأشار "عامر" إلي أن بداية ظهور "العيدية" وفقاً للراويات التاريخية كانت في مصر خلال العصر الفاطمي، وكان ذلك تحديداً منذ عهد الخليفة "المعزّ لدين الله الفاطميّ"، الذي أراد أن يستميل أفئدة المصريين في مبتدئ حكم دولته لبلادهم، فكان يأمر بتوزيع الحلوى وإقامة الموائد، وتوزيع النقود، والهدايا، والكسوة، مع حلول كلّ عيد على رجال الدولة وعامة الرعيّة، وكانت تعرف بأسماء عدة آنذاك، من بينها على سبيل المثال "الرسوم" و"التوسعة"، فالفاطميين قد حرصوا على توزيع العيدية مع كسوة العيد خارجًا عما كان يوزع علي الفقهاء وقراء القرآن الكريم بمناسبة ختم القرآن ليلة الفطر من الدراهم الفضية، وعندما كان الرعية يذهبون إلي قصر الخليفة صباح يوم العيد للتهنئة، كان الخليفة ينثر عليهم الدراهم والدنانير الذهبية من منظرته بأعلي أحد أبواب قصر الخلافة.