ريمونتادا الإرهاب.. "داعش" وإخوته يستغلون انشغال العالم بكورونا لتنشيط "الخلايا النائمة".. وتحركات سرية في مصر وفرنسا والعراق
يبدو أن الجماعات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة وداعش، بعد تعرضها للعديد من الهزائم في سوريا والعراق على مدار السنوات الماضية، وجدت في انتشار جائحة فيروس كورونا، الفرصة الأمثل في إعادة ترتيب أوضاعها، وتعويض الخسائر الكبرى التي لحقت بها سواء في العناصر البشرية أو على صعيد المعدات والأسلحة.
استغلال كورونا
واستغلت تلك الجماعات انشغال الأجهزة الأمنية في دول العالم بمساندة المنظمات الصحية في كبح جماح الفيروس، من أجل تنفيذ مخططاتها الخبيثة في زرع الرعب والذعر في نفوس الآمنين، دون مراعاة للظرف القاسي الذي تعيشه دول العالم.
وفي وقت سابق، كشف وزير الدفاع العراقى نجاح الشمري، عن رصده لنشاط ملحوظ للجماعات الإرهابية مؤخرًا، موضحًا أن هناك عمليات تسلل جرت على مدار الأسابيع الماضية من جانب العناصر الإرهابية إلى بلاده، وأنه جار العمل على معرفة الأسباب التي أدت إلى ذلك، مشددا على ضرورة عدم السماح لتنظيم داعش الإرهابي باستغلال الظرف الحالى الذي تمر به البلاد في مكافحة وباء كورونا.
وضرورة تكثيف الجهد الاستخباراتى وجمع المعلومة الدقيقة وتحليلها مع وجوب استخدام كافة الجهود العسكرية من القوة الجوية، لمواجهة ذلك الخطر، كما جاءت واقعة الأميرية التي كشفت ملابساتها وزارة الداخلية المصرية، والتي أكدت أن معلومات وردت لقطاع الأمن الوطني عن وجود خلية إرهابية يعتنق عناصرها المفاهيم التكفيرية تستغل عدة أماكن للإيواء بشرق وجنوب القاهرة كنقطة انطلاق لتنفيذ عمليات إرهابية بالتزامن مع أعياد القيامة، وتم رصد عناصر تلك الخلية والتعامل معها، مما أسفر عن مصرع سبعة عناصر إرهابية، عثر بحوزتهم على «بنادق آلية، 4 سلاح خرطوش، وكمية كبيرة من الذخيرة مختلفة الأعيرة».
خلية الأميرية
وأسفرت الواقعة عن استشهاد المقدم محمد الحوفى بقطاع الأمن الوطني ، وإصابة ضابط آخر وفردين من قوات الشرطة.
كما تم مداهمة أحد مخازن الأسلحة والمتفجرات التي كانوا يعتزمون استخدامها في تنفيذ مخططهم الإرهابي بمنطقة المطرية وباستهدافه عثر على «4بنادق آلية- كمية من الذخيرة».
تونس
وفي تونس، تمكنت القوات الأمنية منذ أيام من إحباط مخطط إرهابي، حاول المخططون له نقل فيروس كورونا المستجد إلى أفراد الأمن.
وأكدت وزارة الداخلية التونسية أنها تمكنت من إفشال مخطط إرهابي لأحد العناصر المتطرفة استغل سلطته على عناصر تكفيرية أخرى خاصة الحاملين لأعراض فيروس كورونا والخاضعين إلى المراقبة الإدارية قصد العطس والكحة ونشر البصاق خلال وجودهم في الوحدات الأمنية عند إجراء المراقبة الإدارية.
وأكدت أن هذا العنصر التكفيري تم تسريحه من السجن مؤخرا بعد تورطه في قضية عدلية ذات صبغة إرهابية، ومتورط أيضا في شبكات تسفير الإرهابيين إلى بؤر التوتر والنزاعات المسلحة في العديد من الدول في العالم خاصة في الشرق الأوسط، ومن سكان محافظة قبلي جنوب تونس، وكان يحرض أنصاره المفترض إصابتهم بالفيروس على نشر العدوى في صفوف الأمنيين حسب اعتراف أحد المقبوض عليهم.
فرنسا
وفي فرنسا، وقع حادث طعن أدى إلى مقتل شخصين وأصيب سبعة آخرون منذ أيام، في منطقة /رومان سو ايزير/ جنوب شرقي فرنسا.
وأعلنت السلطات الأمنية الفرنسية أن شخصا مسلحا بسكين اعتدى على عدة أشخاص في متجر وشارع بنفس المنطقة، موضحة أنه تم توقيف منفذ الهجوم، وتم فتح تحقيق موسع في القضية لمعرفة الدوافع الإجرامية وراء الحادث الذي صنفته بعض وسائل الإعلام الفرنسية بأنه حادث إرهابي.
استعادة النشاط
من جانبه، قال المحلل السياسي العراقي "محمد على الحكيم": إن تنظيم داعش يحاول إعادة نشاطه بأي طريقة، ويستغل أي طريقة لتنشيط خلاياه، وليس من المستبعد أن يستغل انشغال العالم بكورونا، لضرب ضربته، ومن غير المستبعد أن التنظيم الإرهابي يحاول زعزعة الاستقرار في جميع أنحاء الدول العربية كما جرى في العراق وسوريا، من أجل ضرب اللحمة الوطنية.
وأضاف "الحكيم" أن مصر دولة قوية وذات نسيج اجتماعي متكامل ليس من السهل أن يتمكن الإرهاب منها، وستتمكن من القضاء على الإرهاب في سيناء، وأن الخلايا الإرهابية تسعى لضرب أي دولة عندما تتسنى لها الفرصة أن تضربها بشتى الطرق، لافتا إلى أن التنظيمات الإرهابية في العراق تلقت ضربات قاسية.
وبالذات تنظيم داعش وهو لا يسعى حاليا للرجوع إلى العراق بعدما انقصم ظهره في الموصل، خاصة وأنه كان في بعض الأزمنة كعام 2014 قد تمكن من الحصول على ثلث مساحة العراق ولكنه خرج مذلولا ومكسورا.
الخلايا النائمة
وأشار إلى أن خلايا داعش النائمة دائما تكون خطرا على السلم الاجتماعي والإنساني ويبحثون حاليا عن أي دولة بين مدة وأخرى لضرب ضربتهم، ولكنهم لن يتمكنوا أن يكون لهم موطئ قدم، لافتا إلى أن "أزلام داعش هربوا من الموصل لتركيا عم وعوائلهم ليس من المستبعد أن تركيا تعيد توظيفهم من قبل مخابراتها، فهي تعد مركزا لتجمع الإرهابيين".
وأوضح أن تنظيم داعش ظاهرة استخباراتية يتم حاليا استغلالها لإعادة إنتاجه من جديد، وتفعيله بأي شكل من الأشكال، وتأسس على يد دول بعينها لتحيقق مآربها، وليس مستبعدا استغلالها أزمة الكورونا لتدب بسمها في الدول العربية لجعلها غير آمنة وتصنع الأزمات فيها، مؤكدا أن التنظيم موجه أمنيا لأغراض سياسية ضد العالم العربي والإسلامي.
وتابع: "أرداوا عبر كورونا إعادة نشاطهم وتموضعهم في جميع الدول العربية في ظل الانشغال الإقليمي والدولي بمواجهة كورونا، لتحقيق أهدافهم الخبيثة في تلك الدول"، مؤكدا أن التحولات التي نجمت عن ظهور فيروس كورونا في الشهرين الأخيرين من هذا العام، أدت لزعزعة الاستقرار الاقتصادي والطبي في أنحاء العالم وبالذات في أوروبا.
وأشار إلى أن عدم الاستقرار حفز شهية تنظيم داعش الإرهابي على رسم إستراتيجية مستقبلية لخلق خارطة طريق جديدة لهم وظهر استنفار مقاتليهم لاغتنام الفرصة لضرب استقرار الدول، ولكن ستكون نهايتهم آليمة في جميع أنحاء العالم.
نقلًا عن العدد الورقي..