يضم ١٠٠ ألف قطعة أثرية.. حكاية أكبر متحف إسلامي في العالم | صور
يُعد متحف الفن الإسلامي أكبر متحف إسلامي فني في العالم؛ ويوجد بمنطقة باب الخلق بقلب القاهرة التاريخية مسجل أثر برقم ٦٥٠، ويصنف من المتاحف الكبرى، يضم المتحف نحو 100 ألف تحفة أثرية متنوعة من الفنون الإسلامية من الهند والصين وإيران مرورًا بفنون الجزيرة العربية والشام ومصر وشمال أفريقيا والأندلس، وقد تميزت هذه التحف بالشمولية لفروع الفن الإسلامي على امتداد العصور، مما يجعله منارة للفنون والحضارة الإسلامية علي مر العصور.
بدأت فكرة إنشاء متحف للفنون والآثار الإسلامية في عصر الخديوي "إسماعيل" وبالتحديد في سنة 1869م , وتم تنفيذ ذلك في عصر الخديوي "توفيق" سنة 1881م عندما قام "فرانتز باشا" بجمع التحف الأثرية التي ترجع إلى العصر الإسلامي وتم بناء مبنى صغير في صحن جامع الحاكم أطلق عليه اسم "المتحف العربي" تحت إدارة فرانتزباشا.
"عنخ، أودچا، سنب"علامة السلامة الصحية للفنادق
وتم افتتاح المبنى الحالي في عهد الخديوي "عباس حلمي الثاني" في 28 ديسمبر سنة 1903، وكان عدد التحف سنة 1881 مائة وأحد عشر تحفة وظل يتزايد حتى وصل الآن قرابة مائة ألف تحفة, وذلك عن طريق الجمع من المنشآت الأثرية, وكذلك الحفائر, والشراء والإهداءات، وتم تغيير اسم الدار سنة 1951م إلي "متحف الفن الإسلامي" وكانت معروضاته موزعة في ذلك الوقت بثلاثة وعشرين قاعة مقسمة حسب العصور والمواد.
والجدير بالذكر؛ أن أول مصري تقلد منصب مدير عام المتحف هو علي بهجت، من مواليد قرية باها العجوز بمحافظة بني سويف، وكان قد عمل وكيلاً للمتحف عندما كان مديره ماكس هرتس، وقد رحل الأخير فجأة بناء على طلب من سلطات الاحتلال الانجليزي في مصر سنة 1914 بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى، نظرا لجنسيته النمساوية مما أتاح الفرصة لعلي بهجت لتولي إدارة المتحف حتى عام 1920، وتميز على بهجت بإجادته للعديد من اللغات مثل التركية والفرنسية والالمانية والانجليزية، وقام بعمل حفائر في جبل درنكة بأسيوط سنة 1910، ويعد كذلك أول من بدأ أعمال الحفر والتنقيب في الفسطاط عام 1912، ولقب بمكتشف الفسطاط وله العديد من المؤلفات توفي في عام 1924، ويعد مثالاً يحتذي به كل طلاب العلم في مجال الآثار المصرية في التفاني والاجتهاد والإخلاص في العمل ولكن للأسف يجهله الكثير منهم.
مر المتحف بمرحلة هامة بين عامي 1983- 1984م, وتم توسيع مساحة المتحف وزيادة عدد القاعات حتى صارت خمسة وعشرين قاعة، ثم مساحة كانت تشغلها محطة الوقود علي يمين المتحف, والتي تم استغلالها في إنشاء حديقة متحفية وكافتيريا.
وتجدر الإشارة إلى أنه في عام 2003م بدأت عمليات التطوير الشامل بالمتحف، حيث تم تغيير نظام العرض المتحفي بصفة عامة، كما تم بناء مبني إداري من ثلاثة طوابق يشتمل علي مكاتب إدارية ومكتبة وقسم للترميم وقاعة محاضرات. وتم افتتاح المتحف في أكتوبر 2010 واستقبل بعد ذلك زيارات من كافة الأطياف.
تعرض المتحف في 24 يناير عام 2014م لدمار كبير؛ نتيجة للتفجير الذي استهدف مديرية أمن القاهرة التي تقع بالجهة المقابلة للمتحف، وبعد أعمال تطوير عديدة تم إعادة افتتاحه في يناير 2017 حيث تم تحديث العرض المتحفي، ووسائل الجذب المرتبطة به مع إضافة عدد من القاعات مثل قاعة للعملة والسلاح, وقاعة أخرى للحياة اليومية, بالإضافة إلى قاعة لعصر محمد علي, هذا إلى جانب تغيير شكل القاعة الرئيسية بمدخل المتحف لتعبر عن رؤية ورسالة المتحف في التركيز على أسس الحضارة الإسلامية, وما قدمته من إسهامات للبشرية في مجالات مختلفة.