رئيس التحرير
عصام كامل

خدم الآخرة.. وظيفة وأعداد تماثيل الأوشابتي في مقابر ملوك الفراعنة

فيتو

ظهرت تماثيل الأوشابتي في مقابر الملوك والأفراد منذ بداية عصر الدولة الوسطى واستمرت حتى العصر البطلمي أي كان يقتصر وجودها بصفة أساسية في مقابر الملوك وعلية القوم ومن كانت كل الثروات تحت أيديهم لأن فنان القصر الملكي هو من كان يقوم بتشكيلها ووضعها داخل المقبرة.

في عصر الأسرة (21) لدينا مرسوم نس خونسو المشهور، حيث إن الإله آمون يوجه الأوامر إلى أوشابتي نس خونسو للقيام بالأعمال نيابة عن المتوفى.

وفي العصر البطلمي اختفى الأوشابتي تدريجيآ كملحقات ضمن أثاث المقبرة، لكنه ظهر في العصر الروماني بصورة قليلة.

سياحية جبلية شاطئية.. ١٠ معلومات عن مدينة الجلالة

ولم يتضح الأوشابتي فقط في هيئات إنسانية ولكنه اتضح أيضا في أشكال الحيوانات المقدسة، مثل الثور أبيس.

تسمية تماثيل الأوشابتي ميزها المصريون القدماء بأسماء مختلفة الأقدم يكون "شابتي وكذلك في الجمع شابتيو، وسمي فيما بعد شوابتي، وأخيرا اتضح لقب أوشابتى، وشاع استخدام هذا الاسم في عصر الدولة الحديثة، بمعنى مجيب وذلك لمواءمة وظيفتها في الإجابة على النداء بدلًا من المتوفى، واستخدم بالأخص في العصر المتأخر، بمعنى "المجيبين" أو الأشكال أو التماثيل المجيبة.

وظهرت هذه التماثيل لأول مرة في عصر الدولة الوسطى حيث كان صاحب المقبرة يضع تمثالا من هذا النوع في مقبرته.

وهذه التماثيل كانت تتمثل بالطابع الاوزيرى وتصور ما يشبه المومياء بملامح هي أقرب لصاحب المقبرة ومسجل عليها في اغلب الأحوال بجانب اسم صاحب المقبرة.

 

 أعداد تماثيل الأوشابتي

بدأت بتمثال واحد أو تمثالين في عصر الدولة الوسطى في المقبرة الواحدة، وفى نهاية عصر الأسرة (18) تطور العدد وأصبح (365) كعدد نموذجى، المقصود في كل أيام السنة، ثم بدأت تتعدد حتى وصلت إلى 403 تمثايل في الدولة الحديثة، قصد بها أن يقوم واحد منها بالعمل في يوم واحد من السنة، وبذلك فلدينا 360 تمثالا لكل أيام السنة، ولكل عشرة منهم رئيسا فيكون هناك 36 تمثالا آخر، ثم خمسة بمعدل واحد لكل يوم من أيام النسيء الخمسة، ثم رئيس لهولاء الخمسة فيكون العدد 402، ثم كاتب يسجل خروج كل منهم إلى مهمته في يومه المحدد فيكون العدد 403 إجماليا.

ووصل عددها في مجموعة توت عنخ آمون إلى 420 تمثالا، غير أن بعض المقابر في العصور المتأخرة كانت تحوي صناديق خشبية كدست بها أعداد كبيرة من هذه التماثيل والتي وصل عددها في بعض الأحوال إلى 700 تمثال أوشابتى في العصر المتأخر، ففى عصر الأسرة (19) اتضح جيش من الأوشابتى ولهم مشرف في هيئة مختلفة عن التماثيل الأخرى هذا المشرف يرتدى مئزر ويمسك مذبة أو عصا في الأيدى.

ولم تكن هناك قاعدة ثابتة لأعدادها داخل المقبرة، والسر في زيادة العدد أن الخدم أنفسهم كانوا يصنعون لأنفسهم تماثيل اوشابتى، والدليل على ذلك أن كثيرا من الأوشابتى كان مكتوبا عليها أسماء مختلفة بالإضافة إلى اسم المتوفى داخل المقبرة لكى يستطيعوا أن يقوموا بخدمته وتزويده بالعمالة اللازمة وغيرها في العالم الآخر.

فكرتها جاءت فكرتها من الخدم ومناظر الخدمة اليومية في مصر القديمة التي كانت تصور في مقابر الدولة القديمة والتي كانت تمثل مختلف الأعمال والحرف التي يؤديها الخدم ضمن نقوش المقبرة والتي كان يحصل عليها المتوفى بطريقة سحرية، ومن الواضح أنهم وجدوا أن المتوفى من المحتمل ألا يستفيد بالخدمة فاستبدلوها بفكره التماثيل الرمزية والتي كانت تمثلهم وهم يقومون بخدمة المتوفى في العالم الآخر فيستطيع بذلك المتوفى أن يستمتع بحياته في الحياة الأخرى كما تعودوا عليها في حياتهم الدنيا.

أماكنها

اختلفت أماكن تواجدها في المقبرة، حيث كانت توضع بجوار المومياوات في مصر القديمة، وكانت تأخذ شكل مومياء مصغرة بملامح وجه المتوفى ويكتب عليها اسمه وألقابه، وأحيانًا توضع عند رأس المتوفى، وأحيانًا أخرى توجد عند قدمه، وأحيانًا توجد داخل تجويفين يمين ويسار جدران حجرة الدفن، أو داخل صندوقين أو نموذجين من التوابيت الخشبية لحمايتها، أو مبعثره في أرضيتها أو داخل إناء فخاري.

الجريدة الرسمية