مقبرة الهوتة.. حكاية وادي الموت الذي يضم جثث ضحايا داعش
على الرغم من مرور عدة سنوات علي تقهقر خلافة داعش في مناطق واسعة من سوريا والعراق إلا أن أثار العمليات الإجرامية لذلك التنظيم الإرهابي من قتل وتعذيب وذبح واغتصاب وحرق لا زالت باقية فهناك مئات المدنيين اختفوا وما زال أهلهم ينتظرون خبراً عنهم أو ربما جثة حتى يدفنوا أحباءهم بسلام.
الغريب هنا أنه بعد كل هذه السنوات بدأت بعض الجثث تظهر نتيجة بحث المنظمات الإنسانية والعوامل الطبيعية كالرياح والأمطار التي كأنها لبت دعوات أهالي هؤلاء الضحايا الحالمين برؤية جثث أحبائهم.
مقبرة الهوتة
في سوريا وعلى مدى السنوات الماضية كما في العراق كُشف عن مقابر جماعية، فاضت بجثث ضحايا التنظيم الإرهابي.
إلا أن الجديد هذه المرة، ما كشفته زيارات متكررة لمنظمة هيومن رايتس ووتش إلى مقبرة الهوتة، أحد المواقع شمال شرق سوريا.
ففي حفرة سحيقة على بعد 85 كيلومترا شمال مدينة الرقة السورية، التي كانت تعتبر مركز التنظيم وعاصمته، عثر فريق من محققي "هيومن رايتس ووتش، وبعد الاستعانة بتقنيات متطورة، وطائرة درون لاستطلاع الموقع، على هوة يفوق عمقها بحسب الخبراء الخمسين مترا، حيث كان داعش يرمي بضحاياه من مدنيين فيها، ليلقوا حتفهم.
جثث متحللة
وأظهرت طائرة الدرون ، جثثا شبه متحللة تطفو فوق مياه آسنة في عمق الوادي أو الهوة.
إلى ذلك، دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، إلى التحقيق في تلك الحفرة الي تحولت خلال سنوات، وخصوصاً خلال فترة سيطرة داعش، إلى موقع الجثث.
حفرة الموت هذه، لا تزال تكتنز خفايا عشرات الفظائع التي ارتكبها التنظيم بحق الأبرياء، الذين لا يزال العديد من أهلهم ينتظرون فقط ما تبقى من رفاتهم.
يذكر أن داعش سيطر على تلك المنطقة حيث تتواجد الحفرة، بين العامين 2013 و2015 قبل أن يطرده منها مقاتلون أكراد ثم تسيطر عليها أخيراً قوات تركية وفصائل سورية موالية لها.
اقرا ايضا:
القوات العراقية تشتبك مع "داعش" وتقتل ثلاثة من عناصره
في حين بدأت المنظمة تحقيقاتها حول الحفرة بعد طرد التنظيم من كامل الرقة عام 2017، إلا أن مطلع مايو كانت المرة الأولى التي تتمكن فيها من الاستعانة بالدرون، التي صورت جثثا تطفو، بعضها متحلل، وبعضها بلا رؤوس.