سعيد الأسيوطي أشهر مداحي الإسكندرية: أعشق ياسين التهامي وأسعى أن أكون أحد تلاميذه وتجويد القرآن الكريم العامل الأكبر في نجاحي (حوار)
لدينا مشكلات كثيرة وأطالب الدولة بالنظر لمطالبنا بتوفير نقابة مستقلة نحتمي تحت مظلتها
على مدى سنوات طويلة اشتهر سعيد الأسيوطي مداح الرسول صلى الله عليه وسلم في الإسكندرية بصوته العذب ولهجته الصعيدية ليدخل قلوب مستمعي ومحبي المدح النبوي وعشاق الإنشاد الديني فقد جاء من قلب صعيد مصر إلى الإسكندرية حاملًا معه حب النبي صلى الله عليه وسلم وأولياء الله ليشدو بأشعاره متأثرًا بالشيخ "ياسين التهامي" الذي يعد أبًا روحيًا له.
وأصبح هو أحد أبنائه وتلاميذه في فن الإنشاد الديني "فيتو" أجرت مع سعيد الأسيوطي هذا الحوار للتعرف على رحلته وكيف بدأ ، وأين وصل في مدح الرسول والإنشاد الديني.
*في البداية حدثنا عن نفسك؟
اسمي سعيد شاكر عبد الرحيم والشهير بـسعيد الأسيوطي" 53 عاما" ، نشأت في قرية عرب العطيات بمركز الفتح بمحافظة أسيوط ، بدأت رحلتي مع تعلم فن الإنشاد وأتقنته بمحافظة أسيوط مسقط رأسي.
*إلى أين وصلت في مراحل التعليم؟
تركت التعليم منذ الصغر لظروف خاصة وأنا في المرحلة الابتدائية ثم أخذت بعد ذلك في قراءة القرآن الكريم وتجويده من خلال بعض المشايخ بقريتي ، وحفظت بعض الأجزاء من آيات القرآن الكريم من جزئي عم وتبارك.
*كيف بدأت فن الإنشاد والمدح؟
بدأت رحلتي بهواية لتعلم فن الإنشاد الديني والمدح ، واكتشفت موهبتي بنفسي دون تلقى أي مساعدات ، وهذا يرجع لعشقي للشيخ ياسين التهامي ، وهو ما جعلني أسعى إلى أن أكون أحد تلاميذه ، وكان لتجويد القرآن الكريم العامل الأكبر في نجاحي كمنشد "فأي منشد لا بد أن يمتلك حاسة التجويد فهو أساس الإنشاد الديني".
*هل مهنة الإنشاد والمدح مرهقة؟
بالطبع مهنة مرهقة ، فكنت أتحمل متاعب رحلتي الشاقة لتعلم فن الإنشاد وإتقانه من خلال السفر والتنقل يوميًا من محافظة أسيوط لبعض محافظات مصر خلف الكثير من المشايخ والمنشدين في الحفلات والمناسبات والموالد الدينية كي أتعلم فن الإنشاد.
*من هو مثلك وقدوتك في هذا المجال؟
الشيخ ياسين التهامي شيخ المداحين هو قدوتي الأولى ، والشيخ أحمد التوني والشيخ أمين الدشناوي ، فهم من علامات الإنشاد وجميعهم خرجوا من قلب الصعيد.
*هل العائد المادي من المدح يكفي لحياة مستقرة؟
أولًا أنا ارتبطت بمهنة المدح والإنشاد الدينى كما قلت كهواية أمارسها لإبراز موهبتي الصوتية والمشاركة في الحفلات والمناسبات الدينية وتحمل كافة أعباء السفر حتى صرت أحد المنشدين وأحيي الكثير من الموالد والمناسبات الدينية المختلفة.
ويعتمد رزقي على الله عز وجل في إحياء الحفلات الدينية دون وجود أي مصدر دخل مالى ثابت من قبل موسسات حكومية تساعدني على توفير حياة كريمة لي ولأسرتي التي تتكون من أربعة أبناء وزوجة ، ولكن ستر الله تعالى يجعل الأمور تسير.
*على ماذا تعتمد تلك المهنة؟
مهنة الإنشاد الديني تعتمد في المقام الأول على الأمانة والصدق مع الله عز وجل من أجل إيصال الموهبة بفن الإنشاد لقلوب المستمعين ، وليس البحث من خلالها عن الشهرة.
*منذ كم سنة وأنت مداح ومنشد؟
منذ ٢٠ عامًا تقريبا منذ عام ١٩٩٠ وأنا أمارس الإنشاد والمدح وأتعلم وباتت الإسكندرية هي مدينتي الثانية أعيش فيها مع أسرتي الصغيرة.
*ما علاقة الصوفية بالمدح؟
أصل الإنشاد هو الصوفية حيث قصائد ابن الفارض وابن العربي والحلاج ، فتلك القصائد يطلبها المريدون ومحبو الإنشاد.
*كيف ترى المهنة الآن ومن قبل؟
مهنة الإنشاد الدينى اختلفت كثيرًا في هذا الوقت عن السابق من خلال تطور المهنة الذي طرأ خلال السنوات الأخيرة.
*ما أهم الموالد التي يسعى لها المداحون؟
مولد الإمام الحسين فهو أكبر الموالد والشيخ ياسين التهامي والشيخ محمود التهامي هم ملوك هذا المولد ثم مولد السيدة زينب ومولد السيد البدوي.
*وموالد الإسكندرية؟
سيدي المرسي أبو العباس وسيدي القبارى وكان مولد سيدي أحمد الزرقاني الذي تم نقل ضريحه وكان له مريدين كثيرون ومولد كبير ، وهناك مولد سيدي أبو الدرداء وهناك موالد أخرى في المدينة.
*من يصرف على تلك الحفلات؟
محبو آل البيت وأولياء الله وهناك روابط وجمعيات تقوم بهذا العمل ، وهناك أيضًا أتباع للأولياء وهناك مشايخ للطرق الصوفية ، فكل هؤلاء يتكفلون بالاحتفال وهناك متطوعون ومتبرعون بالعشرات ولا يقتصر الأمر على الحفل فقط فهناك الطعام وتجهيز مكان الحفل وغيره.
*هل لدى المنشدون مشكلات؟
لدينا مشكلات كثيرة ، وأطالب الدولة المصرية وقيادتها الحكيمة بالنظر إلى متطلبات المنشدين ورعايتهم وتوفير نقابة مستقلة يحتمون تحت مظلتها.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"...