رئيس التحرير
عصام كامل

سبوبة التحاليل تنعش خزائن المعامل الخاصة.. تستغل أزمة كوورنا وأسعارها تبدأ من 600 وتصل إلى 9 آلاف جنيه.. و«الصحة» تحذر   

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

التشابه القريب إلى حد التطابق بين أعراض الإنفلونزا العادية وفيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) تسبب في إثارة حالة من الشك داخل قلوب العديد من المصريين الذين كانوا حتى أشهر قليلة مضت يتعاملون مع هذه الأعراض كونها «دور برد» سيمر بمجرد الحصول على قليل من الراحة والمشروبات الدافئة ووصفة طبية معروفة ومتداولة دون الحاجة للذهاب إلى الطبيب.

 

تفشي كورونا

غير إنهم بعد تفشي وانتشار «كورونا» وتزايد معدلات الإصابة والوفاة سواء في مصر أو بقية دول العالم أصبح أي مصاب بأعراض نزلة البرد أو ارتفاع في درجة الحرارة أو حتى التهاب رئوي لا يتردد في تشخيص نفسه بأنه مصاب بـ«كورونا» رغم أن هذه الأعراض قد تشير إلى أمراض أخرى أو قد يكون الالتهاب الرئوى له أسباب أخرى إلا أن «الكورونا» أصبح متصدرًا للقائمة.

المثير في الأمر هنا أن خوف وشك المصريين سرعان ما تحول إلى ما يمكن وصفه بـ«الدجاجة التي تبيض ذهبًا» للبعض وتحديدًا معامل التحاليل الخاصة فرغم أن تشخيص الفيروس يكون عن طريق تحليل الـ «بي سي آر» الذي تجريه وزارة الصحة كونها الجهة الوحيدة في مصر التي تمتلك «كواشف» التحليل فهو الذي يوضح إيجابية أو سلبية العينة المسحوبة من المريض ، وتظهر النتيجة في أقل من ٢٤ ساعة من أخذ العينة.

استغلال الأزمة

إلا أن معامل التحاليل الكبرى روجت إلى قائمة من التحاليل التي يتم إجراؤها للتشخيص المبدئى للكورونا - كما تم الترويج لها - لكنها تحاليل تشير إلى وجود مؤشرات بوجود فيروس بالجسم.

وتعتبر بمثابة جرس إنذار للمريض بالتوجه إلى أقرب مستشفى حميات أو المعامل المركزية لإجراء تحليل الـ «بي سي آر» وأخذ مسحة للتأكد من الإصابة بالكورونا وقطع الشك باليقين ووفقا لمشروع علاج أعضاء المهن الطبية في خطاب له للأعضاء أكد أنه استجابة لرغبة أعضاء المهن الطبية لإجراء باقة تحاليل للاطمئنان على أداء الوظائف الحيوية للجسم أثناء الإصابة بفيروسات الجهاز التنفسي ومتابعة تطور الإصابة مع العلم أنها لا تفيد بشكل تشخيصي للإصابة بفيروس كورونا من عدمه.

أنواع التحاليل

وتلك التحاليل تشمل ٦ أنواع من التحاليل.. قائمة التحاليل الستة كانت عبارة عن تحليل (صورة دم –cbc) والهدف منها الكشف عن عدد كرات الدم البيضاء، التي تقوم بدورها بمكافحة العدوى، وعند انخفاض خلايا "lymphocytes" تشير إلى احتمالية الإصابة بكورونا ، وهناك أيضا تحليل سرعة الترسيب" ESR" وهو تحليل الدم الذي يكشف عن وجود عدوى نشطة في الجسم، مستوى البروتين المتفاعل "CRP" الذي يزداد عند وجود التهاب في الجسم.

وقد يبدأ بالارتفاع في الدم بعد عدة ساعات من بدء عملية الالتهاب ويبلغ ذروته في غضون 48-72 ساعة من بدء الالتهاب، ويتم التحقق من حالات العدوى من خلاله، وتحليل الـ«فيريتين- Ferritin» لقياس مستوى الفيريتين وهو البروتين المسئول عن تخزين الحديد داخل خلايا الجسم، أي نسبة الحديد في الجسم، ويتأثر مستوى الفيريتين في حالات الالتهاب حيث ترتفع نسبته في حالة الالتهابات بسبب عدوى الفيروسات.

وتحليل «D-dimer» هو تحليل دم يتم استخدامه للمساعدة في تشخيص الإصابة بحالات مرضية ترتبط بتخثر الدم. وتكون مستوياتD-dime مرتفعة لأسباب أخرى غير التجلط مثل في حالات اعراض التهاب الجهاز التنفسى بسبب العدوى بالفيروسات، وتحليل "إنزيم Alt ،Ast"وهى من أنزيمات الكبد التي يمكن الكشف عن كفاءة وظائف الكبد بواسطتها، والتي تتأثر مستوياتها بالالتهابات نتيجة العدوى بالفيروسات.

الأسعار

وقد تصل إجمالى تكلفة هذه التحاليل إلى ما يقرب من 700:1000 جنيه وفقا للمعمل الذي يتم إجراء التحاليل به، إلا أن بعض المعامل قدمت عروضا على هذه القائمة فضلا عن دعم بعض النقابات المهنية لهذه التحاليل لتصبح بـ600 جنيه.

وبحسب معلومات حصلت عليها «فيتو» فإن إجمالي سعر التحاليل في أحد المعامل الخاصة "م" ٦٠٤ جنيهات ، معمل آخر "س" روج لنفسه بأن تحليل الـ «بي سي آر» ليس هو التحليل الوحيد لإثبات الإصابة بفيروس كورونا ، وفائدته ترجع إلى دقة النتيجة وكشف عن تحليل igm وigG وهي تحاليل أجسام مضادة يوفرها بـ ٥٠٠ جنيه بجانب ٢٠٠ جنيه زيارة منزلية لسحب العينة.

«سبوبة كورونا» لم تقف عند هذا الحد، فهناك تحاليل مناعية أخرى تصل أسعارها إلى 9 آلاف جنيه، وهى تحاليل تدعى " il1،il6،il10" وتكشف وضع المناعة هل هي طبيعية أم هناك مشكلة مثل التهابات أو إصابات فيروسية وحال ارتفاع النسب بها لا بد من حجز المريض بالمستشفى.

وفي هذا السياق قال الدكتور على عبد الله مدير مركز الدراسات الدوائية: تحليل ESR سرعة الترسيب عندما ترتفع فهي دليل على وجود التهاب في الجسم، والتحليل الثاني صورة دم كاملة والثالث وظائف كبد حيث تحدث خلل في وظائف الكبد مع الأمراض الفيروسية وتحليل ferritin مؤشر على الإصابة وليس مؤكدا.

الجهاز المناعي

ومن جهته أوضح طبيب يعمل في أحد المعامل الشهيرة ، تحفظ على ذكر اسمه ، أن «هذه التحاليل التي تصل إلى 9 آلاف جنيه توضح العاصفة التي تحدث بجهاز المناعة أثناء وجود فيروس أو ميكروب سيقوم الجسم بمهاجمته» ، لافتا إلى أنه حال الإصابة بأى مرض يقوم الجهاز المناعي بمحاربة هذا المرض.

غير إنه من الممكن أن يعمل الجهاز المناعى بطريقة يمكن أن تؤدي إلى تدمير الإنسان نفسهـ وهو ما يعرف بـ«العاصفة المناعية» ومن خلال هذا التحليل يمكن الوصول إلى العاصفة التي تحدث لجهاز المناعة لمواجهة فيروس الكورونا.

ولكن النتيجة تكون بعد أكثر من 15 يومًا لذلك فإن تحليل "PCR" ، والأشعة المقطعية على الرئة تشخيص أسرع للمصاب.

في حين أكد الدكتور شريف سامى رئيس قسم أمراض الصدر بمستشفى العباسية سابقا أن فيروس كورونا المستجد مشكلته في الانتشار السريع وطرق العدوى حيث يمكن الانتقال من الرذاذ وملامسة الأسطح ، موضحا أنه حال شك الطبيب في إصابة المريض به يتم عمل تحليل صورة دم "cbc" ، كتشخيص مبدئى ووفقا لنتيجة صورة الدم سيتم طلب باقى التحاليل للتأكد من وجود إصابة نتيجة بفيروس على أن يشخص فيروس الكورونا بتحليل "PCR".

البي سي آر

ومن جانبه قال الدكتور إيهاب شعراوي ، أخصائي التحاليل الطبية: التحليل الوحيد المخصص للكشف عن فيروس كورونا بشكل مباشر pcr نظرًا لحساسية التحليل العالية أو المسحة.

وللكشف عن فيروس كورونا بشكل أسرع يتم إجراء تحليل الـ«رابيد تيست Rabid Test » وهو تحليل سريع يستغرق وقتا ما بين ثلث إلى نصف ساعة بعكس تحليل الـ pcr الذي يستغرق يومين ، وتحليل الـ Rabid Test يضم نتيجتين للإصابة IGM وهى تعنى إصابة حديثة وIGG وهى تعنى إصابة قديمة ولكن التحليل أقل دقة من تحليل الPcr.

وأضاف: للكشف عن فيروس كورونا هناك مجموعة من التحاليل منها تحليل cbc ومتوسط سعره 70 جنيها وتحليل crp بـ ٣٠ وesr بـ ٣٠ وferrtin بـ ٧٠ وD-Dimer بـ ٧٠ وAlbumin بـ ٣٠ وAst وAlt بـ ٣٠ جنيها.

يذكر هنا أن وزارة الصحة أغلقت باب التعامل مع المعامل الخاصة في ملف الكورونا ، وحصرت إجراء تحليل pcr لدى المعامل المركزية الحكومية فقط ، وهو الذي يعتد بنتيجته ، وذلك ضمانا لحصر أعداد الإصابات وعزلها فور التأكد من الإصابة فضلا عن عدم استغلال المعامل الخاصة لتلك الأزمة ، وأكدت أن من تظهر عليه أعراض المرض عليه الذهاب لأقرب مستشفى صدر أو حميات لإجراء التحليل له.

نقلًا عن العدد الورقي...

الجريدة الرسمية