رثاء أدبي للشاعر أمل دنقل في ذكراه
فى حفل أقامته دار الكتب لرثاء الشاعر الذى سمى بشاعر الرفض أمل دنقل ـــــ رحل فى 21 مايو عام 1983 – قال الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة السابق: دنقل شاعرا عروبيا لم تقف كلماته عند حدود الصعيد أو عند حدود مصر بل معبرة عن الوطن العربى كله.
وأطلق دنقل على شعره "شعر الرفض" وكانت أشعاره دائما عن العدل الغائب فى مجتمع السقوط فكان الموت حاضرا بقوة فى أشعاره ، وبالرغم من أنه نشر أول قصائده "الأشياء الصغيرة" عام 1958 إلا أنه لم يمنح الوقت ليكتب ما يريد من شعره.
وقال رفيق مشواره من الجنوب بقنا الى الشمال بالقاهرة والإسكندرية الشاعر عبد الرحمن الأبنودى: أمل ينقل اللحظة التى عايشها وينقل حياته بشكل عام وهو لا يقصد الكتابة السياسية لكنها تكون نابعة من إحساسه.
والشاعر الحق هو من يجعل الواقع شعرا والشعر واقعا لأنه فى النهاية يقف مع الحلم ضد الواقع.
رثاه الشاعر الفنان صلاح جاهين بقوله فى قصيدته "الموتى" باحكى عن الموتى فى شتى العصور وبأقول ألف رحمة ونور ، مش باحكى عن أمل دنقل لأنه عايش رغم سكنى القبور.
وفى رثائه يتساءل الأديب يوسف إدريس كلمة طويلة فى حفل تأبينه بحزب التجمع عام 1983 لماذا يموت الشاعر؟ فقد رحل نجيب سرور وصلاح عبد الصبور ويحيى الطاهر عبد الله وأخيرًا أمل دنقل ، هل يموت الشاعر من فرط حبه للمغامرة؟ أم يموت مهموما لأن الألم فى الدنيا كثر ، وهل يموت ليقول للعالم كلمة عجز عن قولها فى حياته؟ أم أن موت الشاعر حدث مثل غيره من أحداث الحياة عاديا لا معنى له لأنه عاش غريب الدار فى داره بلا وطن وهو فى وطنه.
في ذكرى ميلاده الـ93.. هذا ما تبقى من ذكريات الأديب يوسف إدريس| صور
وفى النهاية يقول يوسف إدريس: أبدا لا يموت الشاعر حتى السرطان اللعين لا يقتل الشاعر وحتى الموت لا يميته.. بل أن الحب لا يقتل الشاعر على العكس أنه يحيى الشاعر والحب الناجح يحيل الشاعر إلى مغن والفاشل يجعله فيلسوفا ، وأمل دنقل هو عبقرية انتهت منذ أيام وإلى ألف عام من الآن إلى مسافة تماما مثل التى كانت بين المتنبى وأمل دنقل.