لحفظ جسد المتوفى.. تطورات صناعة التوابيت في عهد الفراعنة
ارتبط استمرار الحياةِ عند المصريين القدماء في العالم الآخر بحفظِ الجسد الذي كان ْ يَدْعمَ كيان الروح وبهذا فقد تطورت التوابيت على مر العصور المصرية القديمة.
كما أبدع الفنان المصرى القديم فى زخرفتها فقد كان جسد المتوفى فى عصر ما قبل التاريخ يحفظ فى رمال الصحراء الحارة، ويلف بالقماش،أو الجلود ومنذ بداية العصور التاريخية بدأ المصريون القدماء استخدام حاويات لوضع الجسد بها مثل الصناديقِ الخشبيةِ أَو الطينيةِ الصغيرةِ، وكذلك السلال أَو الجرار الفخارية الكبيرة التى تتشابه إلى حد كبير مع الجرار التى استخدمها المصرى القديم فى حياته اليومية.
ثم وضع جسد المتوفى فى الأسرة الثانية وكذلك الاسرة الثالثة فيما يسمى" التابوت "وكانت أغلب التوابيت تصنع من الخشب، أما توابيت النبلاء وكبار رجال الدولة فصنعت من الحجر وقد وضعت بعض التوابيت الخشبية داخل تابوت ضخم من الحجر وذلك فى بعض الحالات النادرة التى تم العثور عليها حتى الآن.
وفى عهد بناة الأهرام تطور حجم التابوت تطورا ملحوظا ليأخذ الشكل المستطيلى فى الغالب وكذلك غطاء مسمط ومقوس الشكل، وفيما يتعلق بالزخارف بالدولة القديمة فقد زخرفت التوابيت بما يعرف "واجهة القصر" كما نجد كتابات بالخط الهيروغليفى لا تتعدى السطر أو السطرين تحيط بالتابوت لتصل أحيانا إلى مركز غطاء التابوت.
السياحة: 4 معايير لتشغيل الصالات الرياضية والنوادي الصحية بالفنادق
وفى نهاية الدولة القديمة بدأت ظهور زخارف " الباب الوهمى " على الجانب الشرقى للتابوت وهو ذلك الجانب الذى يواجه وجه المتوفى كما ظهرت أيضا " زخارف عين الادوجات " التى ينظر من خلالها المتوفى إلى عالم الاحياء كما اعتقد المصريون القدماء.
وخلال الدولة الوسطى بدأ ظهور التوابيت التى تأخذ الشكل الآدمى والتى أطلق عليها الاثريون "التوابيت الادمية" كما استخدمت التوابيت المستطيلة أيضا خلال تلك الفترة.
ومع بداية الدولة الحديثة انتشر استخدام التوابيت الآدمية على نطاق واسع، كما زخرفت بكتابات بالخط الهيروغليفى تهدف إلى حماية المتوفى، وزادت تلك الزخارف فى الأسرات التالية وخاصة بعد الأسرة الحادية والعشرين حيث أثر تردى الاحوال الاقتصادية على الفنان المصرى فلم يستطع زخرفة جوانب المقبرة كما كان فى العهود السابقة مما دفعة لزيادة الزخارف على جوانب التوابيت عوضا عن ذلك ومن أشهر المناظر التى ترجع لتلك الفترة منظر انفصال السماء والأرض وقد مثلت المعبودة نوت السماء ومثل المعبود جب الأرض ليفصل بينهما المعبود شو معبود الهواء ثم تغيرت زخارف التوابيت مرة اخرى فى عهد الاسرة الثالثة والعشرين لتصبح بسيطة تعلوها النقوش الهيروغليفية وفى عهد الأسرة السادسة والعشرين نحتت التوابيت من الاحجار الصلدة كالبازلت والصوان وكانت ذات حجم كبير وزخارف رائعة.