محمد التابعى يكتب: ذكرى النكبة
فى مجلة آخرساعة مايو 1958 وبمناسبة مرور عشر سنوات على نكبة فلسطين كتب الصحفى محمد التابعى ـــ ولد فى مثل هذا اليوم 18 مايو 1896 ورحل عام 1976 ــــ مقالا قال فيه:
ماتت فلسطين بحكم القوة ، والقوة وحدها هى سلاح استرداد فلسطين ، واليوم يحتفل يهود اسرائيل بالذكرى العاشرة لقيام دولتهم فيرقصون ويطربون ويقيمون الحفلات والاستعراضات العسكرية وترفع الاعلام .
اما العرب فيحتفلون بالذكرى التعسة فيكتبون المقالات ويلقون القصائد بعد تنظيم مزيد من قصائد الشعر بل قد تصدر تصريحات عن البعض مملوءة بالتهديد والوعيد لاسرائيل ..بينما يستقبل الفلسطينيون المنكوبون المشردون واللاجئون هذه الذكرى بالنواح والبكاء على الوطن المفقود والكرامة المهدرة والقاء المزيد من اللعنات على من كان السبب فى النكبة .
إن بريطانيا لعبت دورا كبيرا فى ضياع فلسطين وحكومة الرئيس الامريكى ترومان ايضا ، والصهيونية العالمية جندت كل قواها وقوى الدعاية ضد العرب ولمصلحة اليهود ، وكل هذا وتلك كان يمكن ان لا تفقدنا فلسطين لولا خيانة بعض اصحاب الامر والنهى من زعماء العرب ولولا الفرقة والخلاف بين الدول العربية .
قال جمال عبد الناصر (اننا خسرنا معركة فلسطين لان العرب كانوا يحاربون بسبعة جيوش مختلفة وسبع قيادات مختلفة بينما كان اليهود يحاربون بجيش واحد وقائد واحد ..ورغم كل ذلك فإن الجيوش العربية قربت على هزيمة اليهود واصبحت على مقربة من مشارف عاصمتهم تل ابيب ، وبات العالم يتوقع دخول الجيوش العربية تل ابيب بين ساعة واخرى .
الا ان الاستعمار تدخل واوصى بعقد الهدنة واعلن الملك عبدالله ملك الاردن اصراره عقد الهدنة والا لن يحارب وتضامن معه الامير عبدالله الوصى على عرش العراق ، واتصل الملك عبدالله بزعماء يهود فى اسرائيل ودخل فى مفاوضات وكان الوصى على عرش العراق يحكم بأوامر حكومة لندن وعقدت الهدنة وضاع النصر ورقص يهود تل ابيب ورقص يهود العالم وتوالت على اسرائيل امدادات النجدة من الاسلحة والذخائر من دول الكتلة الشيوعية فى أوروبا وجاءها الطيارون منامريكا وبريطانيا وفرنسا .
أبو مازن: لن تتوقف حتى نرفع راية فلسطين فوق الأقصى وكنيسة القيامة
وهكذا عندما انتهت الهدنة ودار القتال كانت كفة اسرائيل هى الراجحة وضاعت فلسطين وخسرنا المعركة واصبحنا نعانى من الذل والهوان.