أحد أبطال أكتوبر: الحرب كانت بوتقة انصهر فيها أطياف الشعب المصري
تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي الخسيس عقب حرب 5 يونيو 67 كان البوتقة التي انصهر فيها كل أطياف الشعب المصرى فلا فرق بين غني وفقير مسلم أو مسيحي صنايعي أو فلاح أو فنان وكان الشعار الوحيد الذي يجمع الكل النصر أو الشهادة.
أحد أبطال حرب أكتوبر: صليت بجنودي العصر على أرض سيناء بعد عبور قناة السويس
ومن هؤلاء الأبطال الذين شاركوا في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة المهندس والفنان التشكيلي محمد فؤاد الشاذلي الذي يتذكر التحاقه بمصنع الرجال ، قائلًا: بعد نكسة يونيو حدث تغيير كبير في مفاهيم المصريين سواء الشباب أو الكبار وكان حلم كل شاب وقتها أن يدخل الكلية الحربية أو يتطوع لأداء الخدمة العسكرية ودخلت الجيش وقتها وكان هناك فكر للفريق سعد الدين الشاذلي بأن يتم ترقية المجندين الذين يحملون مؤهلات عليا إلى ضباط احتياط وكنت واحدًا من هؤلاء حيث تم ترقيتي من جندي إلى ضابط خلال 6 أعوام متتالية لنكون ضباطًا متدربين للقيام بأعمال القتال الهجومية.
حرب الاستنزاف:
شاركت خلال حرب الاستنزاف في بناء قواعد الصواريخ سام 3 والتي كان لها صدى كبير في المشاركة بنصر أكتوبر من صد هجمات العدو الجوية وبالفعل شارك في هذا البنا الجنود والضباط والمدنيون حتى اكتمل حائط الصواريخ الذي أبهر العالم وقبل الحرب بشهور كنا نذهب إلى مركز عمليات المهندسين ونقوم برسم الخرائط ونستمع إلى توجيهات الخبراء الروس ونحن وقادتنا من سلاح المهندسين مستاءون من كلامهم في إزالة الساتر الترابي بالقنابل ونحن نقوم في الخفاء بالتدريب على إزالة الساتر الترابي بخراطيم المياه التى وافق عليها وقتها اللواء سعد زغلول عبد الكريم المسؤل عن المقترحات من المقدم باقي زكي يوسف وقال له (أنت قدمت الطفاشة التي ستفتح الساتر الترابي لمصر).
حرب أكتوبر:
كلفت أن أكون قائد الفصيلة الثالثة من السرية الثالثة لكتيبة اقتحام ثقيل احتياطي اللواء 15 كبارى مهندسين وقائد معبر رأس الجسر بالضفة الشرقية بالإسماعيلية وقت العبور ومهمتي فتح الساتر الترابي وإنشاء كوبرى وعمل رأس كوبرى بمسافة 7 كم وتم العمل وسط طقطقة المدافع وصياح الجنود والضباط الله أكبر وكان النصر محققًا لأن مصر لم تعتدي على أحد ولكنها كانت تحرر أرضها المحتلة والمغتصبة وبعد بناء الكوبري وعبور القوات حاولت إسرائيل عشرات المرات نسف الكوبرى بالقنابل الموقوتة ولكنها فشلت.
انتصرنا في حرب أكتوبر المجيدة بالعمل والكفاح والأمل والصبر بعزيمة الأبطال في استعادة أرضنا المغتصبة ونجحنا في تحقيق النصر وبعد كل هذه السنوات أريد أن أرى سيناء حرة بسواعد أبناء مصر والتنمية بكل مكان وهي في حضن مصر حتى لا تكون مطمعًا مرة أخرى وما أراه الآن من أنفاق على قناة السويس والتنمية العمرانية والزراعية على ضفاف القناة التي كانت لنا حلمًا أن نعبرها من قبل شيء لا يوصف فعلًا.