رئيس التحرير
عصام كامل

أزهريون: الجهاد "الفردي" بسوريا مرفوض والحل: "جيش موحد"

الدكتور محمد الشحات
الدكتور محمد الشحات الجندي

حذر علماء بالأزهر، اليوم السبت، من أن دعوات إرسال الشباب للقتال في سوريا بشكل منفرد تحت مسمى "الجهاد" ستؤدي إلى نشوب حرب طائفية واسعة النطاق في سوريا، مشيرين إلى أن الحل يكمن في تشكيل جيش موحد من الدول العربية لإنهاء الأزمة.


وقال القصبي زلط، عضو هيئة كبار العلماء، أعلى هيئة بالأزهر، "للأناضول" إن "الجهاد له شروطه، وله دور معين لرد الاعتداء، لكن التساؤل الذي نطرحه: هل حرب المسلمين بعضهم البعض مشروع دينيا أم ليس مشروعا؟".

وأجاب زلط بأنه "إذا كان هناك فئة باغية من فئة حاكمة على فئة محكومة فالقرآن الكريم يقول: (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ"".

ولفت الشيخ الأزهري إلى أنه "لا يمكن أن يتحقق هذا النص القرآني على أرض الواقع إلا إذا كان هناك جيش مخصصا من جميع الدول العربية يشترك في رد الاعتداء، فتفعيل أمر الله يتحقق عندما يكون هناك جيش مكون من كل الدول العربية، ويدفع عدوان المعتدي في أي دولة إسلامية".

وحذر زلط من أن الدعوة لما وصفه بـ"الجهاد الفردي" يجعل الأمر "طائفيا بحتا"، في إشارة إلى تجييش المقاتلين السنة والمقاتلين الشيعة ضد بعضهما البعض.

من ناحيته قال عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا: "إن القصد من الجهاد من منظور فقهي أنه إذا احتل العدو شبر أرض أصبح الجهاد فرض عين على كل مسلم ومسلمة، أما ما يحدث في سوريا، وهي بلد مسلمة، هناك طائفتان متصارعتان، وعلى هذا فإنه لا يجوز الدعوة إلى الجهاد في سوريا لأنها ستكون دعوة لقتل طائفة مسلمة، والكل يقول لا اله إلا الله محمد رسول الله، ولكن على المسلمين أن يصلحا بينهما فإن استمرت فئة بالبغي فلابد من عمل إسلامي موحد، كتشكيل جيش موحد، لمواجهة هذا البغي، وليس عبر الدعوة الفردية للجهاد".

من جهته، وصف محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر، ما يحدث في سوريا بأنه "حرب أهلية، وليس فيه صفة الجهاد الكامل" مستطردا: "صحيح أن الجهاد يكون ضد الظلم، لكن هو في الدرجة الأولى موجه لجهاد العدو غير المسلم، فالجهاد ما دام ليس جهادا ضد أعداء الإسلام لا يكون جهاد فرض عين".

وفي الوقت نفسه دعا الجندي، إلى دعم الشعب السوري بما يحتاجه لمواجهة أعباء الأزمة وبغي الفئة الظالمة من خلال عمل ينظمه أولو الأمر (الحكام) كتشكيل جيش موحد.

الجريدة الرسمية