رئيس التحرير
عصام كامل

المنشد مصطفى عاطف: أنشودة "قمر سيدنا النبي" نقطة تحول بحياتي.. ولا أتقاضى أجرًا على قراءة القرآن الكريم في أي مسجد أو احتفال (حوار)

المنشد مصطفى عاطف
المنشد مصطفى عاطف

 أتردد على معهد الموسيقى العربية من وقت لآخر لأتعلم على يد أساتذة كبار

استطاع المنشد مصطفى عاطف بصوته العذب وأدائه المتميز أن يفرض اسمه بقوة في سماء عالم الإنشاد المصري خلال السنوات الأخيرة ليتحول بمرور هذه السنوات إلى رقم مهم في معادلة عالم الإنشاد المصري الذي يتهمه البعض بالتراجع في الفترة الأخير ونجاح المدرسة السورية في سحب البساط من تحت أقدامه.

 

أنشودة «قمر سيدنا النبي» مثَّلت الانطلاقة الحقيقية له وقدمته للجمهور العادى قبل النخبة لينطلق بعدها بسرعة الصاروخ في عالم الإنشاد حتى وصل الأمر أن يسمع صوته في كل بيت مصري عبر الأذان الذي يبث عن طريق التليفزيون المصري أو أثير الإذاعة المصرية.

«فيتو» التقت المنشد مصطفى عاطف الذي كشف أن رحلته في عالم الإنشاد بدأت منذ الصغر وأنه تأثر في بداياته بعمالقة الإنشاد المصري ، مؤكدًا أن المدرسة المصرية في الإنشاد ما زالت تحتل مكانتها الخاصة بها وأنه لا يستطيع أحد أن يسحب البساط من تحتها نظرًا لعراقتها ومكانتها الخاصة.. وإلى نص الحوار: 

*بداية.. حدثنا عن رحلتك في عالم الإنشاد الديني.. كيف بدأت وما أبرز المحطات التي مررت بها؟

الرحلة بدأت منذ الصغر فعندما كنت صغيرا كنت متعلقا جدا بإذاعة القرآن الكريم ، وكنت حريصا على الاستماع إلى منشدي الإذاعة وبالتحديد الشيخ طوبار وطه الفشني والنقشبندي ومحمد عمران ، وكنت أحب تقليدهم.

وحفظت القرآن الكريم وأنا صغير في الأزهر الشريف ، ومن هنا بدأ حبي للإنشاد ، وبدأت أقف أمام الجمهور والناس منذ سن 8 سنوات ، أما أبرز المحطات في رحلتي في عالم الإنشاد فتتمثل في رحلتي إلى المدينة المنورة حيث تعرفت على المديح أكثر وكنت بجوار النبي صلى الله عليه وسلم.

وبعدها عدت إلى مصر وأنشدت قصيدة «قمر سيدنا النبي» ثم المحطة التالية كانت عند سفري لدار الأوبرا العمانية في مسقط ، وهذه هي أكبر دار أوبرا في الشرق الأوسط والثانية على العالم ، وهناك أنشدت ثم كانت رحلتي وإنشادي إلى إندونسسيا والشيشان أيضًا بجانب رفع الأذان في أكبر مسجد في العاصمة الروسية موسكو ، وأخيرًا رفع الأذان على محطات التليفزيون المصري والإذاعة.

*من هم أكثر المنشدين الذين تأثرت بهم.. ومن وجهة نظرك من الذي يمكن وصفه بـ«رائد عالم الإنشاد»؟

أكثر المنشدين الذين تأثرت بهم هم رواد الإنشاد الذين يمثلون المدرسة المصرية القديمة وعلى رأسهم سيدنا الشيخ «النقشبندي» ونصر الدين طوبار ومحمد عمران وغيرهم من الأسماء الذين تأثرت بهم بشكل قوى ، ولا زلت حتى الآن أرى أنهم أصل مدرسة الإنشاد ، وفى وجهة نظرى أن الإنشاد مدرسة.

وكل مدرسة تتميز بعدد من الأسماء التي لدى كل واحد منهم لونه وطابعه الخاص ، فنجد أن الشيخ النقشبندي له لونه الخاص، والأمر ذاته بالنسبة للشيخ الفشني ، كذلك كل واحد منهم كان له أداؤه ولونه المميز ، وأصبح رائدًا فيه.

*أكثر تفصيلًا.. حدثنا عن أنشودة «قمر سيدنا النبي» التي تعتبرها نقطة تحول في حياتك؟

بالطبع أنشودة قمر كانت نقطة تحول كبيرة جدًا في حياتي ، فعند عودتي من العمرة ذهبت لحضور مجلس مديح في مسجد سيدنا الحسين ، وهناك سمعت أنشودة قمر سيدنا النبي فأحببتها جدًا وسجلتها على تليفوني وحفظتها وبدأت في إنشادها.

وفى مرة سمعها الموزع الكبير أحمد عادل وقال لى «إيه رايك نسجلها بشكل جديد في اللحن والتوزيع» وبالفعل لحنها وحققت نجاحًا وانتشارًا كبيرا والحمد لله ، وحتى الآن هناك مَن يطلقون عليّ «مستر قمر» وهناك من يظنون أننى صاحبها ، ودائمًا أقول إنها «أنشودة تراثية وأنا سمعتها وربنا سبحانه وتعالى كتب لى أ، أعيد إحياءها مرة أخرى».

*هناك أصوات تشير إلى أن المدرسة السورية بدأت تسحب البساط من المصريين في عالم الإنشاد.. إلى أي مدى تتفق مع هذا الرأي؟

 لا اتفق إطلاقا مع هذا الرأي فالمدرسة المصرية في عالم الإنشاد أصيلة ، ومنشدو أهل الشام أنفسهم أكدوا أنهم تعلموا من المدرسة المصرية الكثير ، وبالتأكيد المدرسة السورية الشامية مدرسة قوية ، لكن لا يستطيع أحد أن يسحب البساط من المدرسة المصرية لأن لها أصولا وعراقة ولها «تكنيك» وعلم كبير وواسع ، ومصر لديها منشدوها الكبار ولهم حفلاتهم وجمهورهم الخاص ، ولدينا معهد الموسيقى العربية الذي أتشرف بالتردد عليه من وقت لآخر لأتعلم على يد أساتذة كبار.  

*مصطفى عاطف شيخًا للأزهر الشريف.. صرحت سابقًا بأنك تحلم بهذا.. حدثنا أكثر عن هذا الحلم وهل ترى الوصول إليه ميسرًا؟

«ده حلم قديم».. وأذكر هنا أننى كنت أبلغ من العمر 23 عامًا تقريبًا ، وكتبت على «سوشيال ميديا» هذا الحلم ، ولم أكن أتحدث عن معنى مشيخة الأزهر بمعنى أن أكون شيخا للأزهر ، وبالمناسبة هذا الحلم انتهى تمامًا حاليا ، وكتبت عن حلمى بدافع محبتى الشديدة للأزهر الشريف ورغبتى الكبيرة في إعلاء كلمة الأزهر الشريف فأزهريتي لها معزة ومكانة كبيرة عندي.

وأريد للمعاهد الأزهرية أن تكون في أعلى درجات الجمال والتطور ، لكن فكرة الوصول لمنصب شيخ الأزهر أمر غير ميسر ، فلم يعد من أحلامي أن أكون شيخا للأزهر ، لكن سيظل من أحد أهم أحلامي أن أظل خادمًا للأزهر الشريف في أي مكان كنت فيه.

*حدثنا أكثر عن برنامج «أخويا الكبير» الذي حقق نجاحا مؤخرًا؟

الحقيقة البرنامج يتحدث عن الأخلاقيات والسلوكيات وأقدمه على قناة «سي بي سي» من بداية العام الحالي ، وهو تجرِبة مختلفة وكل حلقة نذهب إلى مكان ومعلم مختلف وكنا نخطط للسفر إلى جميع المعالم المصرية غير إن أزمة «كورونا» ساهمت في تراجعنا عن تنفيذ هذه الفكرة ، والموسم الأول من البرنامج انتهى قبل رمضان وبمشيئة الله تعالى سيعرض الجزء الثانى بعد نهاية شهر رمضان المبارك.

*هل تتقاضى أي أجر على صلاة التراويح في مسجد المشير طنطاوي؟

لا.. لا أتقاضى أي أجر على صلاة التراويح سواء في مسجد المشير أو غيره ، كما لا أتقاضى أي أجر على القرآن الكريم سواء قرأت القرآن الكريم في مسجد أو في احتفال أو في أي مناسبة.

 *أخيرًا.. ما الرسالة التي توجهها لشباب المنشدين وللشعب المصرى في هذه الظروف؟

أقول للشباب المنشدين أرجوكم كونوا على قدر رجل واحد ، أرجوكم أحبوا الخير لبعض أرجوكم اجتهدوا وتعلموا واصبروا على هذه الرسالة ، فإن أردت أن تكون منشدا فأصبر لأن الطريق ليس بالسهل ، والوصول يحتاج مجهودا وصبرا وتضحية ، وأطالب الشعب المصري بتكثيف الدعاء حتى يرفع عنا المولى سبحانه وتعالى الوباء والبلاء ، ويجعلنا يدًا وصفًا واحدًا ، ونسأل الله تعالى ببركة هذه الأيام المباركة أن يزيح عنا كل هم وغم وبلاء وعناء وشقاء ، ويبارك لنا في أرضنا وشعبنا وجيشنا وربنا سبحانه وتعالى يحفظ الجميع.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"...

الجريدة الرسمية