ما تفسير الحديث القدسى "كل عمل ابن آدم له الا الصوم"
فى رمضان فرض الله تعالى الصوم فريضة من الفرائض وركنا من اركان الاسلام لقوله تعالى (شهر رمضان الذى انزل فيه القران هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ،فمن شهد منكم الشهر فليصمه …. ) ورغم ذلك يقول تعالى فى الحديث القدسى (كل عمل ابن آدم له الا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به ) فما معنى ذلك ان الصيام لله وحده؟
يجيب الشيخ محمد متولى الشعراوى ويقول:
كرم الله شهر رمضان بان جعله زمنا لنزول كتابه المعجز الذى وضع منهج حركة الحياة للارض كلها بسائر اجناسها ، واذا كان هذا الزمن قد كرم هذا التكريم فوجب ان نستقبل هذا الشهر استقبالا يناسب هذا التكريم .
الله جعل صيام رمضان ركنا من اركان الاسلام التى بنى عليها الاسلام وهى شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت ، ويجب هنا ان نفهم ان الاركان ليست هى الاسلام وانما هى الاسس التى بنى عليها الاسلام .
اذن الاسلام ليس مقصورا على هذه الاركان وانما هى الاسس التى تبنى عليها مطلوبات الاسلام لتنظيم حركة الحياة . واذا نظرنا الى هذا الشهر الكريم وجدنا له خصوصية نزول القران وخصوصية كونه الركن الوحيد الذى لم يتعبد به البشر لبشر ابدا ، وترتب على هذا قول الله تعالى فى الحديث القدسى (كل عمل ابن آدم له الا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به ) ان المناسبات الدينية واهمها شهر رمضان جعلت لنعيشها فى كل زمن ، لان الله يريد ان يشيع صفاؤه فى كل زمن وهذا المعنى نجده فى الصوم بان المسلم ينطبع بمنهج الله فيقبل على اشياء وينتهى عن اشياء كما أمره الله فتصبح هذه الاوامر والنواهى عادة عنده تدرب عليها فى صيامه فلا يفكر فى شرب الخمر او الكذب او الزنى او الرشوة
ما أثر صوم رمضان في تقوية أواصر المحبة بين الناس؟
واصبحت هذه عادات عنده بلا مشقة ولا تكلف ، وقد اراد الله بذلك ان يديم على الانسان لذة التكليف فيعمل المؤمن الطاعات..