شيوخ "النور" يحددون سيناريوهات الاستحقاقات الثلاثة.. اتجاه للاكتفاء بـ"النواب".. ومقاطعة المحليات.. و"الشورى" أمل الحزب السلفي
«أثر بعد عين» الوصف الأدق الذي ينطبق على وضع حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية فبعدما كان الحزب ملء السمع والبصر وضيفًا دائمًا على كافة المحافل السياسية تحول في ليلة وضحاها إلى منبوذ مرفوض من قبل القاصي والداني.
الاستحقاقات الدستورية
وهو ما يفرض تحديًا كبيرًا على الحزب الذي ينتظر – مثله مثل غيره – تحديد موعد الاستحقاقات الدستورية الثلاثة المتمثلة في انتخابات مجلس النواب والمحليات ومجلس الشيوخ.
ووفقًا للمعطيات الحالية والوضع الراهن يواجه حزب النور عقبات كثيرة خلال المرحلة المقبلة يأتي على رأسها حالة النبذ التي يتعرض لها من جانب غالبية الأحزاب المتواجدة على الساحة إذ إنه خلال الفترة الأخيرة بدأت الأحزاب السياسية بدعوة من حزب مستقبل وطن صاحب التواجد الأكبر في عقد اجتماعات موسعة وبشكل تراتبي لبحث سبل التعاون من أجل الوقوف على شكل قانون الانتخابات البرلمانية المقبلة.
ووجهت الدعوة لكافة الأحزاب وتم منحهم المساحة للنقاش حول شكل القانون إلا أن حزب النور لم يمثل في تلك الاجتماعات ، مما يؤكد ضرورة أن يخوض الحزب الانتخابات البرلمانية المقبلة بشكل منفرد.
مناقشات داخلية
من جانبه بدأ حزب النور في إجراء مناقشات طويلة داخلية بعيدة عن أعين الإعلام عن كيفية التعامل مع أزمة النبذ التي يعاني منها فضلًا عن البحث عن دعم مالي ليتمكن من التواجد في الماراثون الانتخابي وهو الأمر غير المتوفر بعد أن انفض عنه رجال الأعمال السلفيين وغابت الأموال الداعمة من الخارج.
وحسب معلومات متوافرة حصلت عليها «فيتو» فإن الحزب السلفى سوف يعلن خوض انتخابات مجلس النواب دون غيرها من الاستحقاقات الدستورية (مجلس الشورى والمحليات) إذ يعتمد الحزب على أن يحصل على عدد من مقاعد مجلس الشورى بالتعيين في سبيل موقفه الداعم للدولة المصرية وهو ما يمني الحزب النفس به.
وبالفعل بدأ الحزب في إصدار توجيهاته إلى مراكزه المختلفة في البحث عن مرشحين يمثلون الحزب في انتخابات البرلمان المقبلة ، على أن يكونوا حسن السير والسمعة وأن يمتلكوا المال الكافي لخوض الانتخابات خاصة أن الحزب لن يدعم أي مرشح ماليا خلال المرحلة الحالية.
التواصل
كما تناول اجتماع الحزب العثرات التي تواجهه في العمل الحزبي إذ إنه غير قادر على التواصل مع القوى السياسية في الدخل ولظروف جائحة كورونا غير قادر على عقد جولة خارجية من أجل الحصول على تمويل مالي يسمح لهم بخوض الماراثون الانتخابي في ظل الأزمة التي يعانيها الحزب.
وحسب المعلومات ذاتها فإن «النور» لن يخوض الانتخابات على كافة المقاعد وينتظر صدور قانون الانتخابات لتحديد موقفه من لمنافسة ودوره المقرر له سوءا بالمنافسة على وجه بحري فقط أو الانسحاب من الأمر برمته إلا أنه سوف يستعد على أية الحال ولو للحفاظ على المقاعد العشرة التي حققها في البرلمان الحالي.
التواجد
وفي هذا الصدد قال الباحث في الحركات الإسلامية ، أحمد عطا: إن حزب النور في المرحلة الحالية لا يبحث عن دور سواء في العمل الحزبي أو العام إذ إن أقصى أمانيه أن يبقي متواجدا في المشهد السياسي خاصة أن "النور" لم يعد مرغوبا فيه في الشارع المصري لأنه خارج المعادلة السياسية بعد ثورة ٦/٣٠ حتى الآن.
وأضاف: الشعب المصري ومن حوله العالم العربي بات يرفض فكرة الإسلام السياسي حيث صارت فكرة قديمة ومستهلكة ولا تلبي طلبات وطموحات الشارع المصري أي كان تبعيت الحزب سلفي أو إخواني - وذلك لأسباب كثيرة تتعلق بطريقة ممارسة العمل السياسي لحزب النور وجميع الأحزاب الراديكالية التي تصدرت المشهد السياسي في مصر بعد الربيع العربي الأمريكي على حد وصفه.
كما شدد «عطا» على أن حزب النور ليس له غطاء دولي يدعم استمراره في المعادلة السياسية كما كان أيام حكم الديمقراطيين في أمريكا الذين كانوا يستخدمون هذه النوعية من الأحزاب لتفتيت المنطقة العربية، كما أنه لا يملك أي مصادر دخل ، بجانب أنه لا يملك مشروعا سياسيا بقدر اعتماده على توظيف الفقه الإسلامي في أحاديثه مع أن هذا دور الأزهر الشريف ولا يحتاج الشارع المصري إلى فقهاء ومفسرين بقدر احتياجه إلى مشروع سياسي حزبي تتوافق عليه جميع أطياف الشارع المصري.
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى التركيبة الاجتماعية للمواطن المصري تغيرت وصار اهتمامه ينصب حول استقرار الوطن بعد من عاني كثيرا من فوضي الربيع حتى صارا كابوسًا يفزع المواطن البسيط الذي عانى كثيرا في ظل عدم وجود استقرار وكان وقتها جميع الأحزاب الرديكالية تشبه الرجل العجوز الذي لا يملك من أمره شيئًا.
ليس هناك ثوابت سياسية بقدر وجود ضمانات لدعم المواطن بالنسبة لدور الأحزاب بشكل عام وحزب النور فقير على المستوى السياسي وفقير في قدرته لدعم حي من أحياء القاهرة - حزب النور وجميع الأحزاب الريكالية جميعها ولدتها كانت ولادة قيصرية.
نقلًا عن العدد الورقي...