مسلسل النهاية ورسائل مقصودة.. كيف تصبح الحياة بعد 100 عام ؟
حالة من الجدل يوم بعد الاخر تزداد حول مسلسل النهاية المشارك خلال الماراثون الدرامي الجاري رمضان 2020.
لم تكن حالة الجدل فقط بسبب فكرة المسلسل التي تعتبر جديدة على الفن العربي والمصري كأول عمل درامي يتنبأ بالمستقبل معتمدًا على الخيال العلمي والفانتازيا، حيث تدور أحداث المسلسل في عام 2120 أي بعد مائة عام من الآن.
مع بداية عرض الحلقات الأولى من المسلسل ظهرت كثير من الانطباعات لدى المشاهدين ، خاصة تلك الفجوة الكبيرة التي لاحظها قطاع كبير من المشاهدين بين أسلوب الحياة المتقدم المتطور المعتمد على التكنولوجيا بنسبة 100% وبين معيشة المواطنين وملابسهم التي تظهر كأنهم أناس عائدون من القرون الوسطى.
البعض وصف ذلك التناقض بالخطأ الإخراجي أو المبالغة في جو الغموض التي يعتمد عليها الفنان يوسف الشريف في كثير من أعماله، ولكن بالتدقيق فيم يدور في الوقت الحالي وبين ما يدور في أحداث المسلسل المفترض انها بعد مائة عام من الآن، تجد كمًا من الرسائل النفسية والإجتماعية المقصودة من خلال وسائل التكنولوجيا وحتى ملابس المشاركين في العمل.
مسلسل النهاية.. أسئلة حيرت عقل المشاهد ولم يجد إجابة لها
الألوان
تعمد مسلسل النهاية خروج المكان بهذا الشكل المتدني من الحالة المعيشية خاصة في الملابس البالية الرثة، والتي انحصر لونها على ألون «بيج، بني، زيتي، والرمادي» للمواطنين، في إشارة للكآبة وعدم وجود روح في المدينة، واللون الأسود للأمن المسئول عن التكتل والمقصود به إظهار القسوة والشدة في التعامل مع المواطنين، والرسالة المنشودة هنا هي التناسب العسكي بين التطور التكنولوجي والعامل البشري، فكلما زاد الاهتمام بالتكنولوجيا كلما قتلت الاهتمام بالعامل الانسانية وظهرت كأنها بلا روح أو شبه ميتة.
وكما جاء في الحلقات الأولى من المسلسل أن العرب خاضوا عدة حروب فيم بينهم جاءت تالية لحرب تحرير القدس، الأمر الذي أنهك العامل البشري وتسبب في كثير من الدمار والخراب، رغم التطور التكنولوجي ولكن ذلك التطور لم يظهر إلا من خلال الأجهزة المتطورة والحديثة فقط ولم يكن له أي مردود موازي على الإنسان بل بالعكس جاء حياة البشر متأخرة لمئات السنين للوراء.
ناقد مصري يهاجم مسلسل "النهاية" بشكل عنيف
الصوت
ولم تقتصر رسائل المسلسل فقط على الإشارات البصرية فقط ولكن الاشارات المسموعة أيضًا، فالملاحظ عن نبرة الصوت لجميع المشاركين على العمل تقريبًا متشابهة والعامل المشترك فيها هو نبرة الصوت الهادئ، حتى تلك الأحداث التي تستلزم انفعال من قبل بعض المشاركين في العمل مثل: ناهد السباعي (رضوى زوجة المهندس زين)، أحمد وفيق (الضابط مؤنس)، عمرو عبد الجليل (عزيز)، والغرض منه أن الإفراط في استخدام التكنولوجيا يؤثر سلبًا على التواصل البشري، فيظهر الإنسان وكأنه نسي الكلام، وحينما يستلزم منه الموقف الحديث والإنفعال فالصوت يخرج منه بصعوبة وبطئ.
مؤلف مسلسل النهاية: "شكرا للإسرائيليين لزيادة نسبة المتابعة"
الفساد
فكرة مسلسل النهاية تعتمد بشكل كبير على الظلم والجهل والفساد التموقع أن يشهد زيادة في العصور المقبلة وأن التطور التكنولوجي لن يكون حائلًا لذلك الفساد بل يساهم في زيادة معدلات القهر والظلم والفساد، وهو ما ظهر في أكثر من موقف منها على سبيل المثال: مفاوضات الأمن مع زوجة المهندس زين للحصول على نسبة من المحصول الغذائي بطريقة غير شرعية مقابل رشوة مالية وحينما رفضت الأخيرة، لجأ الأمن لأسلوب التهديد لإجبارها على الموافقة، وعلى الجانب الآخر رجال الأمن أنفسهم يقتسمون نسب عوائد المبيعات للمحصول فيم بينهم ويظهر الخلاف في رغبة كل شخص في الأمن الحصول على النسبة الأكبر.
كذلك أحد مظاهر المحسوبية الحوار الدئر بين يوسف الشريف (المهندس زين) وزملائه، بعد إحالته للتحقيق بسبب قيامه بالشروع في تنفيذ مشروع لتوفير الطاقة، وإقتراح أحد زملاء زين عليه أن يتودد لأحد رؤسائه بأن ينسب الفكرة لنفسه وبالتالي تقتنع الإدارة بفكرة زين المرفوضة قبل ذلك ويشرعون في تنفيذها.
مشهد بمسلسل "النهاية" يثير سخرية المشاهدين
التعليم
يعتبر من أبرز الرسائل التي اعتمد عليها المسلسل، أنه رغم التطور والطفرة التكنولوجية إلا ان التعليم كان حالة في تدهور بسبب ما وصف خلال الأحداث بـ «التعليم الإنتقائي»، أي إختيار فئة معينة للتعليم ومن دون ذلك محرومون من التعليم بل ومن يثبت انه يعلم أو يتعلم بدون تصريح يعاقب بالنفي خارج التكتل أو العمل في مصانع الإشعاع.
الجمهور يصف مشهد استيقاظ الروبوت في مسلسل "النهاية" بالعالمي
الصحة
وكان التناقض الأبرز الذي ظهر خلال إصطحاب المهندس زين لزوجته لأحد المستشفيات، فكان المشهد المثير ان ينزل الزوجان من سيارة فارهة مزودة بكافة سبل الرفاهية والتكنولوجيا أمام أحد المستشفيات العتيقة ولا يجدان أمامهما إلا كرسي متحرك (مثل المستخدم حاليا) وحينما يدخلان إلى المستشفى يجدان العشرات من المرضى مفترشين الطرقات والأروقة في مشهد أكثر سوءًا مما عليه وضع الكثير من المستشفيات في العصر الحالي، والمقصود من تلك الرسالة أنه مهما اهتمت الأنظمة بالتكنولوجيا فإن الصحة لن تلق الإهتمام المماثل.
"إسرائيل في دراما رمضان".. غضب صهيوني من "النهاية" وإشادة بـ"أم هارون"
تدور أحداث المسلسل في عام 2120 بالقدس، عندما يحاول المهندس زين (يوسف الشريف) البحث عن حل لأزمة الطاقة والقيود التي يفرضها النظام على الشعب، ولكن يتغير كل شيء حينما يظهر له إنسان آلي مستنسخ منه، المسلسل فكرة وبطولة الفنان يوسف الشريف، تأليف عمرو سمير عاطف، إخراج ياسر سامي، وشارك في البطولة كل من، عمرو عبد الجليل، أحمد وفيق، ناهد السباعي، سهر الصايغ، وزكي فطين عبد الوهاب.