طبيب بمستشفى العزل ببلطيم: كنت سأستقيل من وزارة الصحة وتراجعت لأؤدي دوري تجاه بلدي
"كنت بفكر في الاستقالة من وزارة الصحة.. لكنني تراجعت لاؤدي دورا تجاه بلدي".. بهذه الكلمات بدأ الطبيب محمد الشحات عبد الجواد “36 عاما” – أخصائي الحهاز الهضمي والكبد والذي تم اختياره ضمن الطاقم الطبي المتواجد بمستشفى العزل ببلطيم حاليا حديثه لـ”فيتو”، مؤكدا أنه ليس من الشهامة ترك الميدان في تلك اللحظات الحرجة التي تمر بها مصر.
وأضاف: ”فكرت في الاستقالة مؤخرا نظرا لتدهور القطاع الصحي وبالأخص تدهور وضع الأطباء داخل المنظومة الصحية بشكل عام والذي لا يخفي على أحد ، وكذلك عدم وجود رؤية واضحة لتطوير القطاع الصحي وهو ما أثر في النهاية علي الخدمة الصحية المقدمة للمواطن ، وبمجرد ظهور فيروس كورونا تخليت عن فكرة الاستقالة لحين مرور تلك الجائحة التي تعاني منها بلدي، ولم أفكر في شيء سوى في تأدية دوري حتى لو كلفني ذلك حياتي”.
وتابع: ”بمجرد أن أخبرني الدكتور ياسر عمارة مدير مركز الكبد بكفر الشيخ، عن اختياري ضمن الطاقم الطبي الموفد لمستشفى العزل لمدة 14 يوما، لم أقلق سوى على والدي لأنه مسن والذي اعيش معه، بعد وفاة والدتي منذ 6 أشهر تقريبا ، وعندما علم والدي بأنني ذاهب لأداء واجبي داخل مستشفى العزل ببلطيم، قال لي " ربنا يسترها معاك ويسترها علي البلد وإن شاء الله ترجعوا كلكم لبيوتكم بخير وأوصاني بالمرضي وبنفسي خيرا".
وأوضح ”الشحات” أنهم كفريق طبي، تم اطلاعهم على إمكانيات مستشفى العزل ببلطيم، قبل ذهابهم من حيث مكان الإقامة ووضع الحالات المرضية والتي تعد غالبيتها مستقرة باستثناء أصحاب الأمراض المزمنة المصابين بالفيروس.
واستطرد: ”بمجرد دخولنا المستشفى وجدنا أحد الأفراد المتخصصين لعملية تعقيم كل طبيب وإلباسه الملابس الواقية، ونحاول بقدر الإمكان تقديم الدعم النفسي للمرضي، والذين بحمد الله تعافي البعض منهم وتم نقلهم لأحد نزل الشباب لاستكمال المرحلة النهائية في علاجهم”.
وعن أكثر الحالات المرضية التي أثرت فيه نفسيا، قال “ الشحات": “كل يوم أواجه مواقف إنسانية لكن أكثر موقف مؤثر كان أثناء متابعتي لحالة مريضة مصابة بالفيروس وللأسف مريضة أيضا بورم سرطاني في المريء، وبحاجة لغرفة لوحدها لأن مناعتها كما هو معروف ضعيفة للغاية نظرا لتناولها علاج كيماوي، وبالفعل كلمت مدير المستشفى والذي استجاب على الفور وخصص لها غرفة، فبكت السيدة كثيرا ولم تتوقف عن الدعاء لنا”.
اقرأ ايضا.. 90 متعافى من كورونا بمستشفى إسنا للعزل منذ مطلع رمضان
واختتم، الطبيب جديثه موجها رسالة للمواطنين يناشدهم بالتباعد الاجتماعي والتزام المنازل، مشيرا إلى أن الحكومة كانت محقة في غلق المساجد والجامعات وغيره نظرا لأنها كانت ستزيد من نسب الإصابة بفيروس كورونا، وأن الدولة إمكانياتها الصحية ضعيفة، كما أن دولا كبرى لم تستطع مواجهة تزايد إعداد الإصابات بالفيروس برغم أن إمكانياتها الكبيرة.