رئيس التحرير
عصام كامل

منتصر عمران يكتب: الإخوان ونظام الملالي في إيران.. علاقة خطيئة فكرية

منتصر عمران
منتصر عمران

علاقة جماعة الإخوان بإيران هي علاقة اتفاق فكري وتأصيل منهجي.. كما أن العلاقة ليست وليدة الثورة الخومينية بل هي قديمة تمتد من أيام مؤسس الإخوان حسن البنا.. وذلك يتأكد من خلال اللقاء الذي تم بين حسن البنا وأحد شيوخ الشيعة وقتها يدعى محمد القمي.. وتم هذا اللقاء في المقر العام لجماعة الإخوان في القاهرة.. وتبعت هذه الزيارة زيارات أخرى لقادة شيعة كان آخرهم آية الله الكاشاني عام 1948 وذلك قبل مقتل حسن البنا الذي وقع في أوائل عام  1949.

وكما قلت في البداية إن العلاقة بين الإخوان وإيران في الأساس مبنية على توافق فكري وهذا يدل على أن الثورة الخومينية عندما نجحت حاز قائدها لقب المرشد وهو ذات اللقب الذي عرفه الإخوان منذ تأسيسها.. فكل من يعتلي القيادة في الإخوان يسمى المرشد العام للإخوان.. كما أنه يسمى المرشد العام للثورة في إيران.

 وكما تشير كل التقارير السابقة إلى أن العلاقة بين الإخوان وبالأحرى مشايخ الشيعة.. كانت مبنية على توافق فكري وتأصيل منهجي.. ويتأكد ذلك منذ ترجمة كتاب سيد قطب "المستقبل لهذا الدين" إلى اللغة الفارسية وإعجاب المشايخ الشيعة به وبمبدأ الحاكمية.

وعلى هذا الأساس زار مؤسس حركة "فدائيان إسلام" الإيرانية المتطرفة نواب صفوي، سيد قطب في القاهرة عام 1945 تدلل على مدى التقارب المبكر بين مشروعي الإخوان وقياديي الثورة الإسلامية.

لذا العلاقة بين جماعة الإخوان ورجال الدين الشيعي علاقة سياسية من الدرجة الأولى وخاصة يجمعهم منهج الحاكمية.. وهو السعي الحثيث للاستيلاء على الحكم في البلاد الإسلامية تحت غطاء الدعوة؛ فهم يخلطون بين الدعوة وبين السياسة بدرجة كبيرة جدا؛ بمعنى أنهم يجعلون من الدعوة وسيلة للوصول للحكم.. لذلك عندما نجحت الثورة الخومينية في إيران تم تشكيل وفدٍ من الاخوان في 11 فبراير 1979 لزيارة الخميني لتهنئته بانتصار ثورته.. وهذه الزيارة مهدت في نفس العام  لتأسيس "جماعة الدعوة والإصلاح" في إيران وهي جماعة سنية تمثل التنظيم الدولي للإخوان في إيران.

وكان هذا التنظيم السني في إيران قد ساهم بدرجة كبيرة في أن يتساهل الإخوان  إزاء عقائد الشيعة ومخططاتهم، حيث باركت الإخوان ثورة الخميني فور وصوله إلى السلطة.. كما أنها تستخدم كحلقة وصل مع الدول العربية والإسلامية السنية حتى في شؤون تحسين العلاقات أو تخفيف حدة الخلافات مع دولٍ كالمملكة العربية السعودية.. وذلك في السابق قبل أن يعرف النظام السعودي حقيقة تنظيم الإخوان وينقلب عليه بصورة كبيرة منذ فترة حكم الملك عبد الله.. وتزامن ذلك مع ما يسمى بثورات الربيع العربي التي بسببها وصل الإخوان للحكم في مصر والتي حقق فيها  النظام الملالي في إيران أكبر انتصار بزيارة رئيس إيران لمصر أثناء حكم محمد مرسي.. كما زار الأزهر الشريف رافعا راية النصر وانتعش الشيعة في هذه الفترة القصيرة من حكم مصر فقد شهدت هذه الفترة خاصة نوعًا من التلاقي في الأفكار والأدبيات والمواقف السياسية.

ولم تقتصر هذه العلاقة الوطيدة بين الإخوان والنظام الملالي على مصر فقط بل امتدت إلى كثير من الدول العربية والإسلامية مثل حركة حماس في فلسطين وليس هناك دليل على ذلك من إقامة رئيس حركة حماس الان السنوار في إيران سنوات عديدة واعترف بالعلاقة الوطيدة التي تربط حماس بالثورة الخومينية والحرس الثوري الإيراني.. كل ذلك كان يخدم مصالح إيران في منطقة الشرق الأوسط برمتها.

ورأينا كيف استغل النظام الملالي في إيران الاخوان في توفير أساليب  تدخل إيران في اليمن والعراق وذلك من خلال الاستناد إلى مخزون بشريٍ وجغرافيٍ طائفي شيعي، من أجل تحقيق مصالحه.

وفي الآونة الأخيرة حاول حزب الإصلاح الذي يمثل ذراع الإخوان المسلمين في اليمن التعايش مع جماعة الحوثي الإرهابية ولم يدافع عن مصلحة الشعب اليمني بل وأسهم في إعاقة استعادة الدولة عبر العراقيل التي كان يضعها أمام تحرير المدن والمناطق اليمنية من سيطرة الحوثيين.

 ومن المعلوم جيدا ان الحوثيين يعتبرون الذراع المسلح للنظام الملالي في اليمن.. كما أن حزب الله الذراع المسلح والسياسي أيضا للنظام الملالي في لبنان.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Advertisements
الجريدة الرسمية