رئيس التحرير
عصام كامل

بدأت بـ«كيلو بطاطس» وتستهدف 500 أسرة في رمضان.. «مطبخ الخير» لإطعام 300 شخص يوميا بكفر الشيخ

مطبخ الخير
مطبخ الخير

«بدأت فكرة مطبخ الخير عندما كنت أري والدتي ونحن صغار تستقطع جزءا من السمك الذي يصطاده والدي أحد الصيادين البسطاء.. لتقوم بإطعامه للفقراء».. كلمات بدأت بها ياسمين فارس ابنة برج البرلس، التابعة لمحافظة كفر الشيخ، حديثها عن مبادرة «مطبخ الخير» لإطعام المرضي والفقراء وعمال اليومية.

وأوضحت «ياسمين» أن «فكرة المبادرة بدأت منذ عامين، من خلال التبرعات الخيرية سواء مادية أو عينية، ولدينا كشف بأسماء المسنين وذوي الاحتياجات والفقراء والحالات المرضية غير القادرة وعمال اليومية المتضررة الذين تضرروا عقب أحداث كورونا الأخيرة، ومبادرة مطبخ الخير الهدف منها عمل 1000 مطبخ خيري على مستوى الجمهورية لاطعام الفقراء وغير القادرين».

وتابعت: قمنا بعمل شنط رمضانية نظرا لتأثر الكثيرين من فيروس كورونا، والشيء المفرح أنه حتى الأشخاص الفقيرة المدرجين بقائمة الوجبات المجانية من المطبخ، باتوا يتبرعون لنا كل من سعته، فنجد إحدى السيدات الفقيرات تتبرع بزجاجة زيت أو كيلو بطاطس، وهناك بعض الحالات تتبرع من التموين الخاص بها، وبدأنا بـ 30 وجبة ووصلنا الآن إلى 300 وجبة، ونسعي لأن نصل إلى 500 وجبة بنهاية رمضان، وأول تبرع حصلنا عليه كان 4 حبات من البطاطس وكيلو بصل من سيدة فقيرة، وهناك سيدة أخرى تقوم بعمل صينية من الحلوي وتتبرع بها للمطبخ.

وتضيف: “هناك أيضًا صاحب مخبز يرفض أخذ مال نظير عمله معنا، وهكذا فالجميع يساهم بما يستطيع، وعملية الطهي يقوم بها مجموعة من المتطوعات مثل أم ندي وأم زياد وأمل غانم وأم فارس وفتيات أخريات متطوعات، بينما يقوم بالتوزيع الشيخ رضا العشماوي ومحمد مصطفى ومحمد حجازي وآخرين كل بحسب منطقته”.

وفى نفس السياق قال الحاج محمد شرابي، نقيب الصيادين ببرج البرلس، أحد المتطوعين في المبادرة: نقوم بطبخ المأكولات في منطقة شوري ببرج البرلس، حيث إننا قسمنا أنفسنا إلى 3 مجموعات أولها فريق السيدات المتطوعات واللائي يقومن بطبخ الوجبات سواء الخضراوات أو اللحوم أو الأسماك، ونراعي في الوجبات أن يكون مخصصا منها للحالات المرضية التي قد تحتاج إلى مواصفات طهي معينة سواء بدون ملح أو مسلوق أو أشياء من هذا القبيل، والمجموعة الثانية هي مجموعة توزيع الوجبات على الحالات في المنازل، والمجموعة الثالثة هي المعنية بالتبرعات والمسئولة عن عمليات شراء المستلزمات بشكل كامل ويتولاها رؤف عبيدي وهند عبيدي.

وأضاف: نقوم بطهي وتوصيل الاطعمة للمستحقين طوال العام، ولكنها تتضاعف في شهر رمضان، بمعني أننا في شهر رمضان نقوم بعمل الوجبات الغذائية وتوصيلها للأهالي بشكل يومي، ولكن بخلاف شهر رمضان تكون مرتين في الأسبوع أو بحسب التبرعات المرسلة، والوجبة عبارة عن أرز وخضار ولحمة وعصير وتمر، بما يعادل 25 إلى 30 جنيها تكفلة الوجبة، وتصل حجم الوجبات التي نقوم بتوزيعها يوميا خلال شهر رمضان إلى 300 وجبة.

واشار إلى أن المبادرة تضم 20 متطوعا ومتطوعة، يقومون بهذا العمل عن طيب خاطر وبكل سرور ونتمني أن يستمر طوال العام ولكننا محكمون بالتبرعات.

كما أوضح « شرابي» أن جائحة «كورونا» لم تمنع أهالي البرلس بكفر الشيخ، من استكمال ما بدأوه منذ 6 أعوام بتوزيع الوجبات المجانية على جميع السيارات المارة على الطريق الدولي الساحلي ناحية البرلس، ورغم قلة التبرعات عن كل عام بسبب أزمة كورونا، استطعنا توزيع 200 وجبة غذائية يوميا مجانا على الطرقات، بخلاف الوجبات المنزلية.

حيث تتكون الوجبة من (تمور، مياه معدنية، عصائر، 2 قطعة كيك)، ومصدر هذه الأموال جميعها هي التبرعات من عدد من الأشخاص القادرين، الذين اعتادوا على التبرع لهذا الأمر منذ 6 سنوات مضت، وعلي الرغم من تعثرهم جراء الأزمة الاقتصادية بسبب كورونا إلا أنهم أصروا على استكمال التبرع كما هو للعام السابع دون نقصان.

ومن جهته أشار ياسر حامولة، أحد أهالي البرلس، المشارك في إعداد الوجبات، إلى أن هناك عددا من المواطنين محدودي الدخل يصرون على التبرع والمشاركة في إعداد وجبات الصائمين على الرغم من قلة أموالهم، إلا أنهم يريدون المشاركة في الثواب وأيضا التخفيف من مشقة المسافرين الذين يعبرون الطريق الدولي، مشيرا إلى أن مهمة التوزيع يتولاها عدد من الشباب الذين يرفضون أن يفطروا قبل أن يقوموا بتوزيع الوجبات على السائقين والمسافرين الصائمين، ثم يقومون هم بالإفطار سويا بعد ذلك، ويكررون ذلك يوميا طوال شهر رمضان الكريم، مع اتخاذهم كافة أساليب الوقاية من فيروس كورونا المستجد.

الجريدة الرسمية