مدير خدمات نقل الدم: نخطط لتحقيق الاكتفاء الذاتى من أدوية "مشتقات البلازما".. وقريبا افتتاح ٦ مراكز في هذه المناطق | حوار
إعداد خطة كاملة لمواجهة أي نقص يحدث في الفترة المقبلة والاعتماد على المتبرعين المنتظمين وتدشين حملة «عشان الدم ميقلش»
المستشفيات الخاصة تحصل على أكياس الدم بسعر التكلفة لذا لا تأخذ احتياجاتها من بنوك الدم الحكومية
الإنسان يمكنه التبرع بالدم من ٣ إلى ٤ مرات سنويا
التبرع بالدم يشجع النخاع العظمي لإنتاج خلايا دم جديدة ويقلل مخاطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب
«عشان الدم ميقلش» حملة جديدة أطلقتها خدمات نقل الدم القومية، التابعة لوزارة الصحة والسكان لتشجيع المواطنين على التبرع بالدم في ظل الظروف الحالية التي تشهدها الدولة المصرية وحربها ضد انتشار وتفشي فيروس «كورونا» المستجد.
ومع ظروف فرض حظر التجول وتواجد المواطنين في المنازل وقلة الخروج شهدت حملات التبرع بالدم تراجعا في عدد المتبرعين.
التراجع في معدلات التبرع، قابلته خطة سبق وأن وضعها مدير عام خدمات نقل الدم القومية، الدكتور إيهاب سراج الدين، لسد أي عجز يحدث في بنوك الدم، وتشجيع وحث المواطنين على التبرع، وبعث «د. سراج الدين» برسالة طمأنة للمصريين خلال حواره مع « فيتو» بضمان عدم نقل أي عدوي، فضلا عن تطبيق جميع إجراءات التعقيم والتطهير داخل بنوك الدم في كل المحافظات.
كما تحدث مدير عام «خدمات نقل الدم» عن كيفية تأمين مخزون إستراتيجي من الدم وكيفية مساعدة المرضي وآليات تطوير مراكز نقل الدم وتفاصيل جديدة عن المشروع القومي للاكتفاء الذاتي من الأدوية المشتقة من البلازما.. وكان الحوار التالى:
*بداية.. حدثنا عن دور خدمات نقل الدم القومية في تأمين احتياجات المصريين من أكياس الدم؟
المركز القومي لنقل الدم وفروعه الإقليمية في المحافظات المسئول الأساسي عن توفير احتياجات المرضي والمستشفيات من الدم ومشتقاته بقيمة مدعمة، وكذلك توفير احتياجات مرضي أنيميا البحر المتوسط الذين يحتاجون إلى أكياس دم باستمرار ويتم علاجهم سواء من خلال صدور قرارات نفقة دولة لهم أو يخضعون لمظلة التأمين الصحي وكذلك توفير الدم للمستشفيات الحكومية مجانا.
*ماذا عن آليات التطوير الحديثة التي تم تنفيذها داخل بنوك الدم؟
حاليا يتم تطوير البنية التحتية لبعض الفروع كمرحلة أولى، بجانب توفير أحدث الأجهزة المستخدمة في إجراء التحاليل لأكياس الدم داخل المراكز بالمحافظات، فضلا عن بناء أبنية مستقلة للمراكز الإقليمية ومنها المركز الإقليمي لنقل الدم في مدينة الغردقة، وبشكل عام نعمل دائمًا على توفير أي خدمة جديدة متطورة تفيد بنك الدم والمرضي على مستوى العالم ولا تتأخر وزارة الصحة في ذلك، فضلا عن تطوير أداء الكفاءات والقوي البشرية من خلال التدريب المستمر ورفع كفاءة العاملين، بجانب الانتهاء من البنية التحتية لـ 6 مراكز ضمن مشروع إنتاج البلازما.
*وما آخر تطورات مشروع إنتاج البلازما وأين توجد تلك المراكز وكيف سيستفيد منها المرضي؟
مراكز تجميع البلازما مشروع جديد يستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأدوية المشتقة من البلازما، وأول ٦ مراكز ستكون جاهزة خلال الفترة المقبلة، وتم التعاقد على الأجهزة الخاصة بها والمعدات اللازمة مثل كراسي التبرع، وأجهزة فصل البلازما والفريزرات وغرف التجميد.
ومن المقرر أن يستفيد منها الآلاف من المرضي المعتمدين على أدوية مشتقات البلازما سواء مرضى الكبد الذين يحصلون على حقن ألبومين بشري، وكذلك مرضي الهيموفيليا بأنواعها الذين يحتاجون إلى حقن «فاكتور» لوقف النزيف، والتي يتم استيرادها جميعا من الخارج بتكلفة مرتفعة، بالإضافة إلى أن التعامل يكون بالعملة الصعبة والدولة أولى بها وبعد الاعتماد على الإنتاج المحلي بأعلي معايير جودة عالمية ويمكن تحقيق الاكتفاء الذاتي منها ولا نتعرض لأي نقص عالمي فيها.
ومن مميزات مشروع تجميع البلازما توفير احتياجات أصحاب الأمراض المناعية وبعض أمراض الأعصاب، ومن المقرر أن يتم افتتاح أول ٦ مراكز في المقر الرئيسي في العجوزة والمراكز الإقليمية في العباسية ودار السلام وفي المحافظات في كل من الإسكندرية وطنطا والمنيا وذلك كمرحلة أولى.
*كم يبلغ حجم أكياس الدم التي يتم جمعها وهل تقترب من المعدلات العالمية للتبرع ؟
وفقا لمنظمة الصحة العالمية يجب أن يصل حجم التبرع إلى ٣% من عدد السكان أي إننا يجب أن نجمع ما يقارب من ٣ ملايين كيس دم، إلا أن واقع ما يحدث أننا نجمع نسبة تتراوح من ٥٠ إلى ٦٠ % من نسبة الـ ٣ملايين كيس دم ولدينا نقص يتراوح من ٤٠ إلى ٥٠ %.
*وما حجم التبرع في ظل الظروف الحالية التي تشهدها البلاد مع ظهور جائحة كورونا وظروف فرض الحظر؟
انخفضت حركة الناس في الشوارع عن الأيام في الظروف الطبيعية، وبالتالي حجم التبرع انخفض ونحاول من خلال وسائل التواصل الاجتماعي بأنواعها الوصول إلى جميع المواطنين وتشجيعهم على التبرع، والتأكيد بأن مراكز نقل الدم مطهرة ومعقمة ، ويتم اتباع معايير مكافحة العدوى بها ولا مجال لنقل العدوى وتوضيح الصورة الصحيحة لهم بالإضافة إلى استقبال المتبرعين داخل المركز القومي لنقل الدم وفروعه الإقليمية.
*ما عدد فروع خدمات نقل الدم القومية؟
لدينا ٢٨ مركزا على مستوى الجمهورية في ٢٧ محافظة جميعها تخرج منها حملات التبرع لجمع أكياس الدم.
*وهل هناك إحصائيات تحدد أعداد المرضي المترددين على بنوك الدم لصرف أكياس بصورة مستمرة؟
هناك مجموعات من المرضي مسجلة بياناتهم في المركز تحتاج إلى نقل دم كل شهر مثل مرضي أنيميا البحر المتوسط، حيث يتردد نحو من ٥٠٠ إلى ٦٠٠ مريض بصورة منتظمة، ويصرفون دما كل 15 يومًا سواء مرضي خاضعين للتأمين الصحي أو نفقة الدولة ، بالإضافة إلى مرضي غسيل الكلي.
*وكيف يمكن تشجيع المواطنين على التبرع وضمان وصول الدم للمستحقين؟
يكفي أن كل إنسان يتبرع بالدم يتم إجراء تحاليل على أكياس الدم والاطمئنان على صحته والتأكد من خلوه من أي مرض، فضلا عن أن جميع المستشفيات الحكومية تأخذ احتياجات المرضي لديها من بنوك الدم مجانا بعد اتباع إجراءات صرف أكياس الدم، وفي حالة احتياج أحد المرضي لكيس دم يتم اتباع إجراءات منها خطاب من المستشفي مختوم وتقرير طبي بحالة المريض وعينة دم من المريض لإجراء اختبارات التوافق ولا يسلم كيس الدم إلا لقريب للمريض بعد إثبات ذلك بإحضار البطاقة الشخصية.
كما أن تكلفة كيس الدم من مستلزمات سواء قربة الدم التي يتم جمع الدم بها والتحاليل التي تجري به مكلفة على الدولة وتصل إلى ٥٥٠ جنيها ويوفر بسعر مدعم للمرضى.
*هل تحصل المستشفيات الخاصة على أكياس الدم مدعمة؟
نهائيا.. المستشفيات الخاصة تحصل عليه بسعر التكلفة لذا لا تأخذ احتياجاتها من بنوك الدم الحكومية.
*وما آخر تطورات تطبيق فحص الحمض النووي بأكياس الدم وهل تم تطبيقه في كل المحافظات؟
فحص الحمض النووى أحدث تقنية للفحص والكشف عن الفيروسات في أكياس الدم، وذلك لفيروسات الالتهاب الكبدى الوبائى سي وبي وفيروس الإيدز، ويعد فحص (NAT) أدق وسائل الفحص بجانب الطرق الروتينية المعتمدة على الأجسام المضادة للفيروسات، مما يساعد على تقليل العدوى المنتقلة عن طريق نقل الدم أثناء فترة حضانة الفيروسات من وقت الإصابة ولحين ظهورها في الدم، والتي لا تكتشف فيها العدوى بالفحوص الروتينية.
وسوف يتم تعميم تطبيقه في كل المراكز الإقليمية خلال الأشهر المقبلة، وأريد أن أشير هنا إلى أنه رغم أن الجمعية الأمريكية لنقل الدم سمحت للمراكز على مستوى العالم بالاكتفاء بالتحاليل الروتينية الخاصة بالكشف عن الأجسام المضادة للفيروس، إلا أن بنوك الدم التابعة لوزارة الصحة توفر أحدث التحاليل الموجودة عالميا وهو يمثل تكلفة إضافية على كيس الدم لا يتحملها المواطن بل تتحملها الدولة.
*وكيف يتم تأمين الاحتياجات من الفصائل النادرة للدم؟
فصيلة الدم لدى كل البشر مقسمة إلى ٨٥% من البشر فصيلتهم موجبة و١٥% سالبة موزعة على جميع الأنواع سواء a ،b،o، ab ويتم توفير مخزون إستراتيجي منها لا نقترب منه نهائيا مخصص لوقت الطوارئ والأزمات ويتم تزويده باستمرار من خلال التبرعات اليومية.
*هل تم وضع خطة للتعامل في الفترة الحالية في حالة نقص الدم؟
بالتأكيد تم إعداد خطة كاملة لمواجهة أي نقص يحدث في الفترة المقبلة، والاعتماد على المتبرعين المنتظمين، وتدشين حملة «عشان الدم ميقلش»، فالإنسان يمكنه التبرع بالدم من ٣ إلى ٤ مرات سنويا، ولدينا قاعدة بيانات خلال المرحلة الحالية تتيح لنا التواصل مع المتبرعين الملتزمين بصورة يومية، وتشكيل فريق عمل من المركز القومي لنقل الدم لتكثيف الاتصالات معهم ، ووجدنا استجابة مبهرة من المواطنين بصورة لم نتوقعها، وسوف نكثف عدد المكالمات اليومية للمتبرعين، مع التأكيد أنهم يأتون إلى مراكز التبرع طواعية دون إجبار.
*وهل يوجد ربط إلكتروني بكل بنوك الدم في المحافظات لتحديد كميات الدم لديهم أو إذا كان يوجد عجز؟
هناك ١٧ مركزا من بنوك الدم التابعة لخدمات نقل الدم بها نظام ميكنة ومتصلة بشبكة إلكترونية وقاعدة بيانات بالمركز الرئيسي، وسوف يتم ربط جميع بنوك الدم الإقليمية خلال ٢٠٢٠ بنظام ميكنة، كما أنه يتم ربط بنوك الدم بقاعدة بيانات اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية ، وذلك لأن أي متبرع بالدم سبق وتبرع وثبتت إيجابية تحليله لفيروسات الكبد سي وبي يتم تحديد موقفه من العلاج وكذلك تحديد إذا كان قادرا على التبرع مرة ثانية أم لا.
*في ظل النقص الذي تتحدث عنه فيما يتعلق بـ«التبرع».. ما الذي يمكن القيام به لكسر حاجز الخوف لدى العديد من المواطنين فيما يتعلق بالأمر؟
جسم الإنسان يحتوي على كمية دم تتراوح من ٥ إلى ٦ لترات دم وعندما يتبرع تكون كمية الدم المأخوذة منه 450 ملم أي ١٠ % من كمية الدم لديه، ويعوض الجسم الدم في خلال مدة من ٩٠ إلى ١٢٠ يوما، ويمكن للمتبرع التبرع مرة ثانية بعد مرور ٨ أسابيع، وفي مصر لدينا معايير يتم السماح للمتبرعين الرجال مرة كل ٣ أشهر والسيدات كل ٤ أشهر وجميع المستلزمات معمقة ولا يتم استخدامها سوى مرة واحدة لكل متبرع فقط، كما أن التبرع بالدم له فوائد كثيرة على جسم الإنسان.
منها تشجيع النخاع العظمي لإنتاج خلايا دم جديدة، وتقليل مخاطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والاطمئنان على صحة المتبرع من خلال التحاليل المجانية التي تجري له، والكشف عن أي فيروسات بالدم، فضلًا عن فوائده النفسية والاجتماعية نتيجة إنقاذ حياة الآخرين، لأن كل كيس دم ينقذ حياة ٣ أشخاص آخرين، ويتم استخراج ٣ مشتقات من كيس الدم الواحد، ولدينا قاعة مجهزة بها أجهزة لنقل الدم للأطفال مرضي الدم خاصة أنيميا البحر المتوسط يوميا مجانا.
*كيف يتم صرف الدم للمواطنين وهل يتم تحديد كمية للصرف مثل كيس واحد فقط يوميا؟
يتم الصرف طبقا لاحتياج المريض وتقرير الطبيب المعالج بعدد الأكياس التي يحتاج إليها.
*هل هناك تاريخ صلاحية لكيس الدم منذ لحظة التبرع؟
٣٥ يوما من تاريخ التبرع، ويوجد بعض القرب الخاصة بجمع الدم بها مادة تحافظ على تاريخ صلاحية الدم وتمتد إلى ٤٢ يوما وتلك الأنواع متوفرة لدينا في بنوك الدم ولم تتأخر وزارة الصحة في توفيرها.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"