خبير: الشركات الناجية من أزمات كورونا ستتعرض لمأزق تغيير خططها التوسعية
قال محمد سعيد خبير أسواق المال إن الشركات الناجية من الضغوط المالية والتجارية الناجمة عن الأزمة وجدت نفسها في مأزق حسم خططها التوسعية والاستثمارية التي تمت صياغتها فى عالم ما قبل كورونا.
هذه الخطط أصبحت بحاجة ماسة للمراجعة فى ضوء متغيرات المرحلة الراهنة ومرحلة ما بعد كورونا وفى ضوء ما أعادت ترتيبه هذه الأزمة من أولويات.
وأشار إلى تباين آثار الأزمة على القطاعات كان أحد العوامل الأساسية فى قرار المؤسسات الاقتصادية بشأن خططها المستقبلية للتوسع والاستثمار ففي حين أصاب اضطراب سلاسل الإمدادات العالمية الأنشطة الإنتاجية لبعض القطاعات وأثرت على كفاءتها التشغيلية في ظل نقص مستلزماته الضرورية خاصة والأزمة بدأت فى الصين المصدر الأول فى العالم وكان من الطبيعي أن تعيد هذه القطاعات توجيه أولويتها الاستثمارية والتوسعية باتجاه توفير ما يمكن من بدائل بشكل محلى والاستغناء عما يمكن الاستغناء عنه من عناصر قد تتعرض لقيود شبيهة بما حدث فى الأزمة.
وأوضح أن قطاعات أخرى شهدت ازدهاراً من أثار كورونا بل وارتفاعا فى الطلب يفوق قدراتها الانتاجية وبالتالي قفزت هذه القطاعات لمواقع الصدارة وعلى رأسها قطاعات الصحة والقطاعات الغذائية كقطاع الزراعة والتصنيع الغذائي وبالتالي فإن هذه القطاعات كانت قبلة للاستثمارات فى الفترة الأخيرة وهى استثمارات مضمونة النجاح بدرجة كبيرة وشهدت الأنشطة الاقتصادية فى هذه القطاعات توسعاً كبيراً لمواجهة الطلب المتزايد على منتجاتها بل إنه من المتوقع أن تشهد بعض نشطة هذه القطاعات عروضاً للاستحواذ في الفترة القليلة المقبلة استغلالاً لطفرتها في المدى القصير
وأكد أن قطاعات اخرى شكلت بشكل نظرى فرصاً استثنائية أخفقت فى استغلاله محلياً حتى الآن إلا أنها لفتت الأنظار للفرص الكامنة به كقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مع البدائل التي كان يجدر بهذا القطاع استغلالها والاستفادة منها لتقليل الأثار السلبية على باقى القطاعات مع اتاحة البدائل الالكترونية وقد استفادت الأنشطة الاقتصادية المنتمية لهذا القطاع عالمياً من الأزمة ومن أمثلتها أمازون رائد التجارة الالكترونية و"زوم" الذى أتاح بدائل الالتقاء عن بعد للعمل أو للاجتماعات أو غيرها وشهدا ارتفاعات كبيرة فى قيمهما السوقية إلا أن النظير المحلى أخفق تماماً فى تقديم نفسه وذلك على مستوى القطاع ككل ولكن ذلك لم يمنع من توجه العديد من الاستثمارات للتوسع فى القطاع أملاً فى فرص أخرى على المدى المتوسط وتمشيا مع التحول الرقمي الذي أصبح حتمياً.