دروس لن تنساها إسرائيل من حرب العاشر من رمضان
تعرضت إسرائيل خلال حرب أكتوبر التي وقعت في العاشر من رمضان عام 1973 لهزيمة نكراء كان لها بالغ الأثر في إعطاء تل أبيب دروسًا لن تنساها قضت على الصلف والغطرسة الإسرائيلية التي تباهى بها الكيان الصهيوني لسنوات.
للغطرسة ثمن
من بين الدروس التي لن تنساها إسرائيل هو أن هناك ثمنا للغطسة، وهو ما رصده الدكتور الإسرائيلي، شلومو جباى، في جزء من كتاب صدر له مؤخرًا على الدروس المستفادة من حرب أكتوبر 1973، وقوله، بحسب صحيفة "معاريف" العبرية: إنه قبل 40 عامًا كان المعبد على وشك التدمير التام، ويبدو لي أن الأجيال القادمة تعلمت الدرس، وهنا المعبد بحسب التقرير هو إشارة إلى حرب أكتوبر، التي صدمت إسرائيل بشكل مفاجئ.
وأضاف في كتابه بعنوان "من ديفيد حتى ديفيد": "في حرب 1967 كنت ضابطًا والتقيت بمعظم زملائي، إنما في حرب 1973 لم ألتق بأي من أصدقائي لأن جميعهم سقطوا في الحرب، لذا لن أسامح رئيسة وزراء الاحتلال السابقة، جولدا مائير.
ولفت بن جباى إلى أن الحرب اندلعت نتيجة أن جولدا تصرفت بعكس مبادئ أول رئيس وزراء لإسرائيل "ديفيد بن جوريون، وديفيد الذي يحمل الكتاب اسمه "ديفيد" كان يعتبر بحسب الكتاب أن السلام مع العرب ضرورة ولا يقل أهمية عن وجود دولة يهودية، ومبدأه كان وضع مصلحة الدولة فوق أي مصلحة سياسية أو حزبية.
وأكمل أنه قبل أسبوعين من الحرب حذر مناحيم بيجن جولدا مائير، ودعا إلى ضرورة التسليح لكن جولدا سخرت منه وهى كانت السبب في إلغاء جميع التقييمات من جانب القادة العسكريين.
وتابع: "بسبب الغطرسة فقدنا الحرب وعانينا الكثير من الخسائر، رأيت بأم عيني الجنود الإسرائيليين ينفجرون وينقسمون إلى أشلاء، دبابات كاملة تبخرت من التفجيرات وكلها بسبب الأنا والسياسة".
وأردف قائلًا: إن جولد وموشيه ديان كلاهما جلبا لنا أكبر كارثة عرفتها إسرائيل.
عدم الاستهانة بقدرة مصر العسكرية
تعلمت إسرائيل من الحرب عم الاستهانة بقدرات مصر العسكرية، حيث أظهر الجيش المصري أداء عسكريًا متميزًا، ليجبر جميع المراكز الاستراتيجية، والمعاهد العسكرية، والمحللين العسكريين على أن يحللوا كيفية نجاحه في إلحاق الهزيمة بالجيش الإسرائيلي.
كما سبق أن تحدث الكاتب الإسرائيلي، أهارون يادلين، قائلًا: إن المؤرخين يؤكدون أن حرب أكتوبر 1973 كانت مفاجئة.. ولكنني لا أتفق مع ذلك لأن كلا من مصر وسوريا كانتا تجريان استعدادات على الحدود، ومن بينها الاستعدادات التي جرت في مايو من عام 1973، والتي قلل من أهميتها كل من وزير الجيش الإسرائيلي وقتها، موشيه ديان، ورئيس المخابرات العسكرية "أمان"، إيلي زعيرا، زاعمين أن الجيوش العربية لن تجرؤ على استفزاز الجيش الإسرائيلي، وأنها مجرد تدريبات وليست استعدادات حرب.
وأشار إلى أن زعيرا قال وقتها: "لا يمكننا أن نفترض في ضوء ميزان القوى وخاصة القوات الجوية أن الحرب ستندلع في السنوات القادمة".
الإمارات تسجل 564 إصابة جديدة بكورونا و 7 وفيات
العقيدة القتالية للعرب
نجحت حرب أكتوبر التي اعتمدت على أسلحة عربية مشتركة، في إظهار التناغم.. وابتكرت تكتيكات غيرت الكثير من المفاهيم العسكرية وقلبت موازين الحرب، ونجح سلاح المهندسين أن يبهر العالم بمعجزة العبور التى تضمنت فتح الثغرات فى الساتر الترابى بمنتهى الذكاء والبساطة، كما ساند الأشقاء العرب مصر في حربها ضد إسرائيل.