رئيس التحرير
عصام كامل

كيف دخل العالم مرحلة التعايش مع كورونا؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مع استمرار تفشي فيروس كورونا منذ نهاية ديسيمبر الماضي حول العالم، يبدو أن العالم بدأ يتجه للمرحلة الثانية في التعامل مع الوباء، وهي مرحلة “التعايش”، التي تتنبأ بعودة للحياة اليومية، مع فيروس بلا لقاح.

 

وجاء ذلك بعد تصريحات مدير معهد الأكاديمية الصينية للعلوم الطبية، جين تشي، بأنه “من المحتمل جدا أن يكون كورونا وباءً يتعايش معه البشر لفترة طويلة، ويصبح موسميا ومستمرا بالتواجد داخل الأجسام البشرية”، ليرسخ فكرة التعايش مع الوباء.

 

وظهرت لنا عدة علامات أخرى مؤخرا، دلت على دخولنا مرحلة التعايش مع “كوفيد-19″، والتي قد ترسم الجزء الثاني من رحلة الإنسانية مع الوباء الجديد.

 

تخفيف الإغلاقات

من أبرز علامات التعايش مع كورونا، إقبال دول عديدة، ممن تفشى فيها “كوفيد-19″، على تخفيف الإغلاقات، ورفع القيود على التجارة، وعلى الحركة، من دون الاستناد لانخفاض حقيقي في أرقام الإصابات.

 

تخفيف القيود 

ومن أبرز الدول الأوروبية التي أعلنت بدء تخفيف الإغلاقات، ألمانيا، التي نجحت باحتواء الوباء نسبيا، لتعلن عن فتح المحال التجارية، والحدائق العامة والملاعب، بشكل تدريجي.

 

وتمكنت السويد من إثارة إعجاب العالم عن طريق نجاحها في تطبيق فكرة التعايش مع فيروس كورونا مبكرًا ونالت إشادة من منظمة الصحة العالمية.

 

ووثقت السويد في مواطنيها بمراعاة قواعد التباعد الاجتماعي دون غلق المجتمع مما جعلها نموذجًا عالميًا تطالب أهم المنظمات الصحية في العالم الاحتذاء به ، إلي  جانب اختيارها وبشكل فريد في أوروبا عدم معالجة الوباء عن طريق الإغلاق القسري رغم أنه هذه السياسية أدت إلى ارتفاع عدد الوفيات مقارنة بدول مجاورة مثل الدنمارك والنرويج.

 

اقرأ أيضا: 

كيف نجحت تجربة التعايش مع كورونا في السويد؟ 

 

 إنهاء الإغلاق تدريجي 

أما رئيس الوزراء الفرنسي، إدوارد فيليب، فأشار إلى أن الوقت قد حان لشرح كيف سيتم تخفيف الإغلاق تدريجيا، مشيرا إلى أنه على الفرنسيين أن يتعلموا التعايش مع الفيروس وحماية أنفسهم. 

 

ومثلها، شهدت عدة ولايات في أمريكا تخفيفا للإغلاقات، في وقت تسجل فيه البلاد الإصابة رقم مليون بكورونا، في تباين واضح بين حال الوباء، والإجراءات. 

 

ولعل ولاية فلوريدا أبرز مثال على ذلك، عندما قررت بشكل مفاجئ فتح الشواطئ، بعد يوم من تسجيلها أعلى عدد من الإصابات اليومية، لتشهد الشواطئ إقبالا كبيرا من السكان، قدر بالمئات، في كل مدينة. 

 

ومن العلامات الأخرى التي تتنبأ ببقاء الفيروس في حياتنا أطول مما قد نتوقع، هي طبيعة الفيروس، التي كشف عنها العلماء مؤخرا. 

 

وقال مجموعة من الباحثين في مجال الفيروسات والأطباء الصينيين، اليوم الاثنين، إنه ليس من المرجح أن “يختفي” فيروس كورونا المستجد بالطريقة التي حدثت مع فيروس سارس قبل 17 عاما، وذلك لأن كورونا قادر على الدخول إلى جسم الإنسان وعدم التسبب بأي أعراض، على عكس سارس.

 

ويعني هذا، أنه سيكون من الصعب حصر حالات الإصابة جميعها، وإدخالها في الحجر الصحي لمنع انتشار الفيروس. 

 

موعد اللقاحات

 وتشير جميع البيانات الرسمية من الجهات المختصة إلى أن التوصل للقاح مضاد لفيروس “كوفيد-19″، سيستغرق وقتا طويلا. 

 

وقالت وكالة الأدوية الأوروبية في بيان إنها “تقدّر أن يستغرق الأمر عاما واحدا على الأقل، قبل أن يصبح اللقاح ضد كوفيد-19 جاهزا لنيل الموافقة، ومتوافرا بكميات كافية للاستخدام على نطاق واسع”، وفق ما نقلت “فرانس برس” وهو ما أكدته منظمة الصحة العالمية التي قالت مؤخرا على لسان مسؤول فيها، إن تطوير اللقاح سيستغرق عاما على الأقل.  

الجريدة الرسمية