أحد أبطال الحرب الإلكترونية بحرب الاستنزاف يروي قصة الصيد الثمين
يعتبر سلاح الحرب الإلكترونية أهم الأسلحة في الجيوش المنظَّمة وهو الذي يقوم بالرصد والإعاقة لطائرات العدو في ميدان القتال.
بعد حرب 5 يونيو 67 قام الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ببناء جيش حديث قادر على استيعاب واستخدام الأسلحة والتكنولوجيا المتقدمة ومن بينها الحرب الإلكترونية.
أحد أبطال حرب أكتوبر: صليت بجنودي العصر على أرض سيناء بعد عبور قناة السويس
يقول المقاتل البطل عبد الفتاح فارس أحد أبطال حربي الاستنزاف وحرب أكتوبر: إنني التحقت بالخدمة في يناير 1970 عقب تخرجي من الجامعة والتحقت بسلاح الحرب الإلكترونية وكان هذا السلاح وليدًا وقتها ويدخله المؤهلات العليا وكانت مهام السلاح الوليد وقتها تتلخص في قاعدة العمليات الرئيسية المجهزة بالهوائيات العملاقة التي تقوم ليل نهار باستقبال إشارات محطات الرادارات المصرية التي تقوم برصد نشاط العدو وترجمته إلى خطوط ومواقع على اللوحة الكبيرة المرسومة عليها الخارطة التي تشتمل على الشكل الجغرافي لمصر وفلسطين المحتلة ، وكانت نوباتجيتي تستمر 8 ساعات متواصلة أمام اللوحة.
أهم الأهداف التي سجلتها الإدارة:
كانت إسرائيل تستعمل يدها الطولى وهي قواتها الجوية وتتطاول على أراضينا في الشرق والغرب وكان أبرز أسلحتها التي توجهها من طائرات الفانتوم الصاروخ شرايك وكان يعتمد على الترددات التي تستخدمها أجهزة الرادار المصرية في توجيه صواريخ الدفاع الجوي وذلك باستخدام فرع من الطائرات.
عملية الصيد الثمين:
في منتصف سبتمبر عام 1971 اكتشفنا طائرة ضخمة كانت تسمى ستراتو كروزر وهي طائرة ضخمة تحمل على متنها المعدات الإلكترونية التي يمكنها اكتشاف ترددات رادارتنا شرقي قناة السويس على عمق من خمسة إلى عشرة كيلو مترات وكانت ترصد كل الترددات والاتصالات التي تتم علي الجبهة المصرية وعن طريقها تستطيع القيادة الإسرائيلية وضع أنسب تشكيل قتالي لقواتها الجوية في مهمتها لتدمير وتعطيل الدفاع الجوي المصري وأجهزة القيادة والسيطرة.
وأخطر ما في هذا الموضوع أن كل هذه المعلومات تصل إلى الطيارين الإسرائيليين المزودين بصواريخ شرايك التي تربط عليها ترددات أجهزة الرادار المصرية المطلوب تدميرها من مسافات بعيدة وتقوم النظرية على الاعتماد على الإشعاع الصادر من أجهزة الرادار المصرية التي تنير الطريق للصواريخ الإسرائيلية لضربها.
وكانت هذه الطائرة أحدث طائرة تجسس الولايات المتحدة زودت بها العدو الإسرائيلي مع طائرة أخرى من ذات الطراز من ضمن خمس طيارات فقط كانت تمتلكها أمريكا في مطلع السبعينيات وكنت من ضمن الطاقم الذي ساهم في رصد وتدمير الطائرة الضخمة التي تستخدم 5 أفراد كطاقم الملاحة بالإضافة إلى طاقم فنيين مكون من 12 فردًا بالتعاون مع إحدى بطاريات أرض جو المتحركة وتم إرسال 17 فردصا من خيرة خبراء الإلكترونيات والاتصالات في إسرائيل كانوا على متنها إلى الجحيم في ضربة قاسمة لسلاح الجو الإسرائيلي مما أوجع القيادة الإسرائيلية والأمريكية ودفعها لسحب الطائرة الثانية من إسرائيل فورًا وسميت هذه العملية "بالصيد الثمين".