"الشيماء".. قصة طبيبة متطوعة ضمن كتيبة مواجهة كورونا بالمنيا
“العمر قصير .. والأنفاس معدودة .. و الموت قد يأتي بغتة”.. هذا ما يعلمه أطباء مستشفيات العزل جيداً، فيشاهدون لحظات الموت حية أمام نواظرهم.. ويتابعون الاحتضار لحظة بلحظة.. ولحظات سعادة تُطل على وجوههم حينما ترتفع نسب الشفاء وينجوا مصاب من الموت المحقق.
من داخل إحدى قرى ديرمواس جنوبي المنيا، انطلقت لمركز ملوى و تحديداً مستشفى الحجر الصحي بملوى برغبتها دون ضغط، متطوعة لخدمة المرضى تحمل بين كفيها قياس درجات الحرارة وأدوية تُعيد أجساد أنهكها فيروس كورونا المستجد COVID 19 لطبيعتها، تلتحف بالبالطو الأبيض اصطفت بين كتائب الجيش الأبيض داخل العزل، فنادت ربها بالعون والوقائية فحاباها الله.. “الشيماء” قصة طبيبة متطوعة ضمن كتيبة إعدام كورونا بالمنيا.
بين جدران مستشفى الحجر الصحي بملوى تقف الطبيبة الشابة
“الشيماء محمد رأفت علي” بين عشرات الجنود المجهولة من الأطباء والممرضين والجميع عينه على مد يد العون للحالات الخاضعة للحجر الصحي من فيروس كورونا.
تقول ابنة “قرية العمارية الغربية” التابعة إداريا لمركز ديرمواس منذ أن نمى إلى علمي بقيام اللواء أسامة القاضي محافظ المنيا بتخصيص مستشفى ملوي التخصصي كحجراً صحيًا، قررت دون تفكير أن أكون أول من يشارك ضمن الفريق الطبي المنتجة إلى هناك، هدفي الرئيسي المساعدة ومد يد العون لمصابي COVID 19.
قررت أن أواجه الأسرة بقرار تطوعي ضمن الفريق الطبي المتجة لعزل ملوي .. كانت لدي مخاوف بالرفض من الأسرة، إلا أن موافقتها السريعة أزالت مخاوف وتشجيعهم لي زادني عزيمة وإصرار.
على الفور بدأت أجري اتصالًا هاتفياً مع الدكتورة هبة محمود المسئولة عن الفرق الطبية في مستشفيات العزل، وقمت بعرض تقديم المساعدة لمرضى كورونا تطوعًا وقُوبل الطالب فوراً، وبدأت الرحلة التي في ظاهرها المتعة وباطنها الشقاء.
20 كيلوا مترا هي المسافة التقريبية التي قطعتها حتى أصل إلى مستشفى الحجر الصحي بملوى، استقبلنا في الساعات الأولى 8 حالات .. ثم صباح اليوم التالي على استعداد لاستقبال 35 حالة ما بين متوسطة وحرجة كل الأعمار.
ولفت الشيماء، أخصائي جهاز هضمي وكبد حاصلة علي ماجستير الجهاز الهضمي والكبد قائلة: “حب.. تكاتف.. عطاء” هذا كان شعار الفريق الطبي المتواجد داخل العزل، كل منه يُنفذ التكليفات.. ماكينات عمل بشرية تجوب غرف المرضى، بين الألم والخوف سهرنا ليالي مع المصابين، فكان هذا إيمانا منا بخطورة كورونا و واجب علينا أمام الله والمصابين.
هناك تواصل مستمر بين الحجر الصحي بملوى وديوان عام المحافظة ومديرية الصحة ووزارة الصحة، الأجمل من ذلك هو التزام وانضباط المصابين داخل العزل، ومدى الخطورة التي قد تطول أعمارهم جراء هذا الفيروس.
قصة المجند الشماس.. «أبانوب» توفي صائماً رمضان احتراما لزملائه| فيديو وصور
لم أخفِ عليكم سراً فقد أثرت في نفسي حالة لمصاب يدعى “ع. أ” كانت حالته مستقرة وفي أقل من 24 ساعة تدهور الحالة بشكل مخيف، ولكن بفضل الله قمت بطلب أشعة مقطيعة ع الصدر ورسم قلب وتم تحديد المشكلة الصحية التي طرأت على المريض وعرضت الحالة علي الفريق الطبي من ثم تم دخوله العناية وقام زملائي في العناية بإتخاذ الإجراء اللازم وتحسنت الحالة.
بالكلور والكمامات.. أنطونيوس ونانسي أول فرح في المنيا يحارب كورونا | صور
وكانت هناك أم مع أبنائها الأطفال وهي كانت سليبة وأبنائها الأطفال الإثنين إيجابي وكانت تقيم معاهم بنفس الغرفة، وحينما كنت ادخل عرفتهم أجد الأطفال بترتيب السراير كأنهم فى المنزل.
«بالتروسيكل والمكروفون».. أهالى قرى بالمنيا تحذر من انتشار كورونا |فيديو
العامل النفسي هو جزء لا يتجزأ من الإجراء العلاجية لمرضى فيروس كورونا المستجد، فكنا حرصين تمام الحرص على إطمئنانهم دوما.