رئيس التحرير
عصام كامل

"العيش المر".. معاناة عمال الخرسانة في رمضان بين مطرقة الكمامة وسندان الحرl صور

فيتو

"طالع من الصبح بدري .. حاطط شوالتي على كتفي ماشي في نور الله بسبح وقول يارب افتح لينا أبواب الرزق والخير وابعد عنا الوباء وقينا الحر" كلمات يرددها عمال الإنشاءات أو كما يطلق عليه في صعيد مصر "عمال الصبة"، الخرسانة المسلحة، لابسين الكمامة واضعين العمامة على رؤوسهم لحمايتهم من الشمس في حر الصيف يستظلون بالأعمدة الخشبية هربا من ارتفاع درجة الحرارة حتي لايشعروا بالعطش، رافعين علي أكتافهم أسياخ الحديد يتنقلون على سقالة خشبية حافين القدمين خوفا من الانزلاق من الأدوار العليا.

 

"فيتو" تسرد لكم يوميات عمال الخرسانة المسلحة “الصبة” في زمن فيروس كورونا وشهر رمضان وحر الصيف في الصعيد.

العيش المر

مابين نيران الحر والصيام وشر الوباء المنتشر في ربوع العالم يقف هؤلاء العمال رافعي رؤوسهم يسردون معاناتهم اليومية في العمل بشهر رمضان وجائحة كورونا والحصول على لقمة العيش من أجل الحياة.

بعيون حالمه ووجه ترتسم عليه علامات الشقاء والتعب رغم صغر السن يقول يسن محمود علي، أحد عمال البناء والتشييد بمدينة نقادة، إننا نستيقظ في الساعات الأولى من صباح كل يوم نخرج مرتدين ثيابنا واثقين بالله أن يبعد عنا شر الوباء المنتشر في كل العالم، ولا أنكر في البداية كانت لدينا تخوفات من الخروج الي العمل ولكن نظرنا إلي المستقبل قائلا: "وماذا بعد الخوف" لن نجد لقمة العيش والحياة سوف تتوقف، لافتا إلي أن الله جاء بهذا الوباء ليوقظنا من غفلتنا وليس العكس وكان لابد من الاستمرار في العمل من أجل لقمة العيش حتي وأن كانت مغمسه بالعلقم.

والتقط سيد صابر محمد، نجار مسلح، طرف الحديث قائلا: إنني أقف على صقالة خشبية واضطر في كثير من الأحيان إلي خلع حذائي حتي أثبت قدمي علي المنوال الخشبي الذي اتنقل عليه، لافتا إلي أن الحر الشديد بالطبع يجعلنا في منتصف النهار نفقد جزء كبير من همتنا ولكن نحصل على قسط من الراحة لنكمل، بالطبع العمل بالكمامة صعب جدا فوق ما أي شخص يتحمل فأنت تعمل في درجات حرارة مرتفعة وتصعد إلي الأدوار العليا علي سقالات خشبية رافع على يدك أدوات العمل هذا بالطبع معاناة كبيرة بالإضافة إلي الصيام وغسل اليدين والتعقيم بشكل دائم بالطبع تعب ومشقة كبيرة علينا يوميا.

"قعدة الغلابة ".. طقوس الصعايدة الرمضانية على ترع قنا في زمن الكورونا | صور

نيران اللحام

رافع على كتفي الحديد شايل وطالع نازل على السقالة الخشبية رافع يدي وبقول "انت الحارس ياصاحب الوديعه"، بتلك الكلمات بدأ أحمد حسن العزبي، أحد عمال الحديد بقنا، حديثه قائلا: الوردية بتبدأ حوالي الساعة السابعة صباحا ، ندخل إلي موقع العمل مرتدين الكمامة ونبدأ في رفع الأسياخ الحديدية لتقطيعها وهناك آخرون يقومون باللحام، يعني كل شخص حسب وظيفته التي يؤديها، العمل صعب في ظل تلك الأجواء ولكن علينا التحمل والصبر حتي نعبر من تلك الأزمة ونقف علي قدمنا، مضيفا: "إحنا غلابة قوي لو مطلعناش من البيت حنموت من الجوع والحر، عشان كده لازم نقف على رجلنا ونصمد، مفيش بديل غير كده قدامنا".

واستطرد علي صابر سيد، أحد اللحامين، قائلا: أصعب شيء هو ارتفاع درجة الحرارة وارتداء الماسك الواقي من اللهب أثناء عملية اللحام بالإضافة إلي أن ساعات الصيام التي نعمل بها صعبة جدا وأغلب الاعمال تكون نهارا في وسط الحرارة العالية والصيام بالإضافة إلي الإجراءات المتبعه حاليا خوفا من فيروس كورونا ، ولكن بالنهاية العمل بالنسبة للغلابة حياة ولايمكن أن ننجز اعمالنا ونحن في البيت والحصول علي لقمة العيش الا بالعمل والخروج مع اتباع المحاذير لتقليل الخسائر والمخاطر التي نتعرض لها يوميا ولا أحد ينكر أن الصعيدي الغلبان طوال عمره يتحمل الصعاب واعتاد على المخاطر ، وعلينا بالعمل من أجل انجاز تلك المشورعات القومية التي وسف تخدم الاجيال المقبلة.     

الجريدة الرسمية