طبيب بالنهار ومسحراتي بالليل.. حكاية محمد عرفة أيقونة الجيش الأبيض بمستشفى عزل أبوتيج
منذ بداية جائحة فيروس كورونا المستجد وتروي العديد من قصص تضحيات افراد الطب والصحة وفرقهم في مستشفيات العزل.. ويرى المواطنون يوما بعد يوم نماذج مشرفة تدعو للفخر بافراد جعلوا من أنفسهم خط دفاع عن كل شخص في مصر كما يحمي الجنود اوطانهم فحق عليهم قول الجيش الأبيض.
وفي محافظة أسيوط وبمستشفي العزل بابوتيج والذي يعد من أكبر مستشفيات العزل بالجمهورية وبالصعيد خاصة حيث يستقبل يوميا مرضي ومصابين حاملين للفيروس من أكثر من 5 محافظات ويزيد فيه عدد المرضي عن المائة.. يتواجد الطبيب محمد عرفة عضو لجنة الشباب بنقابة الأطباء الذي لم يتدخر جهدا لتقديم يد العون والرأفة والمساعدة لكل مريض بل تخطي رتبة الأطباء حتي بات طبيب نهارا ومسحراتي ليلا يعد وجبات الطعام بنفسه بكل حب وتواضع لمرضاه ويقدمها لكل منهم بروح فدائية متقنة لعملها.
الطبيب محمد عرفة صاحب الثلاثين عاما يعمل طبيب مقيم بمستشفي الحميات بأسيوط وبدأت تجربته مع العزل حينما تم اختياره نائبا لمدير مستشفي ابوتيج النموذجي لعزل مصابي فيروس كورونا، تاركا زوجته وطفله الرضيع بمفردهما في المنزل وتوجه بدون تردد لمواصلة عمله غير أن طريقة تعامله مع مرضاه جعلت منه أيقونة للأطباء في مكافحة الفيروس اللعين وعون المرضي ورفع روحهم المعنوية لاتمام العلاج والتعافي.
وقال الدكتور محمد عرفة ان عمله التطوعي السابق في العديد من المؤسسات المجتمعية جعلت منه انسان قبل أن يكون طبيب حيث انه ترأس فريق "صناع الحياة" للعمل الخيري بمحافظة أسيوط لعدة سنوات مما ساعده في صب خيراته حينما اختير نائبا لمدير مستشفي العزل.
وأوضح انه اعتاد على العمل بروح الفريق الواحد وكان هدفه الأول أن يصنع البهجة ويدخل السعادة على قلوب المرضي والعاملين وخاصة ان أجواء العزل توحي بالكآبة وثقل الوقت مما يزيد سوء الحالة النفسية.
اقرأ أيضا :
تخصيص مستشفي جامعي في أسيوط لعزل وعلاج حالات كورونا
وأضاف:” فكرت في تغيير أجواء العزل المميتة فلجأت لعدة محاولات لإدخال التغيير والبهجة بالمستشفي خاصة مع دخول شهر رمضان المعظم والتعاون مع عدد من شباب مركز ابوتيج الذين لم يبخلوا باي شيء لتقديم يد العون والكرم لنا بالمستشفي وبالفعل بدأنا اولا بتزيين المستشفي وتركيب زينة وفوانيس رمضان”.
وتابع:” جاءت فكرت قدرة الفول في السحور خاصة وان اغلب المرضي والعاملين من المرضي والفريق الطبي طلبوا ذلك فجئنا بقدرة فول حقيقية ومعدة ومجهزة خصيصا مع أعلى درجات النظافة والتطهير واعددنا السحور المصري المعروف وكنت سعيد للغاية بردود الأفعال وخاصة مع الأجواء الرمضانية”.
واردف:” ساعدنا شباب ابوتيج في توفير سماعات كبيرة للصوت لدعم الجيش الأبيض و اغاني رمضانية حتي لا يشعر المرضي بالملل والكآبة يكفيهم العزلة والبعد عن ذويهم وحرصنا يوميا على الاحتفال بحالات الخروج لدعم المرضي بإقامة حفل وتورتة وجاتوهات احتفالا بكل متعافي مع الإعلان بمكبرات الصوت عن حالات الشفاء لرفع روح المرضي ودعمهم نفسيا لمواصلة العلاج ومحاربة الفيروس والتعافي منه.
وأكد “عرفة” انه كان يحرص على إدخال السعادة باي طريقة على المرضي والعاملين وخاصة ان التمريض يكافح ويجتهد لساعات متواصلة مع الحالات وهم أولي من يقدم لهم الشكر فالاطباء يعلمون جميعا أن ما يقع على عاتق الممرضين اكبر بكثير من مجهود الآخرين فهم حقا محاربين وفدائيين في هذه الفترة.
وعن إقامته حفل عيد ميلاد لرضيعة بمستشفي العزل قال “عرفة” إنه علم بمحض الصدفة عن طريق والدة الرضيعة ان اليوم هو أول عيد ميلاد لها ولذلك قرر الطاقم إقامة عيد ميلاد احتفالا بالطفلة “حور” صاحبة العام الواحد واعلان الاحتفال بالميكرفون لتصل لجميع غرف الحجر الصحي خاصة وان الطفلة محتجزة ووالدتها واشقاءها بعد اصابتهم جميعا بالفيروس نتيجة العدوى من احد المقربين.
وأوضح نائب مدير مستشفي العزل ان التعامل مع مرضي الكورونا يتطلب رفع الروح المعنوية ومكافحة الفيروس والاقبال على العلاج للمساعدة في التعافي لافتا ان المرضي لا يصومون رمضان لمواعيد الأدوية وخاصة ان العلاج يصاحبة المشروبات والوسائل باستمرار مع مراعاة جميع الإجراءات الاحترازية والتطهير اولا بأول ومتابعة كل صغيرة وكبيرة تخص المريض.
وأختتم قائلا:” مستشفي ابوتيج النموذجي مناسبة تماما لحالات الإصابة والعزل ومعدة ومجهزة لاستقبال جميع الحالات وخاصة الحرجة والتى تحتاج عناية ويتم التعامل فورا مع كل حالة فور الوصول من اي محافظة وبعض الحالات يتم تحويلها لعزل المدينة الجامعية بأسيوط بعد استقرار الحالة وتحسنها وحين تصل للتعافي يتم الاحتفال والاعلان عن الشفاء وصاحبها التقاط الصور التذكارية ورفع علامات النصر تأكيد على تجاوز الازمة والقدرة على مكافحة الفيروس”.