رئيس التحرير
عصام كامل

ما هي الحكمة من الصيام ؟.. الشيخ جمال قطب يجيب

الشيخ جمال قطب يجيب
الشيخ جمال قطب يجيب

يسأل كثير من الناس عن حكمة الصيام وهل هو تأجيل لتناول الطعام والشراب الى أذان المغرب وما الحكمة فى ذلك ؟ يقول الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى بالازهر سابقا :ان الصيام يعنى ترك الطعام والشراب والشهوة منذ الفجر الى الغروب ، والمقصود من الصيام  ترك الحلال عمدا .

والصيام ليس تأجيل لموعد الطعام حتى اذا جاء الغروب جمع على مائدته اكثر مما كان يتناوله فى غير رمضان . فالصيام ترك واستغناء واستعلاء على ماديات الحياة حتى لا تتحكم فيه اللقمات والشهوات والرغبات ، ونظرا لحاجة شخصية العابد الى الترفع فوق كل ملذات الحياة فقد فرض الله الصيام متتابعا متواليا لمدة شهر . ولحاجة المستويات المختلفة شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة صيام يومى الاثنين والخميس من كل اسبوع فضلا عن ايام 13 ،14، 15من كل شهر قمرى ليبقى العابد دائم التدريب سريع الاستجابة خفيف التكلفة غير مرتبط بعادات الطعام وتصنيفه . صحيح السنة العملية عن رسول الله انه واصحابه كانوا يفطرون على التمر والماء ليس فقرا انما ليقللون الطعام لمعرفتهم معنى الصيام وضرورة التخفيف . والتعود على الصيام يفيد الانسان اذا منعه الطبيب من تناول بعض الاطعمة فلا يجد صعوبة فى ذلك مثلا ، الا انه ليس صحيحا ما يقوله البعض ان الصيام يعلم الغنى ان يشعر بالفقير ، فلو ان الصيام كذلك فلم فرضه الله على الفقير ايضا ؟ فالصيام مناعة ضد ثورة الشهوات وحصانة ضد الحاح الملذات ، ووقاية من وقوع الانسان اسيرا فى ايدى لقمة او شربة او حاجة ، فما اكرم الانسان اذا عاش حرا لا تستعبده شهوة او رغبة . وديننا لا يحرم الطيبات ولكن ينظم تناولها ، ولا يحارب الشهوات انما يضعها فى مكانها الطبيعى دون اسراف او تقتير ، وايضا هو لا يعو الى الرهبنة بل يدعو الانسان الى ان يكون قادرا على حكم نفسه وتنظيم حياته وصيانة صحته واعتبار الطعام وسيلة لا غاية  وفى مدرسة الصيام يتعلم الانسان الاستغناء عن الحلال والضرورى فكيف يكون حاله مع الحرام وتوافه الشهوات .

أحمد عمر هاشم يكتب: الصيام جنة

ان مدرسة الصيام هى مصنع القوة ومدخل الى اخلاق يتمنى الانسان بلوغها فالزهد فرع والصيام اصل والورع ثمرة فمن ترك الحلال يستطيع ان يترك الحرام اذا تحكم فى نفسه .

الجريدة الرسمية