كيف يمكن استغلال العشر الأواخر من رمضان.. الإفتاء: المتصدق بأموال العمرة كمن اعتمر.. عبدالحميد: غرفة المسجد وتوزيع الوجبات
لا شك أن الليالي العشر الأواخر في شهر رمضان لا يمكن لأحد أن يقدر فضلها ففيها ليلة هي خير من ألف شهر ألا وهي ليلة القدر من قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وفيها العتق من النار.
ويري الكثيرون أن شهر رمضان هذا العام مختلف عن الأعوام السابقة في ظل إجراءات مواجهة فيروس كورونا بمنع أداء عمرة رمضان وصلاة الترويح والتهجد في المساجد وإقامة موائد الرحمن في الشوارع ولكن هذا لم ينقص من الشعائر الدينية هذا العام كما أوضح رجال الدين فهناك أعمال خير تعوض كل تلك العبادات وهناك الكثير من الحلول تحول دون تلك العقبات.
وطالبت دار الإفتاء المصرية الذين حالت الظروف بينهم وبين أداء مناسك العمرة هذا العام بالتبرع بأموال العمرة حيث قالت عبر حسابها الرسمى على موقع التواصل الاجتماعى"تويتر" من يتصدق بأموال العمرة ممن كانو ينوون أداء العمرة هذا العام وحالت الظروف بسبب فيروس كورونا المستجد كانه أعتمر وزيادة
يقول الدكتور عبدالحليم منصور عميد كلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر عن كيفية استغلال آخر ١٠ أيام من رمضان أن من الممكن تخصيص غرفة في المنزل يطلق عليها غرفة المسجد ويتم الاعتكاف فيها وقراءة القرآن وصلاة القيام والتراويح مع الأسرة وبالتالي سيصبح البيت مسجد يشع منه نور الصلاة والقرآن
وأكد منصور أنه يمكن للمسلمين الذين اعتادوا على أداء العمرة كل عام خلال الشهر الكريم استبدال أموال العمرة بكفالة الفقراء والمساكين الذين تعطلت أرزاقهم فى الآونة الأخيرة نظرا لانتشار فيروس كورونا المستجد مؤكدا أن هذا ثوابه أعظم من العمرة والحج فإذا كان ثواب العمرة في رمضان بحج فإن كفالة المحتاجين في الوقت الحالي أعظم عند الله من العمرة والحج لأن العمرة والحج نفعهما قاصر على شخص إنما كفالة الفقراء والعرايا والأيتام نفعها متعدد وبالتالي ثوابها أعظم.
وتابع أيضا سائر الطقوس الدينية يستطيع أن يمارسها أيضا بشكل مختلف يحقق مصلحة المجتمع في عدم التزاحم والاختلاط من ناحية ويشبع رغبة المواطن الدينية وهدفه للعمل الصالح المعتاد عليه كل عام وبالتالي نستطيع الحفاظ علي الصحة العامة وعلي الشعائر الدينية وعلى المجتمع وكل ذلك لا ينقص شيئا من إيماننا بل بالعكس يزداد إيمانا بتحملنا الابتلاء وأيضا الصبر علي الظروف الحالي والوقوف بجانب بعضنا البعض وبتقليل انتشار الوباء في المجتمع ومحاولة ممارسة حياتنا بشكل طبيعي في ظل التضييق الذي نمر به ومحاول أيضا ممارسة الشعائر الدينية رغم كل الظروف التي نمر بها وكل ذلك ثوابه أكبر واعظم عند الله سبحانه وتعالي.
وفيما يخص موائد الرحمن يقول "عبدالحليم" كل منطقة تعلم جيدا الفقراء والمحتاجين ومن تعطل رزقه بسبب الظروف الحالية يستطيع المقتدر تصنيع الأطعمة وإرسالها لهم في منزلهم ليستطيعوا تناولها مع أبنائهم وذلك قد يكون أفضل بكثير من جلوسهم في الشارع لتناول الطعام علي مائدة وبالتالي نستطيع أن نحفظ ماء وجههم بشكل اكثر تحضرا بنقل موائد الرحمن في بيوتهم.
العادات والعبادات ومن جانبه يقول الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقة المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر إنه من الممكن الاعتكاف في البيت وستساعد الظروف الحالية على ذلك وخاصة أن الخروج من المنزل أصبح قليلا.
وذكر أن هناك فرقا بين العادات والعبادات ففيما يخص موائد الرحمن فتلك عادة أنا لا أحبذها قبل انتشار كورونا في الأساس وأشجع المقتدرين كل عام علي إرسال الطعام للفقراء في منازلهم واعتبر أن جلوس المحتاجين في الشوارع لتناول الطعام نوع من الإهانة فلماذا لا يتم إرسال الطعام لهم في منازلهم بدلا من جلوس الفتيات والسيدات وكبار السن والأطفال في الطرقات في انتظار الطعام.
وتابع فيما يخص صلاة التراوح والتهجد فهي عبادة غير مرتبطة نهائيا بالمسجد والدليل على ذلك أن الرسول صلي الله عليه وسلم لم يصلّ التراويح في المسجد طيلة حياته سوى مرتين فقط موضحا أن اقتداء المصلي بالإمام عبر التلفزيون أو الراديو باطل لأن هناك أمرا مهما يجب توافره وهو اتحاد المكان.
وأضاف لا يوجد بدائل لأداء العمرة في رمضان فإذا تصدق بأموال العمرة سيحصل على ثواب التصدق والزكاة وليس العمرة ومن قال غير ذلك افتراء على الدين ومن أراد أداء العمرة في رمضان ينتظر العام القادم فلا بديل لذلك وأكبر دليل على ذلك عندما منع الكفار الرسول صلي الله عليه وسلم من أداء العمرة انتظر العام التالي له لأدائها فكل عبادة منفصلة عن غيرها ولا تقضي عبادة بديلة عن أخرى.