عضوة سابقة بالكونجرس: مصر أكبر من أن تفشل.. والوقت ما زال متاحا لتحقيق الديمقراطية.. الشعب المصري ذكي ويستحق المساعدات.. و"تمرد" تحتاج لترجمة نشاطها إلى أصوات انتخابية
قالت "جين هارمن"، عضوة الكونجرس الأمريكى السابقة، والمديرة التنفيذية لمركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين: إن مصر أكبر من أن تفشل، ولم يفت الأوان على تحقيق الديمقراطية وتطبيقها.
وأشارت هارمن، خلال حديثها لصحيفة ديلي بيست البريطانية، إلى أن هناك فرصا ضائعة لا نهاية لها ويبدو العديد من الأمور العالقة، التي تؤثر على الاقتصاد وتجعل النمو سلبيا، ما يزيد من الاضطرابات ويتلاشى الأمل لبناء ديمقراطية تعددية في مصر.
وأوضحت أن أحدث الأدلة للأمور المتعلقة، وهي الاتهامات الملفقة بحق 43 من نشطاء المنظمات غير الحكومية، بما في ذلك 16 منظمة أمريكية، اتهمت باستخدام الأموال من الخارج للعمل دون الحصول على إذن، وتشمل هذه الجماعات، المعهد الديمقراطي الوطني، المعهد الجمهوري الدولي، بيت الحرية.
ورأت أن هذه المنظمات تستحق دعم الحكومة الأمريكية التي أدانت بشدة قرار المحكمة، مشيرة إلى أن دعم أمريكا ذهب أيضا إلى المجموعات المصرية التي تبني القدرة السياسية داخل البلاد، وتحاول بناء المقومات الأساسية لتحقيق ديمقراطية تعددية.
وأضافت هارمن أن حكومة الرئيس محمد مرسي تزعم بأنها تتشاور مع المجموعات داخل البلاد بشأن عدد كبير من القضايا، إلا أن المجموعات تعارض هذا الادعاء، وأحدث مثال على ذلك هو مشروع القانون المتعلق بمنظمات المجتمع المدني والذي جاء دون التشاور مع النشطاء الحقوقيين الذين يعنيهم الأمر، وتمت الموافقة عليه من قبل مجلس الشورى الذي تنظر إليه المعارضة بأنه هيئة برلمانية يهيمن عليها الإخوان المسلمين وتصف جماعة الإخوان بأنها غير شرعية.
وقالت: إن في نفس الوقت يلام على المعارضة المصرية، لأنها منقسمة بشدة، والبعض ما زال يعتقد أن الاحتجاجات والمقاطعات ستأتي بنتائج جمة وسيفوزون في نهاية الأمر، ولكن في ظل غياب الاستراتيجية السياسية المتماسكة فإن النتيجة المحتملة هي الفوضي والتفكك وهي مأساة لا يرغب بها أحد.
وأضافت هارمن أن البعض يحلم بانقلاب ناعم، ولكنها مفارقة كبيرة، أن تطالب النخب بعودة الجيش، وهي التي ساعدت في عملية إسقاط مبارك، وخاصة أنه في الفترة التي أعقبت سقوط النظام كان الاقتصاد سيئا في ظل غياب القدرة على توفير الأمن الداخلي.
وأكدت أنه ما زال هناك متسع من الوقت أمام مصر لتحقيق الديمقراطية المطلوبة التي سعت إليها منذ العام الماضي، ولكن يصعب الأمر في ظل التركيز وخاصة أن شعب مصر ذكي وحيوي ونزل إلى الشارع لإسقاط مبارك، وبالتالي فإنه يستحق المزيد من المساعدة وليس أحكاما بالسجن، فهناك حاجة ماسة لمساعدة المجتمع المدني.
وأشارت إلى حملة تمرد التي تجمع العديد من التوقيعات لإسقاط مرسي وإجباره على التنحي، وقالت إن الحملة تحتاج إلى عمل واقعي في أصوات القوائم الانتخابية، مضيفة أن مصر لاعب إقليمي مهم وكل من يهتم بالأمن والازدهار والتقدم في المنطقة وخارجها يجب عليه أن يولي أهمية خاصة للنتيجة التي ستحققها مصر التي هي أكبر من أن تفشل، خاصة في ظل وجود أصدقاء يؤمنون بها، هذا ويتعين على الشعب المصري أن يتصرف بحسب ما يؤمن به.