70 عاماً على رحيل "قيثارة السماء" الشيخ محمد رفعت
صاحب صوت ملائكى يهز أوتار القلوب فصوته يثير فى النفس حقائق التدبر والخشوع ، وتعد تلاوته أصدق وأعذب ما تكون التلاوة لما فيها من حلاوة وطلاوة .
يحمل الشيخ محمد رفعت العديد من الألقاب مثل إمام القراء ، قيثارة السماء ، صوت من الجنة ورائد مدرسة التلاوة .
وافتتحت الإذاعة المصرية فى مايو عام 1934 بصوته الذهبى بأول آية من سورة الفتح (إنا فتحنا لك فتحا مبينا ) واستمر من يومها إلى يومنا هذا علامة من علامات شهر رمضان يرتقبه المسلمون مع حلول المغرب لتناول الإفطار بالرغم من رحيله عام1950ز
ولد الشيخ محمد رفعت فى مثل هذا اليوم 9مايو 1882 ورحل فى مايو 1950 بحى المغربلين ورحل ايضا فى نفس اليوم لكن بعد 68 عاما.
بدأ قراءة القرآن مرتلا فى الليالى الرمضانية، وهو فى سن الخامسة عشر ليعول أسرته بعد وفاة والده فنال محبة الناس وحصل على شهرة واسعة ، وأصبح القارئ لمسجد فاضل بحى السيدة زينب وأحب الاستماع إليه الملك فاروق .
وقال عنه الكاتب أنيس منصور : مازال المرحوم الشيخ رفعت أجمل الأصوات وأروعها وسر حلاوة صوته أنه فريد فى معدنه .
ووصفه الموسيقار محمد عبد الوهاب بالقول: صوته ملائكى يأتى من السماء لأول مرة .
وقال عنه الشيخ أحمد الشرباصى: صوته يعطينا معان كانت غائبة عنا ويذكرنا بكل واجبات شهر رمضان المبارك .
وقال عنه الشيخ الشعراوى :إن أردنا احكام التلاوة فالشيخ الحصرى ، وإن أردنا حلاوة الصوت فعبد الباسط عبد الصمد ، وإن إردنا النفس الطويل مع العذوبة فمصطفى إسماعيل ، وان أردنا كل هؤلاء جميعا فهو الشيخ محمد رفعت .
وقال الصحفى محمود السعدنى عنه : صوت يقف فريدا غريبا باهرا ، وسر غرابته انه استمد طبيعته من جذور الارض .. إنه صوت المرحوم الشيخ محمد رفعت ــ صوت الشعب ــــ وكتب لصوت الشيخ محمد رفعت البقاء فهو صوت مشحون بالأمل والألم والجمال والروعة .
وتحت عنوان (ساعات مع الشيخ محمد رفعت نشرت مجلة الاثنين عام 1940 حوارا مع الشيخ الجليل الملقب بقيثارة السماء .
وعن حياته الهادئة قال : أعيش فى حى السيدة زينب وأفضل قضاء الوقت بين الأسرة والأولاد ولا أغادر بيتى إلا إلى محطة الإذاعة لتلاوة القرآن أو فى مسجد الامير فاضل بدرب الجماميز يوم الجمعة أو سهرة أدعى لإحيائها .
أصحو مبكرا أصلى الفجر ثم اشرب القهوة ثم استقبل الأصدقاء والزوار ، ولا آكل فى اليوم إلا مرة واحدة ومن أحب الأكلات "سد الحنك " ، وبالنسبة إلى أحب الاوقات الى فهى التى اقضيها بجوار الفونوغراف الأثرى فى بيتى الذى صنع عام 1903 مستمعا إلى الشيخ سيد درويش وعبده الحامولى وصالح عبد الحى .
وعن بداية حفظه القرآن الكريم قال: بدأت حفظه وأنا فى الخامسة من عمرى وكانت النية تتجه إلى الحاقى بالازهر ، لكننى مع الوقت بدأت فى التجويد والترتيل وأنا فى الرابعة عشرة .
أما بالنسبة لأول مكافأة حصل عليها فقال : عندما احييت ليلة عند رجل متوسط الحال واتفق معى على مبلغ عشرين قرشا لكن عندما انتهيت من القراءة كافأني بخمسة قروش . لكن كان وقع المكافأة سعيدا .
اقرا ايضا:
أخبار ماسبيرو | محمد رفعت يتلو قرآن المغرب بالإذاعة
عن ذكريات أول يوم إذاعة قال : لم اقبل التعاقد مع محطة الإذاعة إلا بعد أن حصلت على فتوى من الازهر وفضيلة مفتى الديار بأن قراءة القرآن فى الراديو حلال ..وقد كان لانى فى النهاية أخشى الله .