رئيس التحرير
عصام كامل

تزامنا مع احتفالات الكنيسة.. قصة القديس مارمرقس مؤسس المسيحية في مصر

القديس مارمرقس
القديس مارمرقس

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بعيد تذكار القديس مارمرقس الرسول، مؤسس الكنيسة المصرية، والتي تحمل اسمه، حيث يطلق علبها الكرازة المرقسية، نسبة الي مارمرقس. 

وحمل القديس مارمرقس اسمين: يوحنا وهو اسم عبري يعني "يهوه حنان"، ومرقس اسم روماني يعني "مطرقة.  وُلد القديس مرقس فى القيروان، إحدى المدن الخمس الغربية بليبيا، فى بلدة تُدعى ابرياتولس، من أبوين يهوديين اسم والده أرسطوبولس، ووالدته مريم امرأة تقية لها اعتبارها بين المسيحيين الأولين فى أورشليم، وقد تعلم اليونانية واللاتينية والعبرية وأتقنها، وعندما هجمت بعض القبائل على أملاكهم تركوا القيروان إلى فلسطين وطنهم الأصلى وسكنوا بأورشليم "القدس"، نشأ فى أسرة متدينة كانت من أقدم الأسر إيمانًا بالمسيحية وخدمة لها.

 وقد رأى "مرقس" السيد المسيح وجالسه وعاش معه، بل أنه كان من ضمن السبعين رسولًا، لذا لقبته الكنيسة: "ناظر الإله"، كان القديس مرقس أحد السبعين رسولًا الذين اختارهم السيد للخدمة، وقد شهد بذلك العلامة أوريجينوس والقديس أبيفانيوس.

بدأ مرقس خدمته فى نشر المسيحية مع بطرس الرسول فى أورشليم واليهودية، كما انطلق مع الرسولين بولس وبرنابا فى الرحلة التبشيرية الأولى وبشر بالمسيحية معهما فى إنطاكية وقبرص ثم فى آسيا الصغرى، لكنه على ما يظن أُصيب بمرض فاضطر أن يعود إلى أورشليم ولم يكمل معهما الرحلة، عاد بعدها وتعاون مع بولس فى تأسيس بعض كنائس أوروبا وفى مقدمتها كنيسة روما.

وبعدها جاء مرقس إلى مصر وأسس كنيسة الإسكندرية بعد أن ذهب أولًا إلى موطن ميلاده "المدن الخمس" بليبيا، ومن هناك انطلق إلى الواحات ثم الصعيد ودخل الإسكندرية عام 61 م، من بابها الشرقى.

دخل مار مرقس مدينة الإسكندرية على الأرجح سنة 60 م، من الجهة الغربية قادمًا من الخمس مدن، ويروى لنا التاريخ قصة قبول أنيانوس الإيمان المسيحى كأول مصرى بالإسكندرية يقبل المسيحية، فقد تهرأ حذاء مار مرقس من كثرة السير، وإذ ذهب به إلى الإسكافى أنيانوس ليصلحه له دخل المخراز فى يده فصرخ: "يا الله الواحد"، فشفاه مار مرقس باسم السيد المسيح وبدأ يحدثه عن الإله الواحد، فآمن هو وأهل بيته وانتشر الإيمان سريعًا بالإسكندرية رسم أنيانوس أسقفًا ومعه ثلاثة كهنة وسبعة شمامسة.

هاج الشعب الوثنى فاضطر القديس مرقس أن يترك الإسكندرية ليذهب إلى الخمس مدن الغربية (برقه بليبيا) ومنها إلى روما، حيث كانت له جهود تذكر فى أعمال الكرازة عاون بها الرسول بولس، لكنه ما لبث أن عاد إلى مصر ليتابع العمل العظيم الذى بدأه.

عاد إلى الإسكندرية عام 65 م، ليجد الإيمان المسيحى قد ازدهر فقرر أن يزور المدن الخمس، وعاد ثانية إلى الإسكندرية ليستشهد هناك فى منطقة بوكاليا.

وحدث بينما كان الرسول يحتفل برفع القرابين المقدسة يوم عيد القيامة - واتفق ذلك اليوم مع عيد الإله الوثنى سيرابيس - أن هجم الوثنيون على الكنيسة التى كان المؤمنون قد أنشأوها عند البحر، فى المكان المعروف باسم بوكاليا أى دار البقر، ألقوا القبض على مار مرقس وبدأوا يسحلونه فى طرقات المدينة وهم يصيحون: "جرُّوا التنين فى دار البقر"، ومازالوا على هذا النحو حتى تناثر لحمه وزالت دماؤه، وفى المساء وضعوه فى سجن مظلم، وفى منتصف تلك الليل ظهر له السيد المسيح وقواه ووعده بإكليل الجهاد، وفى اليوم التالى أعاد الوثنيون الكرَّة حتى فاضت روحه، فى آخر شهر برمودة سنة 68 م.

الجريدة الرسمية