الملك فاروق يقود الموائد الملكية فى رمضان
فى العصور الملكية ومنذ عهد الدولة الفاطمية فى مصركان الاهتمام بالمظاهر الرمضانية والفقراء والمساكين يتزايد ، ففى عهد الاسرة العلوية كان من المتعارف عليه أن الباشا أو الخديو يحضر الاحتفالات الدينية خاصة الرمضانية وسط افراد الشعب منذ احتفالات ثبوت الرؤية حتى صلاة العيد .
ومن افراد الاسرة الملكية كان الملك فاروق الذى تولى حكم مصر بعد وفاة والده الملك فؤاد فى مثل هذا اليوم 6 مايو 1936 وقد اعتاد ان يوجه خطابا الى الشعب عبر الراديو للتهنئة بقدوم شهر رمضان حتى ان المقاهى كانت تمتلئ بروادها للاستماع الى خطاب الملك الذى غالبا ما يصطبغ بصبغة دينية .
وكان الملك فاروق يأمر بمنع بيع المشروبات الكحولية والخمور ومنع تناول الطعام فى المحلات العامة فى نهار رمضان منذ ليلة استطلاع هلال رمضان .
وشمل الامر ايضا استخدام المحلات لأجهزة الراديو فى اذاعة القران الكريم ن كما كانت القصور الملكية تستخدم مكبرات الصوت لاذاعة القران طوال ايام رمضان الى جانب اقامة سرادقات فى الميادين الكبيرة ومنها عند قصر عابدين لاذاعة القران والتواشيح الدينية.
كما عرفت مصر ظاهرة الموائد الرمضانية التى انتشرت فى عهد الملك فاروق وكانت تقام لاطعام الفقراء والمساكين والموظفين وعابرى السبيل وهى تتسع لمئات الاشخاص بداية من رجال الدولة حتى عامة الناس والفقراء .
وكما نشرت مجلة المصور عام1941وصفا تفصيليا لوقائع مائدة رمضانية فى قصر عابدين شملت 400 موظفا فى الدولة ومعهم الامراء محمد على ويوسف كمال وعلى ماهر باشا والشيخ مصطفى المراغى والنقراشى ومحمد علوبة باشا ، وتوسط الملك المائدة .
وهناك صورا عديدة للملك يتوسط مأدبة الافطار وهو يحتسى شراب قمر الدين فى بداية الافطار بقصر رأس التين وحضرها المناضل المغربى عبد الكريم الخطابى .
وتصف مجلة المصور هذا الحدث بقولها : عندما انطلقت قذيفة مدفع الافطار سلطت الانوار الكشافة على قصر رأس التين بالاسكندرية ، وبدا الوزراء والكبراء ورجال الدولة يفدون على القصر العامر ليستمعوا الى القران الكريم ،واتخذوا اماكنهم داخل السرادق الذى اتسع لاكثر من خمسة الاف شخص وقد سمح لوفود الجامعة العربية بحضور المأدبة بالملابس العادية وبمجرد انتهاء الاذان قدم للحاضرين شراب الورد ، وبعد انتهاء الافطار وقف الملك وقال لضيوفه كل عام وانتم بخير ارجو ان تشعروا انكم فى بيوتكم وانصرف واخذ الحاضرينفى تناول القهوةوالسجاير ثم امهم الامير عبد الكريم الخطابى للصلاة .
كان الملك السابق فاروق كثيرا مايقيم الموائد الرمضانية بقصر راس التين بالاسكندرية هربا من الحر الشديد بالقاهرة حيث كانت تنتقل الحكومة بأكملها الى الاسكندرية خلال اشهر الصيف ، وظلت الموائد الملكية مستمرة حتى قيام الثورة وسقوط الملكية ليحل محلها موائد الرحمن التى كانت تملأ شوارع مصر المحروسة