إغناء الفقراء والمساكين من أفضل الأعمال في العشر الأواخر من رمضان
أكد الدكتور على الله شحاتة الجمال إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها أنه إذا كان شهر رمضان تتجسد فيه معاني الرحمة والرأفة بالفقراء والمساكين واليتامى والمحتاجين والعملِ على إطعام الجائعين وإفطار الصائمين فإن أيام العشر الأواخر منه أيام عظيمة امتن الله تعالى بها على عباده بأن أعطاها نفحات ربانية.
وأوضح الجمال أن تلك الأيام تتضاعف فيها الحسنات، ويعظم فيها الأجر والثواب، ويغفر الله تعالى فيها الذنوب والسيئات، وقد حثَّنا ديننا الحنيف على البذل والعطاء في سبيل إسعاد الآخرين، وإدخال السرور على قلوبهم ومساعدتهم، يقول نبينا صلّى الله عليه وسلم حين سئل: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ ، وَأَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّه ِ؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : أحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً ، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا ، وَلَئِنْ أَمْشِي مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ شَهْرًا فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يُثَبِّتَهَا لَهُ ثَبَّتَ اللَّهُ قَدَمَهُ يَوْمَ تَزُولُ الْأَقْدَامُ.
وأشار إلى أن الله تبارك وتعالى جعل في هذه العشر المباركة ليلة من أعظم الليالي وأفضلها وهي ليلة القدر ، اختص الله (عز وجل) بها الأمة المحمدية عن سائر الأمم إكراما منه سبحانه وتعالى لأمة حبيبه (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) حتى تكثر حسناتها ، وترتفع درجاتها، فعبادتها أفضل من عبادة ألف شهر ليس فيها ليلة القدر ، فعن مُجَاهِدٍ (رضي الله عنه) أَنَّ النَّبِيَّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ذَكَرَ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَبِسَ السِّلَاحَ فِي سَبِيلِ اللهِ أَلْفَ شَهْرٍ ، قَالَ: فَعَجِبَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ ذَلِكَ ، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ المَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ }، فعبادة هذه الليلة بإخلاص تفوق حمل السلاح ألف شهر في سبيل الله، ومن ثم فعلى المســلـم أن يحـرص على إحياء هذه الليلة العظيمة، ويستثمرها في طاعة الله عز وجل.