"ما بين نيران الأفران وخطر كورونا".. معاناة عمال المخابز في شهر رمضان بقنا| صور
"في الساعات الأولى من الصباح يرتدون جلابيبهم ترتسم على وجوههم البسمة الخفيفة حاملين على عاتقهم مهمة إطعام الملايين من البشر يدخلون إلى مقر عملهم يرتدون ثوب العمل يطهرون أيديهم يتوقفون عن لمس الوجه والعين والرأس أثناء العمل لساعات يقفون أمام النيران يضعون أدوات العمل والعجين لتبدأ دورتهم في العمل.
وعلى الرغم من الجائحة وشهر رمضان الكريم لم تتوقف الحياة بالنسبة لهم فهم عماد هذه الحياة الذين يواصلون الليل بالنهار إنهم عمال المخابز أو الأفران.
الكمامة ونيران الأفران
من منا يستطيع ارتداء الكمامة لساعات طويلة أمام نيران الأفران وارتفاع درجات الحرارة فالخيار صعب بين نيران الجائحة وعدوى الفيروس وصيام شهر رمضان.
يقول شحات محمود أحد عمال مخبز بمدينة قنا إنه يصعب علينا ارتداء الكمامة أمام النيران في ظل ارتفاع درجات الحرارة وساعات الصيام التي تمتد لأكثر من 14 ساعة يوميا كما أننا نقوم بتعقيم وتطهير الأيدي بين فترة وأخرى ولا نستطيع لمس أي منطقة من الوجه بناءً على تعلميات الصحة بالإضافة إلى الحفاظ الدائم على النظافةوترك مسافة بين كل شخص وآخر في المخبز في التنفس وبالنهاية القدر بيد الله .
وأشار يحيى الخميسي عامل بأحد المخابز بمدينة قوص إلى أن الامتداد في العمل لساعات طويلة في الأيام السابقة وخاصة في الشهر الكريم وارتفاع درجة الحرارة في الصعيد ومع انتشار الجائحة أصبحنا أكثر وعيا عن السابق ولكن هناك أشياء بالنسبة للعامل البسيط صعبة جدا فنحن نعمل لساعات طويلة.
تموين قنا: تحرير 180 مخالفة تموينية متنوعة
نيران الصعيدي
وعلى الرغم من التحذيرات التي تنادي بضرورة ارتداء القفازات والكمامات أثناء العمل في مواقع مختلفة إلا أن هذا الأمر يجده الكثير من العمال عبئا عليهم.
وأوضح محمود علي أحمد عامل في مخبز بمدينة أبوتشت الإجراءات الوقائية التي يقوم بها أثناء العمل أمام الفرن قائلا: "بحط الشال علي أنفي وباغسل إيدي علطول وعملي كله أمام الفرن يمتد لأكثر من 10 ساعات يعني لو كل ساعتين غيرت كمامة وقفاز هصرف 10 جنيهات بالميت يعني في الــ10 ساعات 50 جنيها طيب هو احنا بناخد كام جنيه في اليوم عشان ادفعهم في القفازات والكمامات يعني اطلب ما يستطاع".
وطالب سالم محمود علي أحد عمال مخبز بلدي بمدينة قنا بضرورة توفير القفازات والكمامات مجانا أسوة بالعاملين في مواقع العمل المختلفة مؤكدا أنهم يؤدون مهمة وطنية أيضا فحال توقفهم عن العمل ستتغير الحياة بالكامل هذا فضلا عن الخطر الذي يتعرضون له يوميا جراء العمل والصيام لساعات في أجواء حرارية مرتفعة ثم الخروج إلى المكيفات والمراوح وهذا يتسبب في الكثير من الأمراض مضيفا: “يعني معلش بالصيعدي "كده موت وكده موت وكورونا بالنسبة لنا ليست بجديدة رغم سرعة الانتشار فالله هو الحارس الأول للغلابة".