رئيس التحرير
عصام كامل

الإخوان يتراجعون عن موقفهم المؤيد للجهاد في سوريا

الجهاد في سوريا
الجهاد في سوريا

قالت مصادر قيادية بجماعة الإخوان المسلمين في مصر إن "أهل سوريا هم أقدر الناس على حسم المعركة"، وذلك تعارضا مع فتوى علماء، مؤخرا أوجبت الجهاد على عموم المسلمين لنصرة الثورة السورية.

وتابعت الجماعة في كلمتها أمام "مؤتمر الأمة المصرية في دعم الثورة السورية"، الذي أقيم مساء اليوم السبت، بالصالة المغطاة لاستاد القاهرة، والتي ألقاها عبد الرحمن البر عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين: "السوريون بإيمانهم بعدالة قضيتهم التي تساندهم فيها كل الشعوب الحرة وعلى رأسهم الشعب المصري سوف ينتصرون بإذن الله".
وأضاف البر أن "الإخوان المسلمون يعلنون دعمهم الكامل لجهاد الشعب السوري العزيز ووقوفهم التام مع قضيتهم العادلة ولا يدخرون جهدا في ذلك".
وتمثل هذه التصريحات تراجعا نسبيا للجماعة عن موقفها المؤيد للجهاد في سوريا والذي أعلنته خلال "مهرجان اليوم التضامني مع القضية السورية" الذي عقد مساء أول من أمس الخميس في ساحة النصر في مدينة نصر.
وجاء ذلك المهرجان كأحد فعاليات مؤتمر "موقف علماء الأمة من أحداث سوريا"، الذي اختتم أعماله بالقاهرة ظهر الخميس بحضور حشد من الفقهاء والشخصيات الإسلامية من عدة دول، بإصدار فتوى من العلماء المشاركين توجب الجهاد في سوريا وتطالب بدعم الشعب السوري بكل السبل.
ودعت الجماعة، أمام مؤتمر اليوم على لسان البر، منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية "أن تقوم بدورها في حماية ودعم الشعب السوري الذي يخوض حربا غير متكافئة مع نظام بشار الظالم".
وطالبت الجماعة بـ"تقديم الدعم الرسمي للمبادرة الرباعية التي أعلنها الرئيس المصري محمد مرسي ".
وأطلق هذه المبادرة الرئيس المصري محمد مرسي، في القمة الإسلامية الاستثنائية في مكة أغسطس، وتنص على تشكيل لجنة اتصال تضم كل من مصر والسعودية وتركيا وإيران للتوصل إلى حل الأزمة سلميًا بعيدًا عن التدخل الأجنبي، مع وقف فوري لأعمال العنف.
كما طالب الإخوان المنظمات والدول الغربية وغيرها من الهيئات بـ"احتمال نصيبها من حماية الشعب السوري وممارسة كافة الضغوط لمنع التدخل الخارجي وإنهاء التدخل الحاصل في الشأن السوري".
ودعت الجماعة الشعوب "إلى الاستمرار والزيادة في دعم الأشقاء السوريين في داخل سوريا وخارجها بكل صور الدعم الممكنة "، كما دعت الشعب السوري إلى "الصبر والثقة واليقين في نصر الله"، مؤكدة أن الطريق إلى استنزال نصر الله هو "نبذ الخلاف والعمل المشترك".
وتوافد آلاف المصريين إلى القاعة المغطاة باستاد القاهرة في حي مدينة نصر للمشاركة في المؤتمر الذي يعقد مساء اليوم ويحضره مرسي، وامتلأت الصالة عن آخرها بنحو 25 ألف شخص، وجاءت الدعوة للمؤتمر من جانب "الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح" بالاشتراك مع "ائتلاف القوى الإسلامية" في البلاد.
وشكل أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وحزب "الحرية والعدالة" الذين قدموا من محافظات البلاد المختلفة أغلبية الحضور بالمؤتمر، بحسب مراسل وكالة الأناضول.
ودعت "الهيئة الشرعية" و"ائتلاف القوى الإسلامية" لعقد مؤتمر جماهيري بعنوان "الأمة المصرية في دعم الثورة السورية.. معا حتى النصر"، حيث شارك به الرئيس المصري.
وتشكل ائتلاف القوى الإسلامية، المكون من 13 حزبا إسلاميا، أبرزها (الحرية والعدالة، البناء والتنمية، الوسط، الأصالة، الوطن)، بعد إعلان إثيوبيا عن تحويل مجرى النيل الأزرق، قبل بضعة أسابيع، تمهيدا لبناء سد النهضة، حيث نظموا مؤتمرا سابقا للتوافق حول رؤية موحدة تجاه أزمة السد بحضور مرسي.
أما الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، هي كما عرفت نفسها، هيئة علمية إسلامية وسطية مستقلة، تتكون من مجموعة من العلماء والحكماء والخبراء، ويمثل جماعة الإخوان المسلمين في الهيئة، عدد من قيادات مكتب الإرشاد، أبرزهم نائب المرشد العام خيرت الشاطر.
وكان علماء مسلمون من عدة دول قد نظموا، أمس الأول الخميس، مؤتمرا بالقاهرة تحت عنوان "مؤتمر موقف علماء الأمة من أحداث سوريا"، ودعوا فيه إلى فتح باب "الجهاد" في سوريا بالنفس والمال.
وقال المؤتمر، في بيان ختامي ألقاه الداعية المصري محمد حسان،: "اتفق العلماء المجتمعون على وجوب الجهاد لنصرة إخواننا في سوريا بالنفس والمال والسلاح، وبكل أنواع الجهاد والنصرة، وما من شأنه إنقاذ الشعب السوري من قبضة القتل والإجرام من قبل النظام الطائفي، ووجوب العمل على وحدة المسلمين في مواجهة تلك الجرائم واتخاذ الموقف الحاسم الذي يبرئ الأمة أمام الله تعالى".
الجريدة الرسمية